يستخدم سلمان، وهو عامل بقالة آسيوي، دراجته الهوائية في توصيل ما يطلبه المتصلون ببقالته بأسرع ما يمكنه، مستخدماً طرقاً مختصرة، قافزاً بين الشوارع تارة، ومسارات المشاة تارة أخرى. ولا يجد سلمان ضيراً في تحويل دراجته من مركبة تسير على الطرق، إلى أحد المشاة الذين يسيرون على الرصيف، عند إغلاق أو فتح الإشارة الضوئية، أو السير بعكس اتجاه السير أو احتلال مسار في الطريق، كما لا يجد غضاضة في افتقار دراجته لعاكسات أو إضاءة تدل عليه لدى مسيره في الشوارع المظلمة. وتسببت حوادث وقعت لمستخدمي الدراجات الهوائية في وفاة شخصين وإصابة ثلاثة آخرين في شوارع أبوظبي على مدار ثلاث سنوات من 2011 وحتى نهاية العام الماضي 2013، وذلك بسبب عدم التقيد بإشارات المرور وعدم إفساح الطريق والسير عكس الاتجاه. ويتردد مستخدمو الدراجات الهوائية في التصديق بمقولتين؛ الأولى مفادها «أن كل مركبة بلا محرك تعد من المشاة»، والثانية: «أن كل ما له عجلات يعد مركبة». ويدافع هؤلاء عن أنفسهم بالقول إنهم لا يجدون مسارات خاصة بالدراجات في جميع شوارع المدينة، مستنكرين منعهم من قيادة دراجاتهم في الطرق وأرصفة المشاة. وأكد مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني أن دليل تصميم الشوارع الحضرية يتضمن تخصيص مسارات للمشاة والدراجات الهوائية، بما يتماشى مع أهداف خطة 2030 الرامية إلى تعزيز نمط الحياة الصحي في كل أرجاء الإمارة، وتوفير بيئة أكثر ملاءمة للمشي وركوب الدراجات الهوائية. وقال منصور ابراهيم، آسيوي يعمل في أحد محال البقالة، إنه يعتمد على الدراجة الهوائية سواء في الذهاب إلى عمله والعودة منه أو في توصيل طلبات المنازل في بعض الأحيان، معبراً عن قلقه من أن يلقى حتفه دهساً، كون «العديد من السائقين لا يمنحون الأولوية لسائق الدراجة الهوائية على الطريق». كذلك أكد زميله راجيل رافيندرا أن الدراجة الهوائية وسيلة تنقل رخيصة وسريعة ومتاحة في كل الأوقات، إلا أنه نبه إلى أن كثيراً من الشوارع تخلو من المسارات الخاصة للدراجات الهوائية ما يعرض راكبيها لخطر الدهس. ... المزيد الاتحاد الاماراتية