كشفت مصادر أمنية وسياسية مطلعة في محافظة الانبار غربي العراق، بان تصاعد العمليات الإرهابية النوعية في المحافظة يأتي ضمن مخطط لقطع المعونة والمساعدات للقوات الأمنية، وصولاً لإسقاط المدن تحت سيطرة المجاميع الإرهابية، متهمة جهات سياسية من داخل المحافظة بالتواطؤ. الانبار (فارس) وقالت المصادر ان بعض الجهات السياسية داخل المحافظة متواطئة مع الجماعات المسلحة في مخطط قطع الطرق المؤدية من والى الانبار من خلال تفجير المجسرات وتقطيع الطرق المعبدة في خطوة إلى قطع الطرق إمام المساعدات والتعزيزات العسكرية القادمة من بغداد والمحافظات الأخرى. وأشارت المصادر إلى أن تنظيم القاعدة يسعى من خلال هذه الممارسات إلى تحديد حركة القوات الأمنية العسكرية وحجز ما موجود منها في المحافظة وصولا لإسقاط بعض المدن عن طريق إيقاف الإمدادات والحركة العسكرية النظامية. وفي محافظة الموصل ذكرت جريدة العالم العراقي بان معدل اعمال العنف في الموصل يصل الى 14 حادثة في اليوم، فيما يجبر تنظيم ما يسمى ب"داعش" التجار في المحافظة على نقل المخطوفين والمفخخات. وأكدت مصادر أمنية مطلعة أن مدينة الموصل تحولت إلى "مكان غير صالح للعيش"، بسبب تعاظم سطوة تنظيمي القاعدة و"داعش" بشكل مقلق، فيما أكدت أن المسلحين يجبرون التجار على نقل المخطوفين مع بضائعهم، ونقل السيارات المفخخة إلى اماكن محددة، مقابل الإفراج عن ذويهم المخطوفين. وجاءت هذه المعلومات في وقت تحدث مصدر في الداخلية عن سيطرة جماعات كردية مسلحة على منافذ الموصل الحدودية مع سوريا، ما دفع مسلحي المدينة إلى التنقل عبر منافذ الانبار. وقال مصدر في محافظة الموصل، إن "الموصل تحولت منذ الاحداث السورية الى مدينة غير صالحة للعيش، وهذا ما ادى الى هجرة التجار ورؤوس الاموال من المحافظة الى كردستان او محافظات اخرى". وأضاف المصدر، "الموصل في حالة سبات مالي وتجاري كبير، لا سيما وانها معروفة برؤوس اموالها وتجارها وحركة السوق فيها". واوضح أن "التجار الذين يرضخون للقاعدة والمليشيات يقومون بتنفيذ كل مطالبهم، منها تحميل الاسلحة ونقل المخطوفين مع بضائع وشاحنات عائدة لهؤلاء التجار". وتابع، ان "بعض التجار اضطر الى قيادة سيارة مفخخة بنفسه وركنها في احدى المناطق من اجل استعادة ابنته المخطوفة من قبل جماعات القاعدة". وقال "هناك تجار، مغلوبون على امرهم، يدفعون الاتاوات تحت مسمى الوديعة او ضرائب الدولة الاسلامية او مستحقات الجهاد، وغيرها العشرات من المسميات التي تطلق على معنى الاتاوات التي تؤخذ من التجار واصحاب المصالح والمحال والمعامل شهريا واسبوعيا". واكد أن "هذه الاوضاع انعكست سلباً على الحياة العامة في الموصل، إذ أن الاتاوات تمول العمليات المسلحة للقاعدة، وتكبد تجار المدينة خسائر مالية كبيرة". وزاد بالقول، "التجار يخسرون الأموال لكنهم يحافظون على حياتهم، نظراً لمسلسل الرعب اليومي جراء اعمال العنف التي تحدث بشكل منظم". وفي شان متصل، اكد المصدر أن "الموصل تضم مجاميع مسلحة تابعة للقاعدة، وأخرى لدولة الإسلام في العراق والشام"، لكنه أشار إلى وجود "جماعات من الطرفين تظهر بين فترة واخرى تعمل كحلف واحد وتسيطر على مناطق وقرى لم تصلها القاعدة بعد، خصوصاً في الساحل الأيمن على الرغم من أن التنظيمين ليسا على وفاق في سورياوالعراق". وعن منطقة الساحل الأيسر في المدينة، قال المصدر، "هذا القاطع من المدنية يعد الأخطر لأنه موقع تمركز المسلحين". من جانبه، اكد مصدر في الداخلية، أن "هناك انتعاشا لنشاط للمسلحين في الموصل بسبب وجود حاضنات حقيقية لهم". وقال، "تمثل الحاضنات مجاميع عشوائية عدائية للأهالي، وليس من الضروري ان تكون داعمة للجماعات الارهابية، بل يمكن ان تكون داعمة للمسلح ماليا سواء عن طريق الاتاوات او بصورة اختيارية". وتابع، "معظم مناطق الموصل تحولت الى مصادر تمويل مالي حقيقي وخطير لهذه الجماعات المسلحة". وأشار المصدر في الوزارة إلى أن "القسم الكبير من داعمي المسلحين مجبورون على ذلك، لكن الاهالي لديهم خيارات عديدة للإبلاغ عن اي مطالبات بإتاوات او مساعدات مالية معينة لتنظيم القاعدة". وقال، "نشرنا ارقام هواتف وذكرنا الاهالي بما كان يدور في هذه المحافظة بالذات قبيل عام 2008". وأضاف "القوات الامنية شنت سلسلة عمليات امنية في هذه المنطقة وتمكنت من قتل وأسر العشرات من المشتبه بهم والارهابيين". وقال، "بعد سيطرة الاحزاب الكردية السورية على معبر الوليد والمنافذ الاخرى الملاصقة للموصل تمكنا من التوصل الى تعاون مع اكراد سوريا، مكننا من مسك الارض في العديد من المناطق وقطعنا طريق التمويل على ابرز المعاقل التي تتمثل في الساحل الايسر للموصل". وزاد بالقول، "هناك صراع في مركز المدينة بين الاهالي والارهابيين الذين يقتلون بدم بارد من يخالفهم الراي او يمتنع عن دفع الاتاوات، وهناك تعاون مع من استغل الارتباك الامني لصالحه وهؤلاء سيتم اعتقالهم ومحاسبتهم وفق القانون". وذكر المصدر أن "اخطر المناطق في الموصل هي البعاج والمهندسين وحي المالية وشيخان والجنوب الغربي للمحافظة الذي يمثل نقطة الربط مع الانبار"، مشيراً إلى أن "الصحراء الغربية تمثل المنفذ الممول للجماعات السورية بعد ان كانت في السابق تمر عبر الموصل ومنافذها". وقال، "المنافذ في الموصل تحت سيطرة المسلحين الكرد، لكن المنافذ في الانبار تقع تحت سيطرة الإرهابيين السوريين"، على حد وصفه. وكان نواب ومصادر مطلعة في الموصل، حذروا نهاية الأسبوع الماضي، من انهيار الوضع الامني في محافظة نينوى، مؤكدين انها تعيش "تسونامي سورياً" بسبب استمرار تسلل المسلحين من سوريا. وكشفت مصادر عن عودة التفجيرات والاغتيالات بشكل يومي، مشيرة الى هروب 99% من الكوادر الصحفية خارج المحافظة. وقال نواب عراقيون ان تنظيم "داعش" بات يسيطر على المثلث الواقع بين نينوى وصلاح الدين والانبار، مؤكدين انه ينفذ عملياته في الموصل بشكل علني وعلى مرأى من القوات الامنية التي اتهموها بالفساد. /2336/ 2868/