((يوم الإجازة )) من سيأتينا وقد ذهبَ الذهابُ بلا رجوعْ ؟! من سيحضرُ موتَنا في ليلةِ الحزنِ الخَنوع ؟! من ذا يلملمُ ياسمينَ الشام ِ؟ أخبرني ! والكلُ غادرَ تاركاً ألمَ الزهورِ مع الصقيع ْ والكل أعلن أنه ما جزَّ يوماً عشبَها ما سرَح الشعرِّ الطويلَ ولا القصير ما راقَص الورداتِ في ليلِ الصفا ما قَبلَّ الوجناتِ كاللصِّ السريع ْ الكل أنكر ما يحبُّ وما أحبَّ لأجلِها وتنكرَ الصفصافُ ايضا مثلَنا حتى الربيع على ضفافِ النهر أنكرها وخاف اذا تكلم أن يضيعْ لا الدارُ تشبه ما عهدتُ ديارَها لا الموتُ يشبهُ ما ألِفتُ من المنيةِ عَهدَه وكأنه يختارُ أجمَلنا وأقبَحنا وجفَوتنا وضحكَتنا ويقبضُ ما يشاءُ من الفصولِ مخلفاً كل الفصولِ خريفنا .. ومضى الربيع ْ والحرف مال على الغصون مُعِذباً والعينُ تُمطرُ من دماءِ الشعرِّ دمعتَها ففي ديارِ الموتِ ننتظر السلوَّ من البيانِ يُريحنا وبدا التأملُ ما سيصنعه البديع؟ من سيأتينا ؟ ومن حضر الجنازةَ لست ادري ؟ لست أذكر شكلَهُ وبدا ضبابا ً لست اذكر جرحَه وغدا مُصاباً شاء أن يبقى ففرَّ مع العصابةِ للجبال ْ يا فتى إن العروبةَ لا تَفرُّ مع الجموعْ ولى وفرّ يا فتى ان الظلامَ يعيقُني كُنْ لعُتماتي الشموع ْ ولى وفرّ يا فتى ,,وأنساب يبحثُ عن فتاةٍ حلوةٍ لم يقطعْ القصابَ ظلماً نهدَها ما قُوبلَت بالرفض من اقرانِها ما عُذبت ْ أو جُوعت ما خُلفَت بدمائِها مخنوقة ً كالبكر لا تدري وقد ساءَ الصنيعْ وبنا البكاء وهل يعود الى البكاءِ جماله ؟ وبها العناء وكلما زاد العناءُ تملكتْ ..أوصالُنا اليأسَ الشنيع ْ انه يوم الأجازةِ ..لم يمُت إلا صديقي وابن عمي وابن مدرستي شفيعْ لم يمُت زهرُ القرفنلِّ ... انه قد مات لمّا لم يعدْ في البيتِ من يروي الفروعْ لم يمت وجهي فوجهي من قساوتِهِ توفى يوم لم تبكِ على وطني الدموع سأل الزمانُ :أتشتري وطنَ البكاءِ ببسمةٍ؟ وتَبسمتْ كلُّ القلوبِ وما تبسمَّ خافقي فأتت لمعقلهِ الغواني ثم سمسار لسؤلِي هل تبيع ؟ انه يوم الأجازة .. من سيأتينا؟ وقد رحل الجميعُ من البيوت ِ من المآذنِ والكنائسِ والشموعْ والبابُ مفتوحٌ لغربان المساءِ تَعدُّنا فإذن ستنحصرُ الزيارة في المساءِ على الأفاعي والعقاربِ يوم ان رحل الجميع .