بين عشقها الخيل وممارستها الفروسية، سنوات تحكي إصرار طفلة وسبق فتاة في مضمار التميز فوق ظهور الخيل. مبكراً راود حنان المهيري حلم طفولي بأن تركب الخيل وتصبح فارسة إماراتية، فعرضت فكرتها البريئة على والدها، وسرعان ما اصطدمت ب «لا» ناهية وجازمة لم تكن تتوقعها. صمتت سنوات قليلة أيام المدرسة، ثم التحقت بالدراسة في كلية التقنية العليا للبنات في دبي، واختارت الإخراج السينمائي، وفي سنوات دراستها تمكنت من اجتياز متطلبات الدراسة وتحقيق طموحها في الفروسية بكلمة واحدة وهي: «عربيانا»، وبعمل مبتكر وهو فيلم «حقنا في الفروسية». «عربيانا» هو الفريق النسائي للفروسية الذي أنشأته حنان، و«حقنا في الفروسية» هو الفيلم الوثائقي الجميل الذي أخرجته المهيري في سنوات دراستها، وأقنعت به والدها وكثيرين غيره بالسماح لبناتهم في ركوب الخيل، والسير في دروب الفروسية. عرضت فيه الصورة والكلمة والشهادة من أهل الدين وأصحاب العلم والاختصاص، وجملة من التجارب الواقعية والشهادات المجتمعية التي تدعم طموح المرأة في بلوغ حلمها المشروع في ركوب الخيل.. من هنا كانت البداية. إنجاز الدكتوراه حالياً تعمل حنان عبدالله المهيري ابنة العام 1984، في وظيفة مساعد مدير إدارة المعرفة في هيئة مياه وكهرباء دبي، وقد أنهت دراسة البكالوريوس، ثم الماجستير في استراتيجية إدارة الموارد البشرية من جامعة ولنغونغ، وهي على وشك إنجاز الدكتوراه في إدارة المعرفة من الجامعة ذاتها، وهي أيضاً بطلة ممارسة في مضمار الفروسية، ولها مشاركات كثيرة، وإنجازات عديدة في سباقات القدرة في الفروسية، بعد أن منحها والدها «نعم» البداية. العام 2005 جسد انطلاقتها والتصاقها بعالم الخيل والفروسية، فاتجهت إلى الدراسة النظرية المتخصصة عن الفروسية وإدارة الإسطبلات في نوادي الفروسية، حتى تعمقت علاقتها مع الخيل والسباقات التأهيلية في حدود 40 و80 كيلومترا، قبل أن تنضم إلى فريق «فزاع» لأربعة أعوام أخرى، حققت فيها مراكز متقدمة ضمن خانة العشرة الأوائل في سباقات القدرة، وحالياً لا تزال حنان المهيري فارسة منضوية تحت لواء إسطبلات الريف في دبي. خيل وحيد تملك المهيري خيلاً وحيداً تضعه في إسطبل صديقة لها، تدربه على سباقات القدرة التي تنتمي إليها، وذلك رغم انضمامها إلى إسطبلات كثيرة، بحكم مسماها «فارسة إماراتية»، وقد شاركت في سباقات كثيرة محلية ودولية داخل الدولة، وهي على استعداد لتمثيل الإمارات في سباقات دولية خارجية. حسب شهادتها عن بنات مضمارها في الفروسية، توضح حنان المهيري أنها حينما بدأت ركوب الخيل قبل نحو 9 أعوام، لم تكن رياضة «الفروسية الناعمة» في الإمارات كما هي الآن من حيث الدعم والشعبية، مشيرة إلى أنها حينما بدأت تشارك في السباقات كان هناك نحو 20 فارسة إماراتية، أما اليوم فيزيد عدد الفارسات المواطنات على 150 اسماً يحترف ركوب الخيل. وفي كل مناسبة تجد وجوهاً جديدة في هذا المضمار. إدارة المعرفة في دراستها في الدكتوراه تحت مسمى «إدارة المعرفة»، تنتظر حنان أياماً قليلة لتظفر بحلم آخر، وهو التميز الدراسي، خاصة وأنها تصر على الظفر بالدكتوراه بامتياز، لتحقق طموحها في إنجاز نظام نوعي في إدارة المعرفة تستفيد منه كافة الدوائر الحكومية والخاصة، سعياً إلى تبسيط إجراءات المؤسسات المختلفة بما يوافق طموحها الشخصي، ويحاكي طموح دبي الشاسع. من أجل دراستها، وأثناء عملها، حرصت حنان المهيري على المشاركة، أحياناً على نفقتها الخاصة، في عدد من المؤتمرات الدولية متخصصة داخل الدولة وخارجها، وقدمت في بعضها أوراق عمل تخصصية مهمة، في دول عدة، منها: الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأميركية وأستراليا واليونان وتركيا. أخيراً؛ حرصت حنان على توجيه كلمة شكر لأشخاص وقفوا إلى جانبها بامتياز، منهم: شذرة الحجاج ملهمة الفروسية، وشعيب أحمد جان المصور المرافق لطموحها فوق الخيل. وكانت المهيري اختيرت العام الماضي لتمثل الدولة مع 18 امرأة من 18 دولة مختلفة، في دورة بعنوان: «دور المنظمات غير الحكومية في تعزيز قضايا المرأة العالمية»، في برنامج امتد ثلاثة أسابيع، في واشنطن ونيويورك ومينيسوتا وسياتل. التعلق والتحدي سر تعلقها بالخيل، كما قالت الفارسة حنان المهيري، يعود إلى أيام الطفولة، حينما كانت تستمع إلى قصص عن علاقة الخيل بالإنسان، وإحساسه وتجاوبه معه، فظلت تفكر في أن تصبح فارسة، وتمتلك خيلاً خاصاً تجسد به هذا الإحساس الرائع، مؤكدة على دور صديقتها شذرة الحجاج التي سبقتها في ركوب الخيل، ودفعت بإصرارها نحو هذا المضمار. وفي بداية عهدها مع الفروسية، قبلت حنان المهيري التحدي، بتنظيم رحلة المحبة والوفاء لدولة الإمارات، وقد شاركت كفارسة ضمن فريق مكون من 7 فارسات من دول عربية مختلفة، إهداء لدولة الإمارات والحكام السبعة، بالمرور على ظهور الخيول على الإمارات، من الفجيرة ورأس الخيمة وأم القيوين وعجمان والشارقة ودبي وحتى أبوظبي، في رحلة استغرقت 15 يوما.