بدأت فرنسا، أمس، عملية عسكرية في إفريقيا الوسطى وأعلنت عن إرسال طائرات استطلاع إلى العاصمة بانغي، وذلك بعد ساعات قليلة على تصويت مجلس الأمن الدولي بالإجماع لصالح قرار يسمح بالتدخل الفرنسي في ذلك البلد . وقال وزير الدفاع الفرنسي، جان إيف لودريان في حديث مع إذاعة فرنسا الدولية (آر إف إي)، أمس، أن "الليلة (الماضية) كانت هادئة" . وأضاف أن "العملية بدأت"، موضحاً أن "القوات الفرنسية التي كانت في الأساس موجودة في مطار بانغي، والتي كان لديها مهمة محدودة بحماية هذا المطار إلى جانب رعايانا، أرسلت طائرات استطلاع إلى بانغي" . وكان الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، أعلن مساء الخميس، عن تدخل عسكري فرنسي فوري في إفريقيا الوسطى، على خلفية الاشتباكات الدامية التي أودت بحياة أكثر من 100 شخص حتى الآن، وذلك بعد ساعات على تصويت مجلس الأمن الدولي بالإجماع، لصالح قرار يسمح بالتدخل الفرنسي في ذلك البلد . وبموجب القرار رقم ،2127 يُسمح للقوات الفرنسية بالتدخل في جمهورية إفريقيا الوسطى بهدف إعادة الأمن، ويعطيها تفويضاً لقوة الاتحاد الإفريقي المنتشرة في إفريقيا الوسطى لفترة مدتها 12 شهراً قابلة للمراجعة كل 6 أشهر . ورحب الأمين العام بان كي مون، باعتماد مجلس الأمن القرار 2127 الذي يخول، بموجب الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، نشر قوات فرنسية وإفريقية لمعالجة الوضع الخطر في إفريقيا الوسطى . واعتبر بان، في بيان، ان تبني مجلس الأمن القرار 2127 هو خطوة هامة في الوقت المناسب، مشدداً على أن هذه الخطوة ترسل رسالة عزم دولية للاستجابة للأزمة . وفي مواجهة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والوضع الإنساني المتدهور، رحب الأمين العام أيضاً بإنشاء لجنة تحقيق دولية ونظام العقوبات، بموجب القرار ،2127 مشيراً إلى أن هذه التدابير ستساعد على ضمان تقديم المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان إلى المساءلة، وستساعد أيضاً على منع انتشار الأسلحة التي تؤجج الصراع . ومن جانبها، أعلنت الولاياتالمتحدة عن مساعدة بقيمة 40 مليون دولار لقوة الاتحاد الإفريقي في جمهورية إفريقيا الوسطى، التي تشهد أعمال عنف . وأصدر المتحدث باسم البيت الأبيض بياناً قال فيه ان ما ارتكتبته مجموعات وميليشيات مسلحة في جنوب إفريقيا من أعمال وحشية رهيبة ومثيرة للصدمة بحق مدنيين أبرياء يتطلب رداً سريعاً من قبل المجتمع الدولي . ورحب بتبني مجلس الأمن الدولي القرار ،2127 معتبراً أن هذا يشكل خطوة لتفادي تصعيد العنف أكثر، ويعطي لحفظة السلام بقيادة الاتحاد الإفريقي والقوات الفرنسية تفويضاً تحت الفصل السابع لحماية المدنيين واستعادة الأمن وضمان وصول المساعدات الإنسانية . (وكالات)