كتب - مصطفى بودومي: تصاعدت خلال الفترة الماضية شكاوى المراجعين والعاملين بالوزارات والجهات الخدمية التي تتركز في منطقة الدفنة من تفاقم أزمة نقص المواقف ، والاختناقات المرورية نتيجة للقيام ببعض أعمال تطوير البنية التحتية، فضلا عن تعرض كثير منهم لغرامات الوقوف في الممنوع . وكشف استطلاع للرأي أجرته الراية عن تصدر مشكلة تركيز الوزارات والجهات الخدمية لأزمة المواقف في منطقة الدفنة حيث دعا 89% من عينة الاستبيان الى نقل الوزارات والجهات الخدمية خارج الدوحة للحد من أزمة المواقف مقابل 11% طالبوا بالإبقاء على تلك الجهات وإنشاء مواقف متعددة الطوابق. وأكد 53.5% من عينة الاستبيان أن تأخر وصولهم في مواعيد الدوام وتأخر مراجعاتهم أهم ما يؤرقهم مقابل 46.5% يتخوفون من تعرضهم لغرامات الوقوف في الممنوع. واعتبر 59.5% من عينة الاستبيان أن سوء التخطيط وراء أزمة مواقف الدفنة نتيجة عدم توفير مواقف تكفي المراجعين قبل إنشاء الأبراج الإدارية ، 40.5% أكدوا أن السبب يكمن في زيادة عدم المراجعين. وحول الحلول غير التقليدية لأزمة المواقف في الجهات الحكومية دعا 66% من المراجعين الى اعتماد تجربة وزارة الداخلية بإنشاء مجمعات خدمية ، وعدم تركيز كافة خدمات الوزارة في مكان واحد مقابل 34% دعوا لتوفير باصات لنقل المراجعين من المواقف البعيدة الى مواقع الجهات الخدمية. وعن أماكن المواقف المطلوب توفيرها للحد من الزحام دعا 62% من عينة الاستبيان الى إنشاء مواقف متعددة الطوابق ومدفوعة الأجر بالقرب من الوزارات ، مقابل 38% دعوا لإنشائها بعيدا عن منطقة الأبراج وتوفير باصات مجانية لنقل المراجعين. وعن تأثير أعمال الصيانة للبنية التحتية بمنطقة الدفنة على الزحام أكد 70% من عينة الاستبيان تسببها في زيادة الزحام مقابل 30% أكدوا أن تأثيرها محدود. خالد صالح: صعوبة الوصول للدوام تنعكس على أداء الموظف خالد صالح مدير مركز راشد للتنمية البشرية يقول: إن الثقافة السائدة اليوم بين الناس هي ركن السيارة بالقرب من مكان العمل حتى وإن كلف ذلك مخالفة مؤكدا أن انعدام ثقافة المشي لدى الموظفين والمراجعين زاد من حدة الأزمة. وحذر من الآثار الوخيمة لقلة المواقف من الناحية الصحية على الموظفين والمراجعين على حد سواء وقال: إن الشعور بالضغط والقلق والبقاء لساعات طويلة بحثا عن موقف للسيارة له مردوده السلبي على أداء الموظف لعمله ويظهر ذلك جليا من خلال تقصيره في العمل خصوصا إذا كان ذلك يحدث بشكل يومي. وذكر أن نشوة الصباح والحماس الذي يجب أن يعتري الناس وهم يذهبون باكرا إلى أعمالهم، يفقدها الموظفون في المؤسسات والجهات الحكومية والخاصة الموجودة في منقطة الأبراج بسبب قلة المواقف والزحام الشديد الذي تشهده تلك المنطقة. يقول د. عبدالناصر صالح اليافعي إن أزمة المواقف التي تعيشها منطقة الدفنة لها ضريبة وفاتورة اجتماعية ندفعها نحن من وقتنا، فهناك تأخر عن المواعيد، حتى أصبحنا نحرج دائما من تكرار الاعتذار عن التأخير وهو أمر خارج عن إرادتنا. وقال: من يراقب سلوك السائقين يشاهد أن أزمة المواقف ينتج عنها أحيانا سلوك غير اجتماعي، وهذا ينعكس على سلوكية الفرد وممارسته، وأحيانا ينتقل معه إلى منزله، فيكون لديه أحيانا نوع من الاحباط عندما يعيش الفوضى المرورية، فيضطر إلى أن يرتكب المخالفة نفسها، ثم تتحول إلى ثقافة، مشيرا إلى أن أزمة المواقف أثرت في مصالح المواطنين حيث أصبح المشوار أحيانا يأخذ من الشخص ربما ثلاث ساعات لتخليص المعاملة. الخبيرة النفسية د. موزة المالكي تحذر من الآثار النفسية على الموظفين نتيجة لأزمة المواقف التي يتعرضون لها بشكل يومي في منطقة الدفنة. وقالت: إن الموظف يبقى تحت اضطراب نفسي وحالة مزاجية سيئة طيلة فترة بقائه على رأس عمله بسبب ركن سيارته في مكان مخالف، خوفا من المخالفات أو مكروه يلحق بها وهذا ما يشهده عدد كبير من الموظفين في منطقة الأبراج يترك عمله والتزاماته ويذهب يتفقد سيارته. وأكدت أن أزمة المواقف تهدر وقت الموظفين في البحث عن مكان لصف سياراتهم، فقد يستغرق الموظف ساعات يبحث خلالها عن موقف وهذا ما يدفعه أن يصل الى الدوام الرسمي متأخرا، أو ينصرف باكرا تفاديا من الوقوع في المخالفات المرورية، لافتا إلى أن ذلك يبعث على التوتر والإنهاك النفسي للموظف. وأشادت بتجربة الجهات التي تتبنى توفير مجمعات سكنية لموظفيها بالقرب من مكان عملها، مشيرة إلى أن ذلك له مردود كبير على نفسية أولئك الموظفين. جريدة الراية القطرية