نفى نائب وزير الداخلية اللواء علي ناصر لخشع بشكل قاطع أنباء شن طائرات يمنية غارات على مواقع في محافظة حضرموت، فيما عم نوع من الهدوء مدن حضرموت أمس الثلاثاء بعد أيام من الاحتجاجات التي رافقتها أعمال عنف. وكانت «رويترز» ذكرت في تقرير لمراسلها ان طائرة يمنية شنت غارات لفك الحصار عن حقول نفط حاصرها رجال قبائل. وقال نائب وزير الداخلية، وهو رئيس لجنة رئاسية لحل المشاكل في حضرموت ويتواجد فيها حالياً، في بيان، ان أنباء شن غارة في منطقة غيل بن يمين «كاذبة ومحض افتراء وليس لها أي صحة»، داعياً وسائل الاعلام المختلفة إلى توخي الدقة وتحري المصداقية وتجنيب ما وصفه ب«الأثارة الرخيصة وبث الشائعات والأقاويل التي لا تخدم الحقيقة بل تخلق المزيد من المتاعب والمشاكل والأزمات». حسب قوله. وقال لخشع ان ما حدث يوم الاثنين هي «أحداث بسيطة في منطقة غيل بن يمين وتعاملت معها الأجهزة الأمنية والعسكرية بطرق اعتيادية». لكن مصدراً محلياً قال إن اشتباكات جرت أمس الأول الاثنين بين مجموعة مسلحة من قبائل «الحموم» وقوت عسكرية أدت إلى مقتل خمسة قتلى بينهم 4 جنود وإصابة آخرين. إلى ذلك، قال بيان منسوب لحلف قبائل حضرموت إنه يدعو رجال القبائل المسلحين إلى قطع الطرقات المؤدية إلى الشركات النفطية، وقطع الإمدادات والتموين عن الشركات العاملة بالمسيلة حتى «وقف الاعتداءات». إلى ذلك، تواصل اللجنة المكلفة من الرئيس عبدربه منصور هادي هادي بالتحقيق في قضية مقتل زعيم قبيلة «الحموم» سعد بن حبريش تحركاتها في المحافظة سعياً لتنفيذ مطالب حلف قبائل حضرموت. وناقش اجتماع لمسؤولين كبار في المكلا أمس الثلاثاء خطة وإجراءات عملية لتحقيق «المطالب الحقوقية المقدمة من أبناء محافظة حضرموت» التي وجه بتنفيذها الرئيس هادي. ويأتي هذا الاجتماع بعد ما شهدت حضرموت يوم الاثنين الفائت أعمال عنف أبرزها الاشتباكات بين مجموعة مسلحة من قبائل الحموم وقوات عسكرية أدت إلى مقتل خمسة قتلى بينهم 4 جنود وإصابة آخرين. وخلت مدن حضرموت من أعمال عنف في خامس أيام الهبة الشعبية التي دعا لها حلف قبائل حضرموت. وشارك في الاجتماع محافظ حضرموت وقيادات السلطة المحلية وعدد من أعضاء مجلسي الشورى والنواب واللجنة الرئاسية. وأشار نائب وزير الداخلية اللواء علي ناصر لخشع بأنه سيتم اتخاذ جملة من الإجراءات العاجلة لحفظ الأمن في المحافظة من بينها تعزيز جاهزية أمن المحافظة سواء في المكلا أو سيئون بأفراد من منتسبي الأمن من أبناء المحافظة العاملين في قوى الانتشار الأمني في المحافظات الأخرى وعودتهم لمزاولة نشاطهم وعملهم الأمني في المحافظة. وقال إنه سيتم رفد الأمن العام خلال الأسبوع القادم بدفعة جديدة من أبناء المحافظة يتم تدريبها حالياً في معسكر التدريب في ذمار. وأوضح ان هناك إجراءات إدارية سيتم اتخاذها للراغبين في التقاعد ممن بلغوا الأجلين وكبار السن والمرضى وإحلال بدلاء