د. عبد العزيز حسين الصويغ مقال جميل للزميل الدكتور سعود كاتب ... وهذه المرة ليس في الإعلام .. مجاله المُفضل ولكن في نمط الحياة الصحي وضرورة تغيير أسلوب حياتنا الذي جعلنا من أكثر دول العالم إصابة بالبدانة والسكر والضغط وهشاشة العظام، إضافة إلى التوتر والقلق وأمراض أخرى لا حصر لها. وقد استمتعت بالفعل بما احتواه المقال من تحفيز على ممارسة الرياضة وتشجيع على اقتطاع بعض الوقت من المشاغل الجمة التي تمنع أغلب السعوديين من ممارسة الرياضة .. فإضافة إلى إرهاق العمل ومتاعبه فإن عدداً كبيراً من السعوديين تجبرهم الظروف الاجتماعية لقضاء ثلاث إلى أربع ساعات جالسين القرفصاء يلعبون الورق .. وهي بلا شك مسألة لو تركناها لأفلس بائعو الكوتشينة ووقف أغلبهم عند الإشارات وتحت الكباري ينافسون الشحاتين رزقهم! *** وأكثر ما جذبني في المقال هو عنوانه: (نمط الحياة الإيجابي.. نعم تستطيع)، الذي ذكرني بحملة أوباما الانتخابية في فترته الأولى، حيث كان وقتها، وأقصد أوباما وليس الزميل سعود، نجماً في سماء السياسة .. قادم جديد، ولكل جديد تعليقة كما نقول في أمثالنا الشعبية. وما زاد متابعتي للحملة الانتخابية لأوباما هو أنه كان في مرحلتها الأولى ينافس السيدة هيلاري كلينتون – سيدة البيت الأبيض السابقة – والتي تقاربت معه في تلك المرحلة في عدد الأصوات من مؤيدي الحزب الديموقراطي، لينتهي الأمر بانسحابها من الترشيح ودعم أوباما ليُصبح أول رئيس أسود لأمريكا .. ويختارها بعد كثير من الضغوط وزيرة لأرفع منصب وهو وزيرة للخارجية. *** كان شعار حملة أوباما هو (نعم نستطيع Yes we can) .. صرخ بها أوباما في كل محفل انتخابي حضره، ورفعها أتباعه في لافتات في كل مكان .. وصدحوا بها حتى خلنا أن الرجل سيغير الكون، خاصة بعد أن اجتذبت دعايته الانتخابية ليس فقط الناخبين الأمريكيين، بل وحظي بتأييد شعوب أوروبا وآسيا .. والشرق الأوسط، الذين رأوا في الرجل الأمل في أمريكا جديدة بمبادئ تجعل من العالم كله ساحة للتغيير يقود لواءه رئيس جديد يختلف عن من سبقه من أصحاب الرقاب الحمراء Red Nick›sالذين جعلت منهم واشنطن مجرد تروس داخل الآلة السياسية الجبارة التي لا يقف في طريق مصالحها إنسان مهما بلغ في هرم السلطة. لتنتهي كل وعود باراك أوباما في التغيير إلى كارثة ويتحول إلى رئيس متردد لا يلتزم بكلمة ولا يحفظ وعداً قطعه في أي قضية سياسية، ولتتبخر كل وعوده في الهواء. *** وهكذا أخال أن نهاية كل ما دعا إليه زميلنا الدكتور سعود كاتب وتبني فيه شعار اوباما الانتخابي (نعم نستطيع Yes we can) .. ليحفز الإنسان السعودي على تغيير نمط الكسل والرتابة وعدم الاهتمام سينتهي مع نهاية قراءة مقاله. وسيعود كل منا إلى عمل ما يجد فيه لذة آنية حتى وهو يعلم سلبيات ما يقوم به من ممارسات. ولا أريد أن أحبط الزميل سعود .. ولكن الواقع بعيد جداً عن الأماني التي حفل بها مقاله الجميل. فقد اشتعلت شخصياً تفاعلاً مع ما سرده من حوافز لتغيير نمط حياتي الرتيب، وما أن فرغت من قراءة المقال حتى وجدتني أنهض لتناول وجبة الغداء التي كانت كبسة من اللحم الضان وبجانبها مثلثات السمبوسك اللذيذة غمستها في الدُقس، ناهيك عن صينية العيش باللحم وبعض المُقبلات .. ثم الحلى بأنواعه .. الخ، لينتهي الشعار إلى (لا .. لا نستطيع No we can›t ). *** «تغيير الإنسان لأمور اعتاد عليها لسنوات طويلة لا يمكن أن يتم في ظرف يوم واحد ولكنه عملية قد تستغرق وقتاً طويلاً»، كما يقول دكتور كاتب، لذا فهي عملية لا تتواءم مع قلة صبر الفرد السعودي واستعجاله النتائج. وبعدين الحمد لله التوب يخفي بلاوي ... وعسى الله لا يغير علينا!! نافذة صغيرة: [[الكرش علامة المراجل.]] [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain صحيفة المدينة