قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الخميس إن روسيا لا تحاول أن تكون قوة عظمى ولا تسعى لأن "تعلم الجميع كيف يعيشون" في انتقاد مستتر للولايات المتحدة، وشدد على ضرورة إجراء تعديلات على الدستور، وأكد أن الاقتصاد الروسي ضمن أكبر 5 اقتصادات في العالم . وقال بوتين في خطاب حالة الاتحاد أمام مجلسي النواب والاتحاد(غرفتي البرلمان) "لا نطمح للحصول على لقب القوة العظمى الذي يؤخذ على أنه تطلع للهيمنة عالمياً وإقليمياً" . لكنه أضاف أن روسيا لا تنتهك مصالح الدول الأخرى أو تفرض حمايتها . وقال: "نحن لا نعطي محاضرة لأي شخص بشأن كيفية العيش" . وشدد على أن روسيا مدافع رئيس عن السيادة الوطنية والقيم المحافظة .وقال "ان روسيا تسعى من أجل احتلال موقع القيادة بوصفها ضامنا عالميا للقانون الدولي والاحترام للسيادة الوطنية وتقرير المصير" . وشدد بوتين على ضرورة إجراء تعديلات على الدستور باستثناء الفصل الخاص بحقوق المواطنين، وأشار إلى أنه "لا ينظر إلى الدستور الذي هو القانون الأساسي للدولة كنص جامد، بل قابل للتطور . وشدد بوتين على ضرورة عدم المساس بأحكام الفصل الثاني الذي يتناول حقوق وحريات المواطنين، معتبراً أن إجراء تغييرات محددة على الفصول الأخرى "أمر ممكن، لا بل ضروري" . وقال بوتين إن اقتصاد بلاده يدخل ضمن أكبر خمسة اقتصادات عالمية وفقا لحجم الناتج المحلي الإجمالي، رغم أن انخفاض معدل إنتاجية العمل في روسيا يجعلها متخلفة بنحو مرتين إلى ثلاث مرات . ودعا لتحسين نوعية التعليم المهني، وخلق مناخ ملائم للاستثمار، وتطوير التقنيات، لتحسين وضع الاقتصاد، وسدّ الفجوة بينه وبين الاقتصادات الرائدة عالميا . تابع أن "الأسباب الرئيسة لتباطؤ التنمية الاقتصادية والاجتماعية في روسيا، داخلية وليست خارجية . ودعا بوتين السلطات لتطوير خارطة طريق بحلول مارس المقبل، لدعم الصادرات غير النفطية، منتقداً "العقبات الإدارية التي تقف عائقا في وجه تنمية صادرات روسيا من غير الخامات، كطول المدة لتلقي تصاريح التصدير التي تأخذ نحو 20 يوما، مقارنة ب6 أيام في الولاياتالمتحدة . من جهة أخرى قال بوتين إن "منظومة الدرع الصاروخية الغربية ليست منظومة دفاعية إلا بالاسم فقط"، مشيراً إلى أنها في حقيقة الأمر "حلقة مهمة في سلسلة القدرات الهجومية الاستراتيجية" . وأضاف أن "الولاياتالمتحدة كانت على مدى فترة طويلة من الزمن تعلن أن الهدف الرئيسي لمنظومة الدرع الصاروخية التي يتم إنشاؤها في أوروبا هو اعتراض صواريخ قد تطلقها إيران" . وفيما يتعلق بالوضع في أوكرانيا عبر بوتين عن أمله في التوصل إلى حل سياسي للازمة وقال انه يعول على الحكومة والمعارضة للتوصل إلى تسوية سياسية . وفي خطابه أمام المشرعين والمسؤولين أكد أن الاتحاد الجمركي الذي تقوده موسكو ويأمل أن تنضم أوكرانيا إليه يقوم على حقوق متساوية لكل الأعضاء وسيوفر لهم مزايا اقتصادية . وتطرق بوتين إلى الشأن السوري، معتبراً أن روسيا "نجحت بإقناع المجتمع الدولي بتبني خيار الشرعية والسلام في سوريا" . وأشاد بإسهام موسكو في الجهود الدولية المبذولة لمنع التصعيد في سوريا، قائلاً "تمكنا، على الأقل حتى الآن، من تفادي التدخل العسكري الخارجي في شؤون سوريا، وانتشار النزاع إلى خارج المنطقة" . وتابع، "عملنا بحزم وحسم وبشكل مدروس، من دون أن نعرِّض مصالحنا وأمننا والاستقرار الدولي للخطر" .ورأى بوتين أن تجربة المجتمع الدولي في التعامل مع الأزمة السورية والقضية الإيرانية "أكدت ضرورة حل أي مشكلة دولية بالطرق السياسية، من دون استخدام القوة العسكرية" . وقال إن تسوية القضية النووية الإيرانية ضمان "لأمن جميع البلدان، بما في ذلك إسرائيل" . (وكالات)