كشف استطلاع حديث أجرته شركة "بين آند كومباني" أن نحو 15 % من المستهلكين في الإمارات يستخدمون القنوات الرقمية للقيام بمعاملاتهم المصرفية اليومية، مما يشير إلى أن الخدمات المصرفية عبر الهاتف المتنقل والإنترنت في الدولة أصبحت تحظى بدرجة عالية من القبول والنجاح. وأضاف الاستطلاع، الذي شمل 2500 مستهلك في السوق الإماراتية، أنه بالرغم من انتشار الهواتف المتنقلة واستخدامها في الدولة بمعدّل يُعدّ من بين أعلى المعدلات في العالم، إلاّ أنه لا يزال هناك متسع كبير للنمو. وقال 40 % من المشاركين في الاستطلاع إنّ الخدمات المصرفية عبر الهاتف المتنقل والانترنت من الممكن أن تصبح طريقهم المفضل للمعاملات المصرفية وذلك في حال تطوُّر الخدمات. ويظهر الاستطلاع كذلك أن العملاء الأثرياء أكثر استخداماً لقنوات الصيرفة الالكترونية، وكذلك العملاء الأصغر من 35 عاماً. نمو أعداد المستهلكين وقال توم دي ويل، مسؤول الخدمات المالية في الشرق الأوسط في "بين آند كومباني" في دبي ل"البيان الاقتصادي": يبيّن الاستطلاع الأهمية النسبية لاستخدام الهاتف المتنقل والانترنت وغيرها من القنوات المباشرة في التعامل المصرفي للأفراد، ومع استطلاع نحو 2500 مستهلك عبر الإمارات وحوالي 150 ألف مستهلك في 14 دولة أخرى عبر أوروبا والأميركيتين وآسيا. توصل استطلاعنا إلى أنّ القنوات الرقمية في الإمارات، كما هي في العديد من الدول الأخرى، مشجعة وتبشر بنمو في أعداد المستهلكين. وأضاف: يعتبر التحقق من أرصدة الحساب من الخدمات الأكثر استخداماً في الصيرفة الالكترونية في الوقت الراهن، كما يتطلع المستخدمون إلى الميزات المتقدمة، مثل إيداع الودائع عن بُعد أو التنبيهات بعروض العقارات السكنية عندما تصبح المنازل التي تلبي معايير الشراء متاحة لهم. تسهيل التواصل من جانبها قالت سعيدة جعفر، مديرة الخدمات المالية في الشرق الأوسط في مكتب بين آند كومباني في دبي، إن القنوات الرقمية يمكن أن تكون وسيلة قوية لبناء ولاء العملاء بالنسبة لبنوك الإمارات، خصوصاً مع توفر البنى التحتية التقنية في الدولة، إلا أنه على البنوك التركيز على توفير الميزات والمعاملات المناسبة من خلال تلك القنوات الرقمية، وأن تقوم بالتوفيق بشكل وثيق بين مراكز الاتصال والطرق الأخرى التي تتواصل من خلالها مع عملائها. وأضافت: يجب على البنوك أن لا تفترض أنه يمكن لها ببساطة بناء منصات الهواتف المتنقلة التي سيتبعها الولاء، حيث يشير الاستطلاع إلى أنّ استخدام الخدمات المصرفية عبر الهاتف المتنقل تزداد مع الدخل، لكن العملاء الأثرياء هم الأكثر تطلباً، فهم يسعون وراء الخدمة الممتازة ونصائح الخبراء المعدة خصيصاً لاحتياجاتهم من خلال العلاقات المصرفية الشخصية، وليس فقط سهولة المعاملات من خلال القنوات الرقمية، ولأنّ العديد منهم يُجرون خدماتهم المصرفية وأعمالهم التجارية في العديد من الدول، فإنهم يعرفون ما تبدو عليه الخدمة ذات الجودة العالية. مشيرة إلى أن رضا العملاء يعد من العوامل الرئيسية في احتفاظ البنوك بهم. وانتقال العملاء الأثرياء أو الأكثر ثراءً من كونهم "غير راضين" أو "غير نشطين" إلى "مروجين" لبنك ما تبلغ قيمته، وفقاً لتقديرنا، حوالي خمسة إلى عشرة أضعاف القيمة الاقتصادية، مقارنة بتحويل عملاء من عامة السوق إلى مروجين، بحيث يميلون إلى التوصية بالبنوك التي يتعاملون معها إلى أصدقائهم وأفراد عائلتهم الأثرياء. القيام بالمهام الروتينية ويقول تقرير الشركة إن الخدمات المصرفية الرقمية تقلّل من زيارات العميل للفرع، الأمر الذي يُمكّن من إعادة تصميم الفروع، وبالتالي خدمة السوق الكبير بكفاءة، خصوصاً وأن نحو 30% من العملاء في الإمارات لا يزالون يفضلون استخدام الفروع للقيام بالمهام الروتينية، لكن مع ذلك، بمجرد أن يتحول العملاء إلى استخدام الخدمات المصرفية عبر الهاتف المتنقل، فإنّ الكثير منهم سوف يقوم بزيارات أقل إلى الفروع. وتضيف جعفر: لن تختفي الفروع، لكن سوف يتحول دورها إلى أشكال أبسط وأكثر إبداعاً، وتُظهر بضعة أمثلة في دول أخرى مجموعة من الاحتمالات، فمثلاً تشغل "إيزي كريديت" في ألمانيا محطات خدمة ذاتية، حيث يمكن للعملاء فيها ملء الجزء الأول من طلب ائتمان، أو اختيار حزم المنتج لإكماله عبر الانترنت في المنزل، كما يقوم سيتي بنك بتجربة فروع ذات استخدام كثيف للتكنولوجيا يعتمد على شاشات اللمس العملاقة وأجهزة آيباد ومرافق للاجتماعات عن بُعد في أماكن حركة التجارة المرتفعة في هونغ كونغ واليابان وسنغافورة، والهدف من ذلك هو زيادة إشراك العملاء في الخدمات الاستشارية في الوقت الذي يتمّ فيه تقديم خدمة ذاتية أسرع للمعاملات الروتينية من خلال أكشاك الإنترنت. سهولة قنوات الخدمة يلفت استطلاع "بين آند كومباني" إلى أن التحدي الذي يواجه انتشار استخدام القنوات الرقمية للتعاملات المصرفية يكمن في دمج قنوات متباينة في تجربة موحدة وسلسة بهدف أن تكون قنوات الخدمة الذاتية سهلة الاستخدام. كما يظهر الاستطلاع أنه ليس هناك صورة واضحة بعد حول أمور جوهرية مثلاً في ما إذا كان البنك سوف يقوم مسبقاً بملء حقول معينة من نماذج الطلب ببيانات العملاء التي لديه، أم هل يقوم موظفو الفرع بإعلام كل عميل زائر عن تطبيقات الهواتف المتنقلة، أم هل يقدم نظام تكنولوجيا المعلومات الأساسي طريقة عرض واحدة للعميل. البيان الاماراتية