مسلسل كوارث الآبار و فواجع السقوط مستمر ، سيناريوهات خطوطها العريضة هي نفسها ، والتنقيب ومباشرة الحادث لانتشال الجثث ليس إلا ! وكأن لألغام الآبار نصيباً مفروضاً منا ، وكأنه لزام علينا تقديم القرابين لها كل فترة ، وإن كنا في كل مرة تزداد حدة التحديات ، و تشتد قسوة الدروس ، لكننا في كل مرة كالتلاميذ البلداء نباشر الحدث ونتداوله وكأنه لأول مرة يحدث ، في كل مرة . وحين ننظر في كل الجمهرة حول البئر المسعورة ، رجال وعتاد و آليات ومعسكر بدأ ولا ندري متى ينتهي وعن ماذا سيفسر ، و العيون معلقة على شاشات القنوات تفتش في الأخبار ، والقلوب تخفق بشدة الخوف فلا تسمع ( طبطبة ) الأمل ! في كل هذا المشهد الأليم نتساءل : لماذا نحن هنا أصلاً ؟! من الذي حفر و لمَ لم تكن ثمة إجراءات وقائية توفر كل هذا الكم من الضحايا والحزن والسهر والقهر والجهود والشائعات ووو! هل ثمة نظام حقيقي وفعال يضبط حفر الآبار و يلزم الفاعلين بالتبعات الجنائية ؟! من حفر البئر بعمق شديد و ظروف مهلكة ولم يطمره ولم يترك ما يشير لوجوده ولم يزح خطره عن الناس أليس كمن يزرع لغماً قاتلاً و يختبئ ليراقب الضحايا ؟! أليس حفر البئر وتركه شروعاً في القتل ، أليس وقوع ضحية في البئر ووفاتها جريمة قتل حقيقية ؟! لماذا تنصرف الأحاديث عن وضع الجاني الحقيقي في قفص الاتهام و إلزامه بتكبد التبعات ؟! هل نظام حفر الآبار يحتوي على مادة قانونية تعاقب القاتل باستخدام بئر ؟! و هل ترقى الديات عن غرامة حفر بئر دون ترخيص و مبلغ لا يتجاوز 25 ألف ريال يدفع لجهة حكومية ؟! و ذوو القتلى من يعوضهم أحبتهم ، من يقتص لهم ممن سرق أخلّاءهم ؟! لمَ لا تغلظ العقوبات ليتوقف الاستهتار بحياة الناس ؟! @511_QaharYazeed [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (71) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain صحيفة المدينة
