أعلن رئيس «لجنة ال50» المعنية بتعديل الدستور المصري المعطَّل، عمرو موسى، أمس، رسمياً انتهاء أعمال اللجنة بعد إقرار مشروع الدستور في صيغته النهائية، على أن يتسلم الرئيس المؤقت، المستشار عدلي منصور، المشروع، فيما أكد وزير الثقافة، الدكتور صابر عرب، أن «مصر في خطر، والأزمة التي تمر بها البلاد هي أزمة ثقافية». وتفصيلاً، وجه موسى، خلال جلسة للجنة أمس، الشكر «لأعضاء لجنة ال50 ولجميع من عاونها للوصول إلى النتيجة المرجوة بداية من أعضاء الأمانة العامة لمجلس الشورى، الذي استضاف اجتماعات اللجنة، و(لجنة العشرة) التي وضعت الأساس لعمل لجنة ال50، ومروراً بقوات الشرطة والجيش والإعلام، وانتهاءً بمعاوني الخدمة». وكان أعضاء لجنة ال50 وافقوا، الليلة قبل الماضية، على جميع مواد مشروع الدستور، البالغة 247 مادة، وأعلن المتحدث باسم اللجنة، محمد سلماوي، أنه سيتم رفع المشروع، اليوم، إلى الرئيس، عدلي منصور، الذي ترك له أعضاء اللجنة تحديد النظام الانتخابي. وكانت خارطة الطريق، التي كشف النقاب عنها لدى عزل الرئيس السابق، محمد مرسي، في يوليو، قد قالت انه يتعين إجراء الانتخابات البرلمانية قبل انتخابات الرئاسة. ولكن المسودة التي أقرتها اللجنة لتعديل الدستور، أول من أمس، تتفادي قول إن الانتخابات يجب إجراؤها أولاً، تاركة هذا القرار للرئيس عدلي منصور. وتقول المسودة أيضاً انه يجب بدء «الإجراءات الانتخابية» في غضون ستة اشهر من العمل بالدستور، ما يعني أن مصر قد لا يكون بها رئيس منتخب أو برلمان قبل النصف الثاني من العام المقبل. ومن بين المعالم الرئيسة في خارطة الطريق السياسية، ضرورة الموافقة على الدستور في استفتاء من المتوقع إجراؤه هذا الشهر أو الشهر المقبل. وكانت لجنة ال50 بدأت عملها في الثامن من سبتمبر الماضي، لتعديل مواد خلافية وردت في دستور 2012 الذي جرى تعطيله وفقاً «لخارطة مستقبل» التي توافقت عليها القوى السياسية والدينية، واعتُبرت سبباً في اندلاع ثورة 30 يونيو 2013 التي أطاحت بنظام الرئيس السابق، محمد مرسي. من ناحية أخرى، أكد وزير الثقافة، صابر عرب، خلال مشاركته مع محافظ الأقصر، اللواء طارق سعدالدين، والروائي بهاء طاهر، في افتتاح «قصر ثقافة بهاء طاهر» شرق مدينة الأقصر، و«قصر ثقافة الطارف» غرب المدينة، أمس، أنه «إذا لم يدرك المصريون هذا الخطر، فإن النتيجة لن تكون في مصلحة الوطن»، موضحاً أن «البعض حاول خداعنا بما يسمى المشروع الإسلامي لفرض الوصاية علينا، على الرغم من أن كل النصوص السماوية والأحاديث النبوية تقول إنه لا وصاية لبشر على بشر، وأنه لابد من العمل من أجل توفير العيش الكريم وفرص العمل». وأضاف «نحن فخورون بأننا تمكنا، ونحن وسط تلك الأحداث، من وضع دستور جديد، وهو أمر جيد لأن الانتهاء من الدستور جزء من المرحلة الانتقالية التي تبدأ بإنجاز الدستور ثم تنتقل لمرحلة أخرى». وأشار وزير الثقافة إلى أنه «لابد من أن نقف مع التحول الذي تمر به بلادنا، وإلا فإن مصر ستكون مهددة وفي خطر»، معلناً عن تشكيل مجلس أمناء من مثقفي الأقصر لتكوين إدارة جيدة لقصر ثقافة بهاء الطاهر و«جعله بمثابة إشعاع ثقافي للمواطنين البسطاء وليس للمثقفين فقط». من جانبه، قال بهاء طاهر إن «ما حدث في مصر جعلنا نشعر بأننا مواطنون أحرار نستطيع إكمال مسيرة الأجيال التي سبقتنا»، مشيراً إلى أن «شباب مصر منحونا الحرية بدمائهم، ومن الممكن أن نجعل من الثقافة جزءاً من هذا المسعى الكبير نحو اكتمال تحرير الوطن وتحرير عقول أبنائه».