تكفل مركز رأس الخيمة للمعاقين بتعديل البيئة المنزلية لتسعة طلاب مصابين بإعاقات جسدية وذهنية، من ذوي الدخل المحدود، من خلال تغيير المرافق المنزلية، وتوفير الأجهزة اللازمة لمساعدتهم على تلقي العلاج الطبيعي منزلياً، والتنقل في أنحاء المنزل بشكل طبيعي تدريجياً. وقالت مديرة المركز الشيخة إلهام القاسمي ل «الإمارات اليوم» إن المركز أتم تعديل خمس بيئات منزلية خلال الفترة الماضية، وسينتهي من الأربعة المتبقية خلال الفترة المقبلة، مضيفة أن فكرة المشروع بدأت منذ بداية العام الجاري، عندما طرح أخصائي العلاج الطبيعي، خليل سليمان، مبادرة لزيارة ذوي الاحتياجات الخاصة في منازلهم، وتقديم الإرشادات والتوصيات اللازمة لأسرهم. وأوضحت أن المركز طور الفكرة، وبدأ تمويل المبادرة داخلياً من ميزانية المركز، إضافة إلى إجراء زيارات للجمعيات الخيرية في الإمارة بهدف جمع التبرعات، من أجل توفير الاحتياجات اللازمة لمساعدتهم على تأهيل أنفسهم عبر توفير المرافق وأجهزة العلاج الطبيعي في منازلهم، لافتة إلى إجراء حصر شامل لطلبة المركز، واختيار تسعة منهم يعانون صعوبة في التنقل داخل منازلهم بسبب وضعهم الصحي. ويعاني الطلبة شللاً دماغياً، وصعوبة في الحركة، ويتنقلون باستخدام الكراسي المتحركة. وذكرت القاسمي أن الوضع المالي للأسر التسع صعب جداً، ولا يمكّنها من توفير أدنى الاحتياجات الطبية والصحية ومرافق الأمن والسلامة لأبنائها المعاقين، الأمر الذي جعل المركز يطلق مبادرة تعديل البيئة المنزلية لتصبح بيئة تحتوي على المرافق والخدمات الطبية والعلاجية التي تساعد الطالب على تأهيل نفسه والتنقل بحرية، عبر استخدام المرافق وأجهزة العلاج الطبيعي، التي وفرها المركز في منازل الطلبة المستهدفين من المبادرة. من جانبه، أفاد أخصائي العلاج الطبيعي، خليل سليمان، بأن المركز وفر منحدرات، وأجرى تغييراً على ديكور غرف النوم لتصبح أكثر أمناً، ووضع مقابض حديدية ودرابزين أمام مداخل ومخارج المنازل، ووضع مراحيض بمواصفات خاصة في حماماتهم، لمساعدتهم على قضاء حاجتهم من دون مساعدة. كما تكفل أيضاً بتوفير كراسي متحركة مستوردة من ألمانيا، بعد تعديلها بما يتناسب مع حال كل طالب، لضمان تطوير الحالة الصحية له، وجلوسه بشكل صحيح على الكرسي من دون تعرضه للخطر. وتابع سليمان أن البيئة المنزلية التي يسكنها الطلبة المستهدفون بالمبادرة، كانت تشكل خطراً على سلامتهم الجسدية، بسبب افتقادها معايير الأمن والسلامة، نظراً لتردي الوضع المالي لأسرهم، وعدم امتلاك ذويهم أي معلومات تتعلق بكيفية التعامل مع إعاقاتهم. وأوضح أن مرافق البيئة المنزلية ستساعد الطالب على زيادة استقلاليته، وتمنحه القدرة على التنقل، ما يخفف العبء عن أسرته، مؤكداً أن المركز لاحظ تحسناً في بعض الحالات نتيجة ممارسة العلاج الطبيعي المنزلي، إذ «بات في وسع طلاب أن يمشوا بمفردهم، من دون حاجة إلى الكرسي المتحرك». وشرح سليمان أن مبادرة تعديل البيئة المنزلية تتضمن ثلاثة أهداف، هي: التوعية والإرشاد، تحديد المشكلات التي تواجه الطالب وأسرته، ووضع الحلول المناسبة، والتوصيات من قبل أخصائيي المركز.