د. قيصر حامد مطاوع حادث سقوط الطفلة «لمى الروقي» في بئر في تبوك ووفاتها فيما بعد، يعتبر بلا ريب حادثاً أليماً هز أركان المجتمع السعودي. وبغض النظر عن تقاذف الجهات المختصة لكرة تحمّل المسئولية فيما بينها، إلا أن الاستيقاظ المفاجئ لها وقيامها بحملة توعية وتحذيرها من خطورة الآبارالمهجورة وردمها لبعض تلك الآبار يعتبر مثار جدل، حيث يجعلنا نتساءل لماذا تقوم العديد من الجهات الحكومية بالتحرك بعد حدوث الكوارث وزهق الأرواح وعدم قيامها بالإجراءات الاحترازية المسبقة،التي من واجبها القيام بها، قبل حدوث الكوارث لمنع وقوعها؟ نحن لا نتحدث عن قطاع حكومي بعينه في تأخره في معالجة المشاكل قبل تفاقمها أو حدوث الكوارث ليتحرك، ولكن عن قطاعات حكومية لا تقوم بواجباتها بالشكل المطلوب وتحركها بعد فوات الأوان. فلنأخذ على سبيل المثال كارثة السيول التي تسببت فيها الأمطار التي هطلت على الرياض وقبلها جدة وغيرها من المدن وغرق الشوارع والبيوت والمنشآت، وقيام الجهات المختصة بالاستيقاظ من نومها بعد أن حدثت الكارثة، بإنشاء شبكات تصريف السيول والأمطار المطلوبة أو تحسينها لدرء أخطارها؛ أين كانت قبل ذلك؟. .والأمر ذاته ينطبق على تحرك وزارة الإسكان لمعالجة أزمة السكن، بعد أن أصبحت أزمة فعلية، رغم أنه كان يمكن حلها لو تم التحرك منذ عدة سنوات مضت.كذلك تحرك وزارة الصحة الآن لبناء المستشفيات بعد اكتشافها قلة أسرّة المستشفيات الحكومية وتدهور الوضع الصحي . والحديث عن ضعف الأداء ورتابته في العديد من القطاعات الحكومية ذو شجون ..! وفي الحقيقة لا نبالغ إذا قلنا إن العديد من تلك القطاعات، تشعرك بأنها ما زالت تدار بعقلية السبعينيات الميلادية من القرن المنصرم إبان الطفرة الأولى، ولم تطور لا مرافقها ولا أداءها وتعاملها مع الأمور بالطرق الحديثة، والآن بعد أكثر من ثلاثين عاماً تحاول أن تستيقظ من سباتها وتنفض غبار السنين بعد أن هرمت مرافقها، لتتكشف الحقائق ونفاجأ بهذه الكوارث والأداء الضعيف، رغم الإمكانات المالية الكبيرة الموجودة تحت تصرفها. ولذلك نجد أن العديد من قطاعاتنا الحكومية تخلفت عن الركب، بعد أن كانت في المقدمة بشكل أو بآخر،مقارنة بالقطاعات الحكومية في الدول المجاورة لنا التي تقدم خدماتها بطريقة احترافية معاصرة، رغم أنها لا تملك الامكانيات المادية الموجودة لدينا، وأصبحت المشاكل التي نعاني منها الآن من ضروب الماضي الغابر لتلك الدول. إن العديد من قطاعاتنا الحكومية تطبق المثل القائل «أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً»، ولكنها في الحقيقة لا تأتي إلا عند حدوث الكوارث، وغير ذلك فهي لا تأتي أبداً. [email protected] تويتر: Qmetawea [email protected] صحيفة المدينة