بغداد-وكالات: أعلن مصدر في ديوان محافظة الأنبار، أمس أن عشرة أشخاص قتلوا فيما أصيب 40 آخرون باشتباكات بين مسلحي العشائر وقوات الجيش بشرق الفلوجة، مؤكداً أن هناك عدداً من الأطفال والنساء بين القتلى والجرحى. ونقل موقع (السومرية نيوز) عن المصدر قوله "إن اشتباكات مسلحة اندلعت عصرا، بين عشائر البوفهد والبونمر والبوعساف والبوعلوان وعشائر أخرى وقوات الجيش وسوات شرق مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار"، وأضاف إن "الاشتباكات أسفرت حتى الساعة عن مقتل عشرة أشخاص بينهم أربعة أطفال وإصابة 40 آخرين بينهم 13 امرأة وطفلا". وقال المصدر، إن "الأطفال قتلوا نتيجة قصف مدفعي على مناطق شرق الفلوجة"، مشيراً إلى أن "الاشتباكات ما تزال جارية". وكان زعيم مجلس إنقاذ الأنبار حميد الهايس أكد أن خيم ساحة اعتصام الرمادي رفعت، نافياً وقوع خسائر كبيرة في صفوف الجيش وآلياته جراء الاشتباكات مع أبناء العشائر، فيما أوضح أن الاشتباكات محصورة في شمالي الرمادي وأن الوضع تحت السيطرة. ودارت الاشتباكات وسط دعوات تطلق من بعض المساجد للجهاد، وذلك بعدما حاولت الشرطة رفع خيم المعتصمين المناهضين لرئيس الوزراء. وقال مراسل وكالة فرانس برس في المكان إن "اشتباكات دارت بين قوات الأمن ومسلحين في الرمادي (100 كلم غرب بغداد)" قرب موقع الاعتصام المناهض لرئيس الحكومة نوري المالكي، وإن هذه الاشتباكات تخللها تحليق مروحيات عسكرية فوق مكان الاعتصام. وأضاف أن "مسلحا قتل في الاشتباكات الدائرة في مدينة الرمادي"، وأنه شاهد إضافة إلى جثة القتيل، سيارتين محترقتين تابعتين لقوات الأمن، وسط دعوات تطلق من بعض مساجد المدينة وتدعو للجهاد هاتفة "حي على الجهاد، حي على الجهاد". وكانت قناة "العراقية" الحكومية أعلنت في خبر عاجل أن "الشرطة المحلية تقوم برفع الخيم من ساحة الاعتصام في الأنبار بالتعاون مع مجلس المحافظة"، مضيفة أن "رفع خيم الاعتصام في الأنبار طبقا للاتفاق بين قوات الأمن ورجال الدين وشيوخ العشائر". وكان المالكي، رئيس الوزراء الذي يحكم البلاد منذ 2006، اعتبر قبل أسبوع أن ساحة الاعتصام السني في الأنبار تحولت إلى مقر لتنظيم القاعدة، مانحا المعتصمين فيها "فترة قليلة جدا" للانسحاب منها قبل أن تتحرك القوات المسلحة لإنهائها. وجاءت تحذيرات المالكي غداة مقتل قائد الفرقة السابعة في الجيش مع أاربعة ضباط آخرين وعشرة جنود خلال اقتحامهم معسكرا لتنظيم القاعدة في غرب محافظة الأنبار التي تشهد منذ ذلك الحين عمليات عسكرية تستهدف معسكرات للقاعدة على طول الحدود مع سوريا التي تمتد لنحو 600 كلم. في مقابل ذلك، يتهم المعتصمون في الأنبار الذين بدأوا تحركهم قبل عام، المالكي باتباع سياسة طائفية تدفع نحو تهميش السنة واستهداف رموزهم. وفي هذا السياق، قال المالكي خلال استقباله عددا من شيوخ ووجهاء عشائر عراقية إن "العمليات العسكرية الجارية في الأنبار وحّدت العراقيين خلف القوات المسلحة، وهذا هو عنوان الانتصار الحقيقي". وتابع بحسب بيان رسمي إن "عمليات الأنبار هي أكبر ضربة للقاعدة التي خسرت ملاذها الآمن في مخيمات الاعتصام، وهو أمر واضح ومعروف لدى الجميع ومعلن في وسائل الإعلام من خلال تهديدات أعضاء هذا التنظيم الإرهابي من داخل هذه المخيمات". ويخشى أن تؤدي عملية رفع خيم الاعتصام إلى مزيد من أعمال العنف في العراق الذي يشهد تصاعدا في أعمال القتل اليومية منذ إزالة اعتصام مماثل في الحويجة غرب كركوك (240 كلم شمال بغداد) في أبريل حيث قتل أكثر من 50 شخصا. وقبل بدء عملية رفع الاعتصام أمس، اعتقلت قوة أمنية عراقية صباح السبت النائب السني أحمد العلواني الذي يتمتع بنفوذ كبير في الأنبار والمؤيد للاعتصام بعد اشتباكات كثيفة قتل فيها خمسة من حراسه الشخصيين وشقيقه في عملية زادت من حدة التوتر الأمني في المحافظة التي تسكنها غالبية من السنة. وهذه ثالث عملية اعتقال تستهدف مسؤولا سنيا بارزا أو لأحد معاونيه في العراق منذ الانسحاب الأمريكي نهاية 2011 حين أوقف حراس لنائب الرئيس طارق الهاشمي قبل أن يحكم هو غيابيا بالإعدام بتهم الإرهاب، ولتليه بعد عام عملية اعتقال لحراس وزير المالية المستقيل رافع العيساوي في قضية أثارت أزمة سياسية كبرى وأطلقت الاعتصامات ضد السلطات التي يسيطر عليها الشيعة.