في طرق العاصمة الرياض تجد بعض ملاك المركبات الخاصة بالعوائل يضعون على سياراتهم ورقة A4 ، وقد كُتب عليها عبارة (سائق تحت التدريب) لتنبيه سائقي المركبات الأخرى بضرورة التعامل مع هذا السائق بعناية خاصة؛ كونه ما زال يخضع للتدريب، ولم يحترف القيادة بعد. هنا بإمكاننا أن نتصفح سلوكياتنا، فالبعض يعطي الأولوية لهذا السائق، ويفتح المجال له، ويتعامل معه بشكل حضاري؛ حتى تتشكل الثقة في قائد المركبة، ويصبح محترفاً. والبعض الآخر يستغل مثل هؤلاء السائقين ليأخذ دورهم بالقوة، ويتعامل معهم بشكل يبعثر ثقتهم بأنفسهم، ويدفعهم إلى تحطيم حلمهم بالوظيفة التي تكبدوا عناء السفر والغربة من أجلها. والبعض الآخر تطغى عليه حالته الآنية، فإذا كان المزاج صفواً كان التعامل أرقى، وإذا كانت حالته النفسية سلبية لا يهنأ له بال إلا أن يعممها على الآخرين! السائق الوافد رغم المصاعب والزحام والقيادة غير المنضبطة بالسلامة المرورية بالرياض إلا أنه يتجاوز المصاعب، ويصبح في غضون ستة أشهر أو أقل محترفاً بالممارسة وطول النفس! صحيح أنه خلال فترة التدريب في شوارع العاصمة يرفعون نسبة الحوادث الطفيفة، ولكن أيضاً يرفعون دخل الورش وسائقي السطحات. ورقة A4 الملصقة على معظم سيارات العوائل تمثل حالة السائق الوافد الآنية من الناحية المهنية. لكن، ماذا عن الحالة النفسية والأخلاقية لقائد المركبة السعودي وليس الوافد؟ نشاهد صباح مساء قيادة غير مسؤولة، وأخلاقاً تتجاوز درجة حرارة العاصمة في ذروة الصيف! وإشارات وإيماءات باليدين تعكس حالة استعداد السائق للبحث عن مشكلة تتجاوز اللفظية إلى العضلية! وهناك دماء سالت، وأرواح زُهقت بسبب أخلاق بعض السائقين السيئة وغير المبالية بالسلامة المرورية وآداب الطريق. عندما تقابل مثل هذه النوعية تجدهم يبررون جنونهم في القيادة بعبارة غريبة عجيبة.. مثلاً: "أخلاقي اليوم زفت!"، أو "نفسيتي دمار!"، وهكذا يرجعون عبثهم بالقيادة لأسباب نفسية وأخلاقية، وأحياناً مادية! وبالتالي الضحية أنت وأنا. شخصياً، قررت أن أساعدهم وأقدم لهم حلولاً على طريقة حل السائق الوافد. وبعد حالة تأمل تفتق رأسي بهذا الاقتراح: أن يضعوا ورقة A4 على سياراتهم، ويُكتب عليها (أخلاق تحت التهذيب)، أو (النفسية تحت التحسين)، أو (المادية تحت التعديل)؛ من أجل أن يتعاطف معهم السائقون ويمنحوهم تعاملاً خاصاً أثناء القيادة!! وش رأيكم؟