أوراق وأشواق في ديوان شاعرة- (مقال نقدي) بقلم الناقد الكبير / عبد الفتاح البارودي بعد أن أعدت الأديبة أميمة منير جادو أوراق ديوانها الأول(أوراق وأشواق ) حرصت على أن تفتتحه بقصيدة تعبر فيها عن مشاعرها نحو الكويت . وهذه الأديبة حاصلة على الماجستير في ( القيم التربوية في إعلام الطفل ) وتعد رسالة الدكتوراة عن ( تربية الطفل في الفولكلور المصري ) لكنها إلى جانب دراستها الأكاديمية فهي تكتب الشعر بين حين وآخر . كتبت عن الكويت قصيدة (كويتنا أعيدوها لنا ) وبدأتها بقولها : ( أرض الكويت يا حبيبتي .. أنت الغداة بين فكي مشكلة ... بل معضلة .. قد نصب الغزاة فيك ألف ألف مقصلة ... دماء أهلك الكرام عندهم محللة ... راياتك الغراء ...صارت مهملة أين يا خميلة الحب الكبير .. أرض الكويت لا... لا.. لن يموت الأمل .. بالعزم سوف نبلغ المرام ... يا شباب العرب هيا .. فهذه كويتنا ... هيا أعيدوها .. هيا احفظوا أمجادها ... هيا احفظوا شموخها وكبرياءها ) وإلى جانب قصائدها الوطنية كتبت بعض خواطرها في قصائد كثيرة ومنها قصيدة بعنوان (رسالة ) قالت فيها : ( هذه أشعاري المسطورة .. لملمها ... مزقها ..احرقها ... اجعلها الآن سطورا منثورة .. هذي أوراقي .. معذرة ... هذى أشواقي ..) ثم تناجي من وجهت إليه رسالتها بقولها : ( أحببت بقلبي وبفكري .. وأذبت حياتي فيك نبضاً وحنينا .. سنوات وسنوات مرت .. والآن أجيئك .. أختبر شعوري وأنا أدرك لحظة تفجير القلب ..) وفي قصيدة عنوانها (علمتني الأيام ) ( قد تعلمت الثبات .. في أشد الأزمات .. أن أصون الخفق في قلبي وأخفي النبضات ... أكتم الدمع بعيني كجمر يحتدم .. أتخفى في المساحيق الثقيلة .. أذكر الحب وأحلام الرجوع .. وأزاهير الربيع .. كم شربت الحب من صفو الرحيق .. وتعلمت به ألا أخاف .. لم أجد فيه سوى شعري فشعري الآن لي خير رفيق وتعلمت إذا أخفقت يوما .. أن أغني من جديد .. أبدأ الدرب شموخا .. كل ذهني كبرياء بل يزيد ) وشاعرتنا تمتلئ كبرياء وفي نفس الوقت تتجه في تعبيراتها أحيانا إلى الشعر الصوفي ، و تستخدم أساليب الشعر الجديد. فمثلا في قصيدة عنوانها ( وعادت الجراح ) تقول : (ربي أنا الآن تسيرني الأقدار فلا أملك للنفس أي قرار... وما عاد لعقلي ان يختار .. لكني أحيا أحيا .. يا ربي أصبحت حزينة ... تتبدد في قلبي الأفراح .. كانت مثل زهور البستان قصيرة .. ذاتي تبحث عن أي سكينة .. قلبي يشكو الآلام ولا يبوح .. عقلي يسترجع ما كان من الأيام .. أصلب أحلامي فوق جراحي .. فلعلي أوهب شيئا من ومض الأمل ) وشاعرتنا رغم أنها لم تتجاوز مرحلة الشباب فإنها لا تدري لماذا تغمرها الأحزان ؟ ولماذا تخشى الزمان ؟؟ ولماذا يشعر قلبها بالظمأ ؟؟ ولماذا تتوهم الحرمان ؟؟ كل هذه الخواطر والمعاني تحاول التعبير عنها في قصيدة عنوانها ( أحزان ) تقول فيها : ( تغمرني الأحزان وبداخلي حرمان .. أخشى الزمان أن يجعلني في طي النسيان فهل أنا أغفو ؟ أم ضميري يقظان ؟ لي قلب ظمآن ينهل من الآلام .. والعمر يمضي وأنت يا قلبي .. سجين دربي ومازلت في أحلامي العاشق الحيران .. غريبة أنا في عالم الأحزان والحرمان .. خذيني يا أحلامي إلى عالم آخر .. بجناحي طائر .. كالسهم الحائر ..) وشاعرتنا نشرت كثيرا من قصائدها ولكن هل اقترح على هيئة الكتاب أن تصدر لها ديوانا تشجيعا لموهبتها ولإبداع المواهب الشابة ؟؟ عبد الفتاح البارودي – جريدة الأخبار في 11/9/1990