بعد أن كثرت ذنوبه، وأصبح عمره على حافّة غروبه، قرّر (الثعلب) أن يتوب عن ألاعيبه وسرقاته التي مارسها طوال حياته، وإمعانًا في التوبة قرر أن يحج كي يعود كما ولدته أمه.. لذا جهّز "أغراضه" من طعام وشراب، ثم وضع سبحة "أم مئة حبة" في رقبته وانطلق ماشيًا بوقار وخشوع، ومسبّحًا بصوت مسموع.. وما أن رأته أنثى طائر (الحجل) حتى صاحت: "بالله عليك يا بو الحصين لا تأكلني".. فردّ عليها بهدوء الخاشع: وش تقولين يا حرمه؟! أنا تبت، ورايح للحج، ادعيلي بس!!.. ردت (الحجلة) بدهشة: أبو الحصين يتوب ويحجّ؟!.. فقال وهو يتصنع دور الواعظ: من تاب، تاب الله عليه.. وأنت كمان عليك ذنوب ولازم تحجين!.. راقت الفكرة للحجلة وقالت: والله من زمان أدوّر على "محرم" بس تعاهدني انك ما تاكلني. ترافقا في الطريق الطويل، ومنعًا (للاختلاط) مشت الحجلة في الخلف وأبو الحصين في الأمام لا ينظر إليها (ورعًا)، وكلما تعب من التسبيح ناولها السبحة وهو مغمض العينين.. وكلما جاعوا مدّ يده وأعطاها "بسكوت ماري" أو "أولكر"، فقد أصبح صاحبنا نباتيًا!. وتبعًا لسياسة (القطيع) التي أخذها (الحيوان) عن صديقه (الإنسان)، فقد انضمت حيوانات كثيرة إلى حملة (الحاج أبوالحصين) بعد أن شاع خبرها.. ولأن الطريق طويل والصحراء قاحلة والحرارة شديدة، فقد نفد طعام صاحبنا، وبدأت (مصارينه تقرقع)، وعندما لمح طرف الحجلة السمينة، تعوّذ من الشيطان، ورفع صوته بالتسبيح.. لكن لعابه سال عندما قالت بصوت ناعم: "حجّي.. كم باقي.. تعبنا كتير" فتلقفها بشماله، و"بلعها" بلقمة واحدة، وهي تصيح: "وش اللي صار يا حجي".؟! هربت الحيوانات بعد أن عرفت أن (أبو طبيع ما يجوز عن طبعه) وأنه لا توبة لثعلب.. أما (الحجلة) فكانت ترجوه من داخل بطنه أن يقول الحمد لله بعد أن أكل!!.. ولأنه (صدّق) أنه (حجي) فقد فعل.. وما أن فتح فمه حتى خرجت الحجلة وطارت.. فأخذ "يصفق الكف بالكف" وهو يقول: معقول أبو الحيل ينضحك عليه؟!.. ثم رمى بالسبحة وعاد أدراجه وهو يقول: "الشرهة عليّ.. اللي قلت الحمد لله قبل ما أشبع"!!. هذه قصة جاءتني من أحد الأصدقاء، أعدت صياغتها ونشرها بشيء من التصرف كي لا تصدق -عزيزي القارئ- أن لصًا مخادعًا يمكن أن يقول: "الحمد لله قبل ما يشبع.. أو أن موظفاً فاسدًا يتوب عن (بلاويه).. قبل ما "يطلع"!. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (61) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain