استعاد جيش جنوب السودان، أمس، السيطرة على مدينة بانتيو النفطية، بعدما كانت خاضعة لسيطرة المتمردين، فيما أعلنت الأممالمتحدة أن أكثر من 231 ألف مدني نزحوا بسبب العنف، مضيفة أنها خصصت 15 مليون دولار لتوفير مساعدات عاجلة للنازحين في جنوب السودان. وتفصيلاً، قال المتحدث باسم الرئاسة في جنوب السودان، اتيني ويك اتيني، إن «بانتيو باتت تحت سيطرتنا». وهذه المدينة النفطية عاصمة ولاية الوحدة كانت خاضعة لسيطرة المتمردين الذين تواجههم القوات الحكومية منذ نحو شهر في جزء كبير من مساحة جنوب السودان. وأضاف «السيطرة على بانتيو تعني السيطرة على كل حقول النفط في ولاية الوحدة». وفي جنيف أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأممالمتحدة، على لسان المتحدث باسمه يانز ليركه، أمس، أن أكثر من 231 ألف شخص في جنوب السودان نزحوا من ديارهم بسبب العنف، في الوقت الذي بلغت أعداد من فروا ولجأوا إلى 10 من مرافق الاممالمتحدة للاحتماء بها أكثر من 60 ألف شخص، بينما غادر نحو 43 ألف شخص جنوب السودان إلى الدول المجاورة، خصوصاً اوغندا. وقال ليركه إن اشتعال القتال بشدة في بانتيو دفع مزيداً من السكان إلى النزوح، ولم تعرف بعد أعداد من فروا من هناك. وأكد روبرت كولفيل المتحدث باسم مفوضة حقوق الإنسان بالأممالمتحدة في مؤتمر صحافى في جنيف، أن تحقيقاً يجري في ادعاءات بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، تم ارتكابها في جنوب السودان، خصوصاً في جوبا. وفي نيويورك، أعلنت وكيلة الأمين العام للشؤون الإنسانية، ومنسقة الإغاثة في حالات الطوارئ، فاليري أموس، تخصيص 15 مليون دولار لتوفير مساعدات عاجلة للنازحين في جنوب السودان. وذكرت أموس أن 15 مليون دولار من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ، ستخصص لعمليات الإغاثة الحرجة في جنوب السودان، إذ اندلع القتال منذ نحو شهر بين القوات الحكومية والقوات المعارضة لها. وفي هذا الصدد، قال فرحان حق، المتحدث باسم الأمين العام، إن «وكالات الأممالمتحدة ستستخدم الأموال لتحسين الظروف المعيشية لعشرات الآلاف من الناس في مخيمات مكتظة». من جهته، أكد وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام هيرفيه لادسوس أن الأممالمتحدة تعامل الجميع في جنوب السودان على قدم المساواة، شاجباً الانتهاكات في هذا البلد، أياً كان مرتكبوها. وقال إن أولويات الأممالمتحدة في جنوب السودان هي التركيز على حماية المدنيين، وحقوق الإنسان، وعلى مساعدة العاملين في المجال الإنساني للوصول إلى السكان المحتاجين للمساعدة. وسئل لادسوس، عقب مشاورات لمجلس الأمن حول السودان وجنوب السودان، حول ما إذا كانت البعثة الأممية لاتزال تتعاون مع الجيش الشعبي لتحرير السودان، فأجاب «من الواضح في الوضع الحاضر، اننا نعامل جميع الأطراف على قدم المساواة». وأضاف «نحن نشجب الانتهاكات، أياً كان مرتكبوها، ولا نتعاون مع أي طرف، ومن الواضح اننا في وضع لا علاقة له مع الذي كان قائماً في السابق». الامارات اليوم