عنهم من أبناء المحافظة. وقال إن هناك إجراءات عملية سوف تتخذ لتعزيز هيبة الدولة والقانون والحفاظ على الأمن والاستقرار المحافظة. وقال إن من بين هذه التوجهات تقديم كشوفات كاملة بمنتسبي وزارة الداخلية من أبناء المحافظة إلى قيادة السلطة المحلية ممثلة بالمحافظ الذي بدوره سيقوم بتوزيعها على مديري عموم المديريات. ونوه إلى أن مدير عام المديرية سيكون ابتداء من الأول من يناير القادم المشرف الأول على أمن مديريته وسيتم تخويله اتخاذ أية إجراءات أمنية سواء ما يتعلق بالنقاط أو الدوريات في إطار مديريته ورفعها إلى اللجنة الأمنية العليا لإقرارها. إلى ذلك شدد محافظ حضرموت خالد الديني إلى ضرورة وضع جدولة مزمنة لتحقيق المطالب الحقوقية، مؤكدا أهمية أن يضطلع أبناء المحافظة بمختلف تكويناتهم الاجتماعية وتوجهاتهم السياسية بدور فاعل في دعم الجهود الخيرة التي تستهدف تحقيق مصلحة أبناء المحافظة. وطمأن محافظ حضرموت الجميع بأن هناك «توجهات جادة لتحقيق كافة المطالب والحقوق المشروعة لأبناء المحافظة على أرض الواقع، قائلاً إن ما جرى في مدينة المكلا وعدد من مدن المحافظة من أعمال نهب وسلب وفوضى وتخريب لا يعبر عن أخلاق وسلوكيات أبناء المحافظة، ودعا أجهزة ووسائل الإعلام المختلفة التي تجنب خطاب التحريض والإثارة والترويج للشائعات. وتفقد اللواء لخشع أمس منتسبي الوحدات الأمنية في معسكر الأمن العام بالمكلا، والتقى مدير أمن المحافظة العميد فهمي حاج محروس ومدراء الإدارات والأقسام في الوحدات الأمنية في المعسكر وحثهم على التحلي باليقظة العالية. وبحسب وكالة (سبأ) الحكومية، شدد نائب الوزير على خلق مزيد من الثقة المتبادلة بين رجال الأمن والمواطنين والمجتمع عموماً بما يساعد على توفير بيئة سليمة لحماية الأمن والاستقرار العام. وأشار إلى أن هناك توجيهات واضحة بعودة الضباط والأفراد المنقطعين إلى مزاولة عملهم في السلك الأمني حيث يتم استقبالهم في معسكري الأمن العام ابتداء من اليوم وترتيب مواقع عملهم في وحداتهم الأمنية. «العصبة» تتحرك دبلوماسياً في صنعاء إلى ذلك، ويجري وفد حضرمي برئاسة رئيس العصبة الحضرمية الدكتور عبدالله باحاج مباحثات ولقاءات مع دبلوماسيين ومسؤولين غربيين في صنعاء. ويهدف الوفد من خلاله مباحثاته إلى إعطاء صورة واضحة لما يجري في محافظة حضرموت وتوضيح مطالب الهبة الشعبية الحضرمية التي انطلقت في 20 من الشهر الجاري. واكد باحاج من خلاله لقاءته أن ما يجري على أرض حضرموت هبة حضرمية قائمة على مطالب شعبية حقوقية وسياسية لشعب حضرموت. والتقى رئيس العصبة الحضرمية أمس المبعوث الأممي جمال بنعمر وناقش معه الأوضاع التي تجري في حضرموت والمطالب التي طرحها حلف قبائل حضرموت. كما التقى ضمن تحركاته ومشاورته نائبة رئيسة البعثة بالسفارة البريطانية يوم الأحد، وقدم لها شرحاً عما يجري في حضرموت ومطالب أبناء المحافظة. * (المصدر أونلاين)