أعرب المخرج البرازيلي، لبناني الأصل، "مارسيو كوري" عن أمله في عرض فيلمه "المحطة الأخيرة" بدور العرض المصرية بعد أن لمس إعجاب الجمهور الذي شاهد الفيلم بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي. وأضاف المخرج البرازيلي، خلال الندوة التي أعقبت عرض فيلمه اليوم ضمن فعاليات الدورة ال35 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، إن قصة الفيلم تبدو قريبة من المصريين وربما تعرض لها بعضهم حيث يتناول فكرة الهجرة والانسلاخ عن الهوية والوطن بعد أن يفضل المهاجر الوطن البديل ويبدأ في توريثه لأبنائه جيلًا بعد جيل حتى نصل إلى مرحلة ننسى فيها أصولنا وهويتنا. وأوضح أن دول العالم مليئة بالمهاجرين العرب من مختلف الجنسيات لا سيما لبنان ومصر، وأغلبهم نسى مسقط رأسه وبدأ في ممارسة نفس عادات وتقاليد البلد الذي هاجر إليه حتى أن بعضهم لم يعد يعتنق نفس ديانة والديه الذين لم يهتموا بالأمر بكل أسف، مشيرًا إلى أن كثيرًا من المهاجرين أخفوا كذلك ديانتهم الإسلامية عقب أحداث سبتمبر في أمريكا خشية اتهامهم بالإرهاب والتطرف. وأشار "مارسيو كوري" إلى أنه تعرض شخصيًّا لتجربة شبيهة حيث هاجر والده من لبنان إلى البرازيل قبل 130 عامًا ولم يعد إلى مسقط رأسه، وبدأنا نتوارث الهوية البرازيلية جيلًا بعد آخر حتى أن أغلبنا لم ير لبنان من قبل. وكشف المخرج البرازيلي أن أعداد البرازيليين من أصول لبنانية يبلغ نحو 8 ملايين شخص حتى الآن أغلبهم لم يزر لبنان من قبل، بل إن بعضهم نسى ديانته وعاش بلا ديانة أو اعتنق ديانة أخرى، رغم أنهم جميعًا يشعرون من وقت لآخر بالحنين إلى هذا الوطن الذي لم يكتب لهم رؤيته من قبل. واعترف "مارسيو كوري" أنه شخصيًّا لم يعرف مسقط رأسه من قبل ولم يزره حتى فكر في إخراج هذا الفيلم عن المهاجرين اللبنانيين المشتتين في دول العالم كافة على أن نعتبر البرازيل نموذجًا، مشيرًا إلى أنه بمجرد زيارة لبنان اكتشف أنه فاته الكثير وكان عليه التفكير في تلك الخطوة منذ زمن طويل. وتدور أحداث الفيلم حول شاب لبناني يهاجر مع شقيقه إلى البرازيل قبل نحو 60 عامًا بحثًا عن الثورة والمال، وتعهد لأمه بالعودة إلى لبنان مرة ثانية بمجرد جمع الأموال التي ستمكِّن الأسرة من توفير الحياة الكريمة، لكن الحياة في البرازيل تلهيه عن كل شيء وينسى أمه ووطنه ويمضي في حياته حتى عام 2001 حيث يكتشف أن العمر قد مر به دون أن ينفذ وصية والدته.. وهنا يبدأ الرجل في رحلة استعادة الهوية بإخراج جثمان زوجته لإعادة تغسيلها على الطريقة الإسلامية، فضلًا عن العودة إلى بلاده بحثًا عن بقايا أسرته التي تركها وهاجر قبل عقود طويلة.