محمد المقالح على قاعدة ممارسة السياسة بالحيلة اجمع اطراف الحوار في مؤتمر موفمبيك على فكرة الدولة الاتحادية بدلا من الدولة البسيطة باعتبارها "حلا عادلا" للقضية الجنوبية ولكن هذا الاجماع الغريب على "الدولة الاتحادية" بمن فيهم من كان يعتبر الحكم المحلي "فكرة صهيونية لتفتيت اليمن" لم يكن صحيحا الا في الشكل الخارجي للدولة الاتحادية لا في مضمونها وفي العمق كانت الاطراف جميعها تتحايل على بعضها بعضا.. ففي حين كان يقصد البعض "بالاتحادية" هو ابقاء الوضع القائم كما هو بدون تغيير سوى في الشكل الخارجي للدولة الاستبدادية على ان يكون "الدولة اتحادية بأقاليم" هو العنوان الذي يمكن من خلاله الالتفاف على مطلب الانفصال او فك الارتباط الذي طرحه ويطرحه "الجنوبيين". في المقابل كان البعض يطرح الاتحادية بإقليمين او حتى بعدة اقاليم بهدف الالتفاف على طبيعة الوحدة القائمة او بالأصح التحايل على الوحدة اليمنية بقبولها شكلا ولكن في المضمون العمل على ان تكون "الدولة الاتحادية " هي المقدمة الطبيعية للانفصال بعد تكوين مؤسسات الدولة الانفصالية خلال مرحلة انتقاليه تحدد سلفا في مؤتمر الحوار نفسه.. بالطبع كان هنالك من يطرح الاتحادية كحل لازمة الدولة اليمنية فعلا ولكن هؤلاء لم يدركوا بان تحقيق الدولة الاتحادية بأدوات الدولة الاستبدادية غير ممكن وصعوبة ذلك تتضاعف في ظل دولة هشة وغير قادرة على عمل شيء فضلا عن التحول الى دولة اتحادية وهنا كان المأزق. والخلاصة فالجميع كان يضحك على الجميع ولكن على راس اليمن وشعبها.