عثر المارة في مدينة ذمار أمس الأربعاء على شخص قد فارق الحياة تحت تأثير البرد القارس. وافاد مراسل "مأرب برس" انه تم العثور على جثة شخص ملقاة على الأرض لشخص مجهول في العقد الثالث من العمر ويرتدي ملابس خفيفة، ورجح المواطنون وفاته تحت تأثير الجوع وموجة الصقيع التي تعيشها مدينة ذمار هذه الأيام ،فقد جمد البرد أوصاله وهشة الجوع. وكانت بعض وسائل الأعلام تداولت أنباء أن الجثة تعود لشاب صومالي مشرد ،غير أن صورة أرشيفية لدى "مأرب برس" كشفت عن هوية صاحب الجثة المتوفي، حيث تعود لشاب يمني مصاب بحالة نفسية ، واعتاد المبيت في العراء داخل غرفة مهجورة ومهدمة جزئياً في أرضية تقع في الجهة المقابلة لمكتب الإتصالات بشارع رداع وسط مدينة ذمار. وكان مراسل مأرب برس أجرى العام الماضي، تحقيقاً صحفياً مصوراً عن معاناة المصابين بحالات نفسية بذمار والتقط حينها صورة لهذا الشخص الذي تم العثور على جثتة أمس الاربعاء ونشرت الصورة في التحقيق الصحفي في العدد رقم (10) من الجريدة بتاريخ 23/12/2012 تحت عنوان " رحلة تشرد مؤلمة " . وخلال التحقيق الصحفي أكد أطباء نفسيون أن محافظة ذمار تُعد الأعلى بين محافظات الجمهورية في معدلات المختلين عقلياً المنتشرين في الشوارع والموجودين في المصحات النفسية في صنعاء والذي يصل عددهم فيها من 5000 إلى 6000 مريض نفسي ، بينهم ما يقارب30 %إناث وهذا حسب تقديرات ناشطين حقوقيون في المحافظة. و كان د. عبد الكريم زبيبة مدير مركز الإرشاد والرعاية النفسية بجامعة ذمار ناشد أصحاب الضمائر الحية إلى السعي وبجد لمساعدة هذه الحالات خاصة وهم الشريحة الوحيدة التي لا تستطيع الشكوى والتعريف بحالتها والمطالبة بمساعدتها ،من خلال المساهمة في بناء مصحة نفسية متخصصة في علاج مثل هذه الحالات ،وجمع التبرعات لإيوائهم وعلاجهم بعد أن تخلت الكثير من أسرهم عنهم ، وهم بحاجة إلى لفتة إنسانية من الحكومة وقيادة المحافظة لإنتشالهم من هذا الواقع البائس ، حيث إن الحالة اليوم أصبحت ملحة جدا وتستدعي بناء مصحة نفسية في محافظة ذمار لإيوائهم ورعايتهم طبياً حيث وإن تكلفة هذا المشروع بسيط جداً ، أوقل بكثير مما يتم تشييده من مقرات و مباني حكومية.