أكد المشاركون في الملتقى الثالث لمكافحة جرائم الاتجار بالبشر الذي جاء بعنوان عنوان «الارتقاء ببرامج التثقيف لمكافحة الاتجار بالبشر»، ونظمته مؤسسة دبي لرعاية النساء والاطفال بدبي الخميس الماضي بفندق ذا بالاس دبي وسط المدينة، برعاية موانئ دبي العالمية، وبالتعاون مع الجهات المعنية بضحايا الاتجار بالبشر، أن نحو 800 ألف شخص تتم المتاجرة بهم عبر الحدود الوطنية لدول مختلفة، وأن الجهود الدولية والمحلية قد تضافرت لمكافحة هذه الجريمة البشعة. وأشار المشاركون من كل الجهات المعنية بضحايا البشر أن دولة الإمارات اهتمت بمكافحة الجريمة عبر إصدار القانون رقم (51) لسنة 2006، وأن بعض مؤسسات الدولة أولت اهتماماً خاصاً، عن طريق إعداد برامج تثقيفية من شأنها تثقيف الفئة الأكثر عرضة للاتجار بالبشر، لأجل وقاية الاشخاص من الوقوع فيها. أبشع الجرائم وقالت عفراء البسطي، المديرة العامة لمؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، خلال كلمة الافتتاح «إن جريمة الاتجار بالبشر من أبشع الجرائم التي تتعرض لها الإنسانية، لأنها تمس كرامة الأنسان، وتسلبه كل الحقوق، وتحوله إلى سلعة تباع وتشترى»، وأردفت قائلة «نحن ومن يعمل في مجال تقديم الرعاية والحماية لضحايا الاتجار بالبشر لا بد أن نجند الطاقات لمحو آثار هذه الجريمة، ونرصد الموارد المالية والبشرية لنغطي احتياجاتهم، ومن خلال هذه الفعاليات نكثف الجهود، ونسلط الضوء على نشر الوعي ومعالجة الضعف الذي قد يقود صاحبة إلى هاوية أن يقع ضحية للاتجار»، مضيفة أنه سيتم طرح التوصيات واعتمادها بالتمرير على الأعضاء المشاركين والجهات المعنية بقضايا الاتجار بالبشر. 3 جلسات وتناول الملتقى ثلاث جلسات حوارية، ترأس الجلسة الأولى ضرار بالهول الفلاسي، المدير العام لمؤسسة «وطني الإمارات»، وركزت على عرض جهود الدولة في تثقيف الفئة الأكثر عرضة للاتجار بالبشر، بمشاركة كل من العميد أحمد بن نخيرة، مدير إدارة حقوق الإنسان بوزارة الداخلية، وعيسى الزرعوني، مدير إدارة التفتيش بوزارة العمل، والدكتور سعيد بن عمير، وكيل الوزارة المساعد لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، مقرر اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر. وبيّن المشاركون وجود قصور في دور الحكومات والمنظمات الداعمة في بعض البلدان من أجل حماية الضحايا، إلى جانب تعدد اللغات والثقافات بالنسبة إلى الضحايا المتاجر بهم، مطالبين بزيادة ورفع الوعي بجرائم الاتجار بالبشر على كل المستويات. كما أوصوا بضرورة تقييم برامج التوعية المقدمة حتى يتسنى تطويرها مستقبلاً، والتعرف إلى البرامج الفاعلة في رفع وعي الفئات الأكثر عرضة للاتجار، وإمكانية تعميم هذه البرامج، إضافة إلى ضرورة التعرف إلى أهم التحديات، لأجل المعالجة والتغلب على الجريمة، والتعرف إلى خصائص الفئات الأكثر عرضة للوقوع في جريمة الاتجار بالبشر، والإلمام بالمقترحات والأفكار حول بناء برامج توعوية، للحيلولة دون الوقوع في جرائم الاتجار بالبشر. تحديات مؤسسية بينما تطرقت الجلسة الثانية إلى التحديات التي تواجهها المؤسسات في برامجها التثقيفية، برئاسة اللواء محمد المري، المدير العام للإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب دبي، وشارك في الجلسة كل من أحمد مراد، رئيس نيابة مساعد بالنيابة العامة بدبي، وخالد فخرا، وكيل نيابة بالنيابة الكلية بأم القيوين، والعقيد عبد الرحيم بن شفيع، مدير إدارة مكافحة الجريمة المنظمة - القيادة العامة لشرطة دبي، والقاضي الدكتور حاتم علي ممثل الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لدول مجلس التعاون الخليجي. وناقش المشاركون أنواع التحديات التي تواجه الجهات العاملة مع الضحايا كالأمنية والقانونية والشخصية والإدارية والتمكينية، ومدى الاستجابة للتوعية والمعالجات المقترحة لتذليل التحديات. وأضافوا أن أهم التحديات التي تواجههم هي تغيير اسم الضحية في جواز السفر، وعدم استدلال الضحية على مكان الجريمة، وصعوبة التخاطب مع الضحية، وتحفظ الضحية على تفاصيل الواقعة، وتغيير الضحية أقوالها في النيابة أو المحكمة، وعدم تعاون الضحية، والرغبة في العودة إلى بلدها فقط، وعدم معرفة الضحية بفترة بقائها في المأوى. الجلسة الختامية وركزت الجلسة الختامية الثالثة التي ترأسها المستشار سلطان الجويعد، رئيس محكمة الاستئناف النيابة الاتحادية، على سبل تمكين برامج تثقيف الفئة الأكثر عرضة للاتجار بالبشر، بمشاركة بدرية الفارسي، مديرة إدارة البرامج والبحوث بمؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، وميثاء المزروعي، مديرة الاتصال المؤسسي بمراكز إيواء، والدكتور العبيد أحمد العبيد، مدير مركز الأممالمتحدة للتدريب والتوثيق في مجال حقوق الإنسان. وأشاروا إلى خصائص الاتجار بالبشر، والعوامل التي أسهمت في وقوع الضحايا في براثن الاتجار بالبشر في الدولة، والسبل التي قد تحول دون وقوع الفئات الأكثر عرضة للاتجار بالبشر، كما استعرضوا تجارب المنظمات الدولية حول تصميم وتنفيذ برامج التوعية والتثقيف للفئات الأكثر عرضة للاتجار. البيان الاماراتية