أكدت مصادر أمنية ومحلية عراقية، أمس، تجدد الاشتباكات في الفلوجة والرمادي بمحافظة الأنبار، بين مسلحين موالين لتنظيم القاعدة، وبين القوات الحكومية التي تحاول منذ السبت الماضي استعادة السيطرة على هاتين المدينتين، فيما تعهد رئيس الوزراء نوري المالكي، باقتلاع تنظيم القاعدة، وقال إنه واثق من النصر، وعادت شرطة المرور في الفلوجة، في وقت بلغ فيه عدد العائلات النازحة من المدينة أكثر من 13 ألف عائلة، وقال الشيخ علي حاتم السليمان، أمير عشائر الدليم في العراق، في مقابلة مع تلفزيون «الفلوجة»، إننا «نحذر من اقتحام مدينة الفلوجة، وسندخل بغداد إذا اقتربوا من الفلوجة». وأضاف «نحن لا نعترف ب(داعش)، وما يجري هو حرب على السنة في العراق». ففي الفلوجة، قال شهود عيان إن اشتباكات وقعت فجرا في حيي العسكري (شرق)، والشهداء (غرب)، على مدى قرابة ساعة من الزمن، بعد تعرضهما لقصف. وفي الرمادي، قال ضابط في الشرطة، برتبة نقيب، إن قوات من الجيش العراقي تدعمها مروحيات، خاضت ظهر أمس اشتباكات مع مسلحين بمنطقة الخالدية شرق المدينة. واشنطن تدعم الحكومة في مواجهة إرهاب «القاعدة» قالت وزارة الخارجية العراقية، أمس، في بيان، إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري «أجرى، أول من أمس، اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية هوشيار زيباري، حول تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في العراق والمنطقة». وأعلن كيري، وفقا للبيان «وقوف الولاياتالمتحدة مع الحكومة الدستورية العراقية في مواجهة إرهاب القاعدة والمجاميع الإرهابية في الأنبار»، داعيا إلى «إجراءات وخطوات سياسية، لدعم الجهد الأمني، وتعزيز الوحدة الوطنية في مواجهة التحديات». وجاءت الاشتباكات بعد إطلاق تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، الفرع العراقي والسوري لتنظيم القاعدة، أول من أمس، دعوة لسنة العراق، الذين يقاتلون القوات الحكومية إلى عدم إلقاء السلاح، في إشارة إلى الأحداث الجارية بمحافظة الأنبار. وتعد المعارك، التي تشهدها محافظة الأنبار التي تتشارك مع سورية في حدود تمتد لنحو 300 كلم، الأسوأ منذ سنوات، كما أنها المرة الأولى التي يسيطر فيها مسلحون على مدن كبرى، منذ اندلاع موجة العنف الدموية، التي تلت الاجتياح الأميركي عام 2003. من جانبه، قال المالكي في كلمة بثها التلفزيون، أمس، أوجه الشكر للمجتمع الدولي، للدعم الذي قدمه في المعركة ضد «القاعدة»، وحث أعضاء «التنظيم» ومؤيديه على الاستسلام، واعدا بإصدار عفو. وأضاف «هذا الدعم يعطينا الثقة بأننا نسير في الاتجاه الصحيح، وأن النتيجة قطعا واضحة، وهي استئصال هذه المنظمة الفاسدة». وتابع«سنستمر في خوض هذه المعركة، لأننا نؤمن بأن (القاعدة) وحلفاءها يمثلون الشر». وقال «لا نريد لهذه المدينة أن تعاني أبدا، ولن نستخدم القوة مادامت العشائر تعلن استعدادها لمواجهة (القاعدة) وطردها». ووصف تعهد الجماعة باستعادة الأراضي، التي خسرتها للقوات الأميركية، بأنه «عشم إبليس في الجنة». وقال إن المسلحين يسعون إلى تأخير الانتخابات المقررة في أبريل هذا العام. وقال مراسل «فرانس برس»، إن عناصر شرطة المرور انتشروا عند ستة مواقع على الأقل في مركز الفلوجة، مشيرا إلى أن مسلحين ملثمين ينتشرون في الوقت ذاته عند مداخل المدينة وأحيائها الداخلية، وقرب الجسور والمقار الرئيسة فيها. وقتل في المعارك الدائرة قرب الفلوجة وفي الرمادي، منذ أكثر من أسبوع نحو 250 شخصا، بحسب مصادر رسمية، فيما تواصل عشرات العائلات النزوح من هاتين المدينتين، بسبب الاشتباكات والقصف والنقص في الوقود والكهرباء. وقد أعلنت جمعية الهلال الأحمر العراقي، أن المعارك الدائرة قرب الفلوجة، وسيطرة المسلحين الموالين ل«القاعدة» عليها تسببت في نزوح 13 ألف عائلة حتى الآن. وأوضحت الجمعية أن «عدد العائلات النازحة من المدينة بلغ أكثر من 13 ألف عائلة، نزحت من مدينة الفلوجة إلى أطرافها معظمها يسكن حاليا في المدارس والأبنية العامة ولدى الأقارب». وأضافت أن «فرق الإغاثة للهلال الأحمر العراقي استطاعت الدخول إلى الفلوجة، وتوزيع مساعدات غذائية وإغاثية على عدد كبير من العائلات، رغم الظروف الأمنية الصعبة داخل المدينة وخارجها». من جهته، أعلن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، نيكولاي ملادينوف في بيان، أن الاممالمتحدة «تعمل لضمان مرور آمن، لوصول المساعدات الإنسانية وإمدادات الطوارئ إلى الاسر التي تقطعت بها السبل والأسر النازحة». الامارات اليوم