قتل 28 شخصاً وأصيب عشرات بجروح في هجمات متفرقة وقع اغلبها، أمس، في بغداد، بينها انفجار سيارة استهدف متطوعين للجيش، فيما استأنف موظفون في دوائر حكومية العمل وسط إجراءات أمنية مشددة في الرمادي، كبرى مدن محافظة الأنبار، رغم استمرار سيطرة المتمردين على بعض أجزاء المدينة التي تنتشر في شوارعها وعند تقاطعاتها الرئيسة آليات عسكرية ثقيلة ودبابات. ففي بغداد، قال ضابط برتبة عقيد في الشرطة إن «تسعة أشخاص قتلوا وأصيب نحو 17 آخرين بجروح في انفجار سيارة مفخخة، استهدف متطوعين للجيش قرب مرآب العلاوي في وسط بغداد». وأوضح أن «الانفجار وقع بعد تسليم القادمين من وسط وجنوب العراق أوراقهم إلى مركز التطوع للجيش في مطار المثنى» القريب من موقع الانفجار. وأكد مصدر طبي في مستشفى اليرموك غرب بغداد حصيلة الضحايا. ووقع الانفجار على مقربة من البوابة الرئيسة للمرآب. وقال الشاهد محمد جواد إن «الانفجار وقع في وقت الزحام لدى مرور شباب يحملون حقائب صغيرة»، مضيفاً «سقط عدد كبير من الضحايا في الشارع، نقلتهم سيارات الشرطة والإسعاف إلى المستشفى». والهجوم هو الثاني ضد متطوعين في الجيش، بعد سقوط 23 قتيلاً و30 جريحاً في تفجير انتحاري استهدفهم الخميس الماضي، قرب المركز نفسه. وفتحت السلطات الحكومية باب التطوع للانضمام إلى الجيش العراقي، تزامناً مع انطلاق عمليات عسكرية في محافظة الأنبار لمطاردة عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام. وفي هجوم آخر، قتل خمسة أشخاص على الأقل وجرح 14 بانفجار سيارة مفخخة عند ساحة عدن في منطقة الكاظمية في شمال بغداد، وفقاً لضابط في الشرطة. وأكد مصدر طبي في مستشفى الكاظمية حصيلة الضحايا. كما قتل شخص وأصيب اثنان من المدنيين بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة على طريق رئيس في منطقة المنصور في غرب بغداد، وفقاً للمصادر نفسها. وقتل أكثر من 420 شخصاً في اشتباكات وهجمات منذ بداية الشهر الجاري في عموم العراق، وفقاً لحصيلة أعدتها وكالة «فرانس برس» استناداً إلى مصادر رسمية. يأتي ذلك في وقت أكد فيه ضابط في الشرطة أن مسلحين تابعين ل«الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) لايزالون يسيطرون على منطقة شارع ستين والحميرة في وسط وجنوب المدينة. ولايزال مسلحون من العشائر وآخرون من التنظيم نفسه يسيطرون على الفلوجة، فيما ينتشر آخرون من التنظيم ذاته في وسط وجنوب الرمادي، كبرى مدن محافظة الأنبار. وهذه المرة الأولى التي يسيطر فيها مسلحون علناً على مدن عراقية منذ التمرد الذي أعقب الغزو الأميركي للعراق في عام 2003. ودعا محافظ الأنبار، أحمد خلف الدليمي «كل الدوائر الرسمية إلى مباشرة أعمالها»، أمس، وأكد أنه «سيحمّل مدير الدائرة مسؤولية أي تلكؤ». وبالفعل باشرت جميع الدوائر الحكومية العمل، في ما شهدت الشوارع انتشار شرطة المرور، باستثناء المدارس، لكن معارك لاتزال جارية في منطقة البو بالي الواقعة بين الرمادي والفلوجة، تشارك فيها الدبابات وقوات خاصة. وقال صباح النعمان، المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب، الذي تشارك قواته في معارك في البو بالي إن «المنطقة لاتزال ساحة صراع، وغير آمنة، ولم تطهّر من الإرهابيين». والبو بالي الواقعة بين الفلوجة والرمادي، وهي منطقة وعرة تحيط بها البساتين، آخر منطقة انسحب منها مقاتلو القاعدة في عام 2007، بعد فرض سيطرتهم عليها. وأوضح النعمان «لاتزال القوات الأمنية تقاتل في هذه المنطقة التي تحتوي على جيوب إرهابية، والإرهابيون قاموا بتفخيخ الشوارع والمباني، ونعمل على إزالتها». وأكد فقدان عدد من جنود القوة الخاصة في هذه المنطقة من دون تحديد عددهم. ولاتزال مدينة الفلوجة تحت سيطرة مسلحين من أبناء العشائر وآخرين من مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام. الامارات اليوم