تثير اشكالية الاختلاف حول تصنيف المقالات على أنها مخالفة للقيم والتقاليد المجتمعية، الجدل مجددًا بعدما اشترطت صحيفة الوطن القطرية على الكاتبة ابتسام ال سعد بتلطيف مقال لها كان من المفترض أن ينشر أمس، متذرعة بأنه يتضمن إيحاءات جنسية. تثير اشكالية الاختلاف حول تقييم المقالات وتصنيفها على أنها "مخالفة" للقيم والتقاليد المجتمعية، الجدل مجددًا، بعدما اشترطت صحيفة "الوطن القطرية" على احدى كاتباتها وهي إبتسام آل سعد بإجراء "تعديلات" على مقال لها كان من المفترض أن ينشر في عدد أمس. لكن ابتسام اثارت الصحيفة بتغريدة لها على تويتر تضمنت ما يلي "يؤسفني ابلاغكم بان السيد احمد السليطي، رئيس تحرير صحيفة الوطن يؤجل نشر مقالي غدًا " العشق الممنوع" لحين " تلطيفه".. حرية التعبير تعيش أزمة فعلاً". وبدا واضحًا أن الصحيفة عدّت المقال مخالفًا للعادات والتقاليد ولقيم الدين، بينما تسجّل الكاتبة احتجاجها على هذا التصنيف لمقالها. وذهبت الصحيفة في ردّها على "التغريدة" الى أن الكاتبة تبدو وكأنها تسعى الى " استعطاف المغردين وربما للبحث عن " لورز" جدد" . وبررت الصحيفة طلبها من الكاتبة تعديل المقال و" تلطيفه" بأنه سياق متبع " تخضع فيه جميع المواد للفحص المهني للتأكد من خلوها من محظورات النشر وتحديدًا في ما يتعلق بضوابط الدين وأخلاق المجتمع." وتابعت الصحيفة " الاجراء لم يرق للكاتبة ابتسام آل سعد التي امتعضت من تأجيل نشر مقالها "العشق الممنوع" لحين مراجعته من قبلها و"تلطيف" معانيه ومفرداته حيث تضمن كلمات غير لائقة وإيحاءات جنسية، كما أن فكرة الموضوع نفسها من المحرمات والشذوذ ومجرد طرحها يثير الاشمئزاز". واعتبرت الصحيفة ايضًا تغريدة الكاتبة بأنها "ادانة" لها، ونشرت "رغم ما تضمنه مقالها من ايحاءات جنسية نفترض أن لا تخرج من قلم انثوي الا اننا لم نحجب أو نرفض المقال بل طلبنا تلطيف بعض المفردات حتى لا نؤذي مشاعر القارئ ". وأردفت الصحيفة " عندما قرأنا ما كتبته ابتسام، اعتقدنا انها تقصد حفلات تقام في بلاد لديها الشذوذ الذي تقصده الكاتبة. الا أنها تشير الى أن هذه الحفلات تقام في قطر، فهل وصل الامر في بلادنا الى هذه الحالة التي تصفها الكاتبة من وجود حالات زواج بين فتاتين أو بين شابين". اثارة للغرائز وبلغ امتعاض الصحيفة من تغريدة كاتبتها الى الحد الذي قالت فيه بأن ابتسام "تأثرت برواية صديقتها التي روت لها حكاية حفل اقيم امس وهذه ما صرحت به شفويًا لنا". وتساءلت الصحيفة " هل هذه من عادات وتقاليد مجتمعنا أم هي خيالات للكاتبة شطحت بها بعيدًا، بقصد الاثارة ولإرضاء بعض من يطلب منها أن تكتب في قضايا "الاثارة" وليتها لأجل مصلحة وطنية، بل هي اثارة للغرائز التي هي ليست من شيم الكتّاب الملتزمين". وتذكّر الصحيفة ب "نوعية اقلام" "تكتب دون مراعاة لعاداتنا وتقاليدنا والتي تنتقد ولا تقبل ان تُنتقَد وتتحسّس من ملاحظات مهنية وتبحث عن بطولات وهمية لا مكان لها عند الوطن ولا مكانة لها عند المواطن". ان الحرب كلامية التي اشتعلت بين صحيفة الوطن القطرية واحدى كاتباتها، بدت نتاجًا طبيعيًا للتباين في تعريف حدود حرية الرأي والتعبير التي غدت من القضايا الشائكة والحساسة في عصر التدوين والنشر الاني عبر الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، إذ أن الكثير من الحدود التي ترسمها الدول والجهات الرقابية لحرية التعبير، لن تكون مجدية بعد الآن في عصر العالم الافتراضي. قواعد المهنة وفي الوقت ذاته، فإن هذه الاشكالية التي تثار في بعض الدول لاسيما التي تدعي صونها لحرية التعبير، تفضح الطريقة " التعسفية" التي تُصنّف فيها الاعمال الكتابية، تحت حجة الالتزام بالعادات والتقاليد المجتمعية والدينية التي يخضع فيها التقييم لمزاجات فردية اكثر منه التزامًا بقواعد المهنة. على أن قضية الكاتبة ابتسام بالتحديد وقضية الشاعر القطري، المحكوم بالسجن المؤبد، تطرح اسئلة جدية حول مأزق حرية التعبير في بلد مثل قطر انزوى فيه الاعلام القطري الى ركن لا يستطيع تجاوزه أضحى فيه اعلاميوه اسيروا انظمة وقوانين تحيطهم بالكثير من المحظورات في حين أن الاعلاميين الوافدين لديهم حرية تعبير أكبر. الجدير ذكره أن مراقبين ومنظمات حقوق الانسان اتهمت قطر بالنفاق وباعتماد معايير مزدوجة، عبر دعمها حرية الشعوب في ليبيا وسوريا، بينما تقمع مواطنيها القطريين، على خلفية الحكم بالسجن المؤبد على شاعر قطري بسبب قصيدة هجاء. وكانت محكمة قطرية اصدرت الخميس الماضي حكمًا بالسجن المؤبد على الشاعر محمد بن رشاد العجمي، المعروف بابن الذيب، بعد ادانته بالتحريض والتطاول على رموز الدولة.