GMT 0:03 2013 الإثنين 25 نوفمبر GMT 6:44 2013 الإثنين 25 نوفمبر :آخر تحديث علي بردى يؤمل الاتفاق المرحلي بين الغرب وايران على برنامجها النووي بتحولات عميقة في الشرق الأوسط. يوحي بأن اتفاقاً دائماً يمكن أن يتحقق خلال الأشهر الستة المقبلة. يثير هذا الاحتمال أسئلة عن فوائد يحصدها لبنان من تأثر "حزب الله" ايجاباً بالمقاربة الجديدة للعلاقات بين الولاياتالمتحدة والجمهورية الإسلامية. هل يمكن التنظيم الجهادي أن يتحول حزباً مدنياً صرفاً؟ يزول شيئاً فشيئاً بعض أسس العقيدة العسكرية التي قام عليها "حزب الله" منذ انطلاق الثورة الإسلامية عام 1979. لن تكون ثمة حاجة الآن الى استخدام شعار "الموت لأميركا" الذي أطلقه الإمام الراحل آية الله روح الله الخميني ضد "الشيطان الأكبر". لا حاجة الآن الى تصنيف ايران ضمن "محور الشر" كما فعل الرئيس السابق جورج بوش عقب هجمات 11 أيلول 2001. يسعى البلدان الى التغلب على عداوات الماضي. سيجد "حزب الله" نفسه مقتنعاً بضرورة التأقلم مع الصفحة الجديدة التي تفتح بين واشنطن وطهران. يسعى الرئيس حسن روحاني، بدعم واضح من مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، الى تفكيك نظام العقوبات الدولية القارصة التي فرضت على ايران بواسطة الأممالمتحدة ومجلس الأمن. في المقابل، تمضي الإدارة الأميركية في سياسة حددها الرئيس باراك أوباما بأن بلاده "ستفعل ما في وسعها لمنع ايران من الحصول على سلاح نووي". الاتفاق مع "مجموعة 5 + 1" للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، وألمانيا، يقرب عودة ايران لاعباً فاعلاً على الصعيد الدولي. لهذا الدور مقتضيات. يستلهم "حزب الله" المرجعية الايرانية لأسباب روحية ومعنوية ومادية. أنفقت ايران، ولا تزال تنفق، عشرات المليارات من الدولارات لشراء النفوذ في الشرق الأوسط. كان لبنان، ولا يزال، نقطة ارتكاز رئيسية لهذا النفوذ. موّلت "حزب الله" ودججته بالسلاح. مكنته من الاضطلاع بدور فاعل ليس في هذا البلد الصغير فحسب، بل أيضاً في عدد من الدول العربية. كأنه يدها الجهادية الطولى في العالم. إذا سار تنفيذ الاتفاق على ما يرام بين ايران والغرب، ستنتفي أسباب استمرار "حزب الله" قوة عسكرية عاتية ذات امتدادات اقليمية. الحاجة أكبر الى تحويله حزباً مدنياً صرفاً يلتفت الى الحد من الأخطار المحدقة بلبنان. وحدها القيادة الايرانية قادرة على اقناع "حزب الله" بضرورة الالتفات الى بيئته اللبنانية عوض الاستغراق في المستنقع السوري. أنفقت كثيراً وطويلاً على تدريبه العسكري وعلى تسليحه. لعلها تنفق بعض ملياراتها الثمينة على تعليم مريديها من اللبنانيين في أفضل مدارس ايران وجامعاتها، وأفضل مدارس العالم وجامعاته.