سيطرت قوات متمردة، موالية لنائب رئيس جنوب السودان السابق، رياك مشار الفار، بعد اتهامه بمحاولة انقلاب، على مدينة بور (200 كلم شمال جوبا)، وفق ما أعلن جيش جنوب السودان، أمس، فيما حذرت الأممالمتحدة من أن أعمال العنف تنتشر في جنوب السودان، وقد تؤدي إلى اندلاع حرب أهلية، بينما دفعت المعارك الضارية، الجارية في هذا البلد، الولاياتالمتحدة إلى إجلاء أميركيين وأجانب آخرين. وصرح المتحدث باسم جيش جنوب السودان، فيليب أغير، لوكالة «فرانس برس»، قائلاً إن «جنودنا فقدوا السيطرة على بور، لحساب قوات رياك مشار، الليلة قبل الماضية»، مضيفا أن المعارك لاتزال متواصلة في عاصمة ولاية جونقلي (شرق) المضطربة». السودان يخشى على إمدادات النفط قال المتحدث باسم الجيش السوداني، أمس، إن السودان يخشى أن يؤثر الصراع الدائر بجنوب السودان في تدفق النفط عبر الأراضي السودانية، وهو ما سيضر مصالح الخرطوم. وقال العقيد الصوارمي خالد، إنه إذا امتد القتال من ولاية جونقلي، الغنية بالنفط والواقعة شمال شرق جوبا عاصمة جنوب السودان، إلى المناطق المتاخمة للسودان فإن الخرطوم قد تواجه تهديداً أمنياً كبيراً. وأضاف الكولونيل أغير «جرى إطلاق رصاص خلال الليل، لم تردنا معلومات حول الخسائر أو النازحين في البلدة، لأن العمليات (العسكرية) لاتزال متواصلة». واتهم رئيس جنوب السودان، سلفا كير ميارديت، الليلة قبل الماضية، زعيم الميليشيا، بيتر غاديت، بأنه هاجم بور من دون أن يتمكن من السيطرة عليها، لحساب ريك مشار. وقال أغير إن قوات غاديت تواجه الجيش في الأحراش خارج بور. وقد تمرد بيتر غاديت، الذي انقلب مرارا على زملائه، خلال الحرب الأهلية السودانية بين 1983 و2005، التي انتهت باستقلال جنوب السودان عن السودان في 2011، على السلطات في 2011، قبل أن يوافق على عفو من الرئيس سلفا كير، والتوقيع على وقف إطلاق النار. وقال مسؤول كبير بمنطقة نفطية رئيسة جنوب السودان، أمس، إن 16 قتيلا، سقطوا في اشتباكات بين عمال في حقلي نفط بالبلاد، وأكد أن الحكومة تسيطر على الوضع الآن، وأن إنتاج النفط لم يتأثر. وفي موازاة، ذلك أعيد الأمن في جوبا عاصمة البلاد، حيث تواجهت فصائل متناحرة بين مساءي الأحد والثلاثاء. وقال فيليب أغير إن «الوضع في جوبا عاد إلى طبيعته، والشوارع باتت مكتظة، وفتحت المحال التجارية»، موضحا أن المعارك أسفرت عن سقوط «نحو 450 قتيلاً»، 100 منهم تقريبا من الجنود، والبقية من المدنيين. وذكرت بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان، أول من أمس، أن «القتال أجبر الآلاف من المدنيين على اللجوء إلى قواعدها في بور». وفي الوقت نفسه، أعيد الأمن إلى العاصمة جوبا، حيث وقعت اشتباكات بين فصائل متناحرة من الجيش يومي الأحد والثلاثاء. وعلى الرغم من أن الأوضاع في بقية البلاد ليست واضحة، فإن بعثة الأممالمتحدة أشارت، أمس، إلى أنها «تؤوي حاليا مدنيين في قواعدها بخمس من ولايات» البلاد العشر، من دون أن يحدد ما إذا كان هناك قتال في المناطق الاستوائية الوسطى (حيث تقع جوبا)، وجونقلي، وولاية البحيرات، وواراب، وبحر الغزال الشمالي، ومناطق الشمال حيث منابع النفط. وقتل المئات منذ اندلاع المعارك الأحد الماضي وفر آلاف من المدنيين المذعورين من منازلهم، ليلجأوا إلى قواعد للأمم المتحدة، طالبين الحماية. واستخدمت الولاياتالمتحدة طائرتي نقل عسكريتين من طراز سي-130، إضافة إلى طائرة ثالثة، لإجلاء 150 أميركيا، إضافة إلى دبلوماسيين أميركيين وأجانب، على ما أعلنت وزارة الخارجية. وأَجْلت بريطانيا قسماً من موظفي سفارتها، فيما أشارت واشنطن إلى إمكانية تنظيم رحلات إضافية، لإجلاء المزيد من الأشخاص.