في 12 من نوفمبر 1996 حين تحطمت طائرة الخطوط الجوية العربية السعودية رحلة رقم 763 المتجهة من نيودلهي إلى الظهران إثر اصطدامها في الجو بطائرة الشحن التابعة لخطوط كازاخستان والقادمة إلى نيودلهي ونتج عن الحادث مقتل جميع الركاب في الطائرتين وعددهم 349 راكباً ما جعله أكبر حادثة لاصطدام جوي في التاريخ من حيث عدد الوفيات ،هكذا تناولت وكالات الأنباء الكارثة الجوية و أخبار الوفيات ، أما المتلقي من البشر الأسوياء فتعصف به الأحزان ويشعر بقداسة القدر الإلهي وعظمة لقاء الله ، ويلين قلبه للمنكوبين وأهاليهم ، فيجدهم يشاركونه أيامه ومجلسه و مأكله ومرقده أينما يولي يجد لوحة المأساة شاخصة أمامه بكل ما فيها من حزن سحيق وألم عميق ، لكن تفاصيل أخرى للحادثة قالت إن أهالي القرية التي وقعت فيها الطيارة لم تكن لديهم نفس ردود الأفعال الطبيعية حيث هبوا لسرقة أغراض الركاب وسلب مجوهراتهم وساعاتهم و استخلاصها من أشلائهم .. تذكرت هذه التفاصيل المؤلمة وأنا أتابع ما يثيره بعض المتعاطين لقضية لمى الروقي من شائعات وتهم لوالدها وأسرتها المنكوبة بالكذب وإخفاء لمى في منزل عمها و رمي ذئب في البئر لإيهام الناس بسقوط لمى والمطالبة بالتعويض المادي ، كل هذه الأكاذيب التي دحضها جهاز الدفاع المدني وتقرير الطب الجنائي تصور هؤلاء المتبلدين المتوحشين وكأنهم القرويون الذين سرقوا ضحايا الطائرة ولم يحرك فيهم الموت و لا الأشلاء إلا نزعات الإجرام و السرقة ، و كالدود الذي يهاجم جثث الموتى غير آبه بطفولة مختطفة ولا دمع سخين لوالدة ثكلى ، ولا بقهر الرجال الذي استعاذ منه المصطفى عليه الصلاة والسلام . إلا أنه لا يكفي أن ندين وحشية هؤلاء وانعدام إنسانيتهم ، فآراؤنا فيهم لا تغني من الواقع شيئاً ولا تحفظ للمتضررين حقوقهم ، ولا تردع المجرمين ، واليوم و نحن نشهد نهضة قانونية ونشاطاً حقوقياً يجب ألا تمر هذه التجاوزات الإجرامية على المؤسسة العدلية دون أن يحال المجرمون للقضاء و ينتصر للضحايا ولقيمة الإنسان و لحمة المجتمع وهيبة المؤسسة الحكومية . @511_QaharYazeed [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (71) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain صحيفة المدينة