اكد المخرج الايراني القدير مجيد مجيدي الذي يعمل حاليا على اخراج الفيلم السينمائي التاريخي "محمد (ص)"، ان مما لا شك فيه ان الفيلم سيؤدي الى المزيد من الوحدة والتكاتف في العالم الاسلامي، مجددا التاكيد ان وجه نبي الرحمة لن يكون ظاهراً في فيلم "محمد (ص)". طهران (آي فيلم) وقال مجيدي في مقابلة اجرتها معه قناة الميادين الفضائية هذا الاسبوع، تعليقا على بعض الاشاعات والانتقادات التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام حول هذا الفيلم، قال: "بظني ان هناك احكاما متسرعة طرحت حول هذا الفيلم الا انني مسرور واقول انه يحق للمسلمين ان يكونوا مهتمين بهذا المضمار وان يتابعوا الموضوع بحساسية،على كل حال، فان انتاج الفيلم حول شخصية النبي الاعظم (صلي الله عليه وآله) امر مهم و حساس للغاية..ومن دواعي السرور وجود مثل هذه الحساسية تجاه شخصية النبي (ص) في العالم الاسلامي". واضاف: ان الاحكام ووجهات النظر بهذا الشان كانت متسرعة، على سبيل المثال ان احدى الهواجس التي طرحت في مختلف المواقع والاوساط كانت حول اظهار الوجه المبارك للنبي الاكرم (ص) في هذا الفيلم الا ان هذا الموضوع لا اساس له من الصحة وكانت مجرد اشاعات..إننا لم نكن ننوي منذ البداية اظهار وجه النبي الاعظم (ص) تحت اية ظروف احتراما لمشاعر المسلمين الطيبة وقدسية الوجه المبارك لسيد الكونين (ص). واوضح مجيدي : اننا بدانا العمل على مشروع انتاج الفيلم منذ سبع سنوات كما قمنا بدراسة تامة في هذا المجال لمدة عامين و استفدنا من وجهات نظر وآراء علماء الشيعة والسنة كما استفدنا من دول مختلفة مثل الجزائر ومصر وليبيا واليمن والعراق وتركيا وايران. واضاف انه استفاد في انتاج هذا الفليم من كتب التاريخ الاسلامي، انطلاقا من تاريخ ابن هشام ومرورا بتاريخ الطبري وكافة النسخ التاريخية الاخرى التي دونت في هذا المجال. واردف: "اننا اغلقنا الطريق امام اية شبهة.من جهة اخرى اننا اخترنا حقبة من تاريخ حياة النبي الاعظم (ص) اي حقبة قبل الولادة حتى طفولة النبي (ص)، لنعالج مبدئيا موضوع ظهور الاسلام" وتابع قائلا: " ان الفيلم يرد على سؤال "ما هي ضرورة ظهور الاسلام؟ ويعالج العصر الجاهلي اي قبل مجئ الاسلام حتى ولادة الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم و حياته و سفره في سن 12 عاما برفقة عمه ابي طالب الى الشام ، و بعد وصولهم الى الراهب المسيحي بحيرا، تنتهي القصة حيث يبشر الراهب ابا طالب بنبوة ابن اخيه محمد (ص)". واضاف: "هذه هي حقبة لا خلاف حولها بين الشيعة والسنة ولذلك انني متأكد ان عرض الفيلم يؤدي الى وحدة العالم الاسلامي". وحول الاسباب التي دفعته لانتاج هذا الفيلم قال المخرج مجيدي: هناك نوع من العناد والمناهضة للاسلام بدأت في الغرب في العقود الماضية وبلغت ذروتها في الاساءة لقدسية شخصية النبي الاعظم (ص) ونشر الرسوم الكاريكاتورية والافلام المسيئة للنبي (ص) كما كانت هناك قراءات خاطئة عن الاسلام و تم تقديم صورة عنيفة ومشوهة عنه وبالتالي تم ربطه بالارهاب والحرب و اراقة الدماء". واضاف: "من المؤسف انه تم عكس وجهة نظر راديكالية عن الاسلام، تلك النظرة التي اعتمدت في قراءاتها على الجماعات السلفية والقاعدة والذين شوهوا سمعة الاسلام الحقيقي السمح ولذلك فان الغرب أخذ هذا الجانب الخاطئ وتجاهل صورة الاسلام الحنيف الحقيقية الذي ليست له اية علاقة بالاسلام الطالباني والسلفي". وختاما قال مجيدي: "انني بذلت قصارى جهودي في هذا الفيلم لتقديم صورة حقيقية عن الاسلام ونبي الرحمة و"رحمة للعالمين"(صلى الله عليه و آله وسلم). يشار الى ان هذا الفيلم هو ثاني أكبر انتاج سينمائي ايراني حتى الآن وميزانية انتاجه اكبر بكثير من نظرائه في المضامين الدينية حيث يعتبر هذا المشروع الفني الأكثر تكلفة في تاريخ السينما الإيرانية. ومن الممثلين الايرانيين الذين يجسدون أدوارا في فيلم "محمد(ص)" مهدي باكدل بدور أبو طالب وعلي رضا شجاع نوري بدور عبد المطلب ومحسن تنباده بدور ساموئيل وداريوش فرهنك بدور أبو سفيان ومينا ساداتي بدور آمنة وسارة بيات بدور حليمة وبانتهآ مهدي نيا بدور فاطمة بنت أسد وغيرهم من الفنانين الإيرانيين. كما يشارك في تصوير هذا العمل الضخم مجموعة من المحترفين في صناعة السينما العالمية. / 2811/