كتبت منة عصام: «لم أقصد اتهام لبنان والأردن والمغرب برعاية الإرهاب، فأمريكا تعتبر أى دولة عربية إرهابية».. بهذه الكلمات دافع المخرج جون اوثما عن فيلمه «بنيامين» الذى عرض فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى ضمن المسابقة الدولية لأفلام حقوق الإنسان. تدور قصة الفيلم الأمريكى «بنيامين» حول شاب عربى مسلم يعيش فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبسبب اسمه الثانى (بنيامين جهاد) يقع فى مشكلة كبيرة، حيث تتم مراقبته من قبل المباحث الفيدرالية اعتقاداً منهم أنه ينتمى لجماعة إرهابية تخطط لعملية تفجيرية، وبسببهم يقع فى العديد من المشكلات وأهمها دمار علاقته بصديقته التى تتركه عندما يتم إخبارها أنه عربى إرهابى، وفى النهاية تتكشف الحقائق حول أن اسمه تشابه مع اسم أحد الإرهابيين. وفى ندوة جريئة أعقبت الفيلم، صرح مخرجه بأنه لم يقصد أبداً أن يكون الفيلم ذا طابع سياسى، وكل ما كان يريده هو قصة حب بين شاب وفتاة وما يواجههما من مصاعب، وقال «اخترت أن يكون الشاب عربيا مسلما، لأن محور الشر فى السينما الأمريكية يتغير تقريباً كل عشر سنوات، والموضة فى الوقت الحاضر هو العربى الإرهابى، ولو كنت عملت هذا الفيلم فى أربعينيات القرن الماضى فمن المؤكد أن محمور الشر كان سيصبح يابانيا على اعتبار أنهم الشر الموجود فى الواقع عقب حادثة ميناء بيرل هاربور»، وأضاف «كونه عربيا إرهابيا ساعد على توفير عنصر الإثارة فى الفيلم وخاصة فى قصة الحب بين الشاب والفتاة»، وهنا تدخلت إحدى المشاهدات ذات الأصل الأمريكى قائلة «أمريكا تتحكم فى شعبها بأن تخلق بداخلهم الخوف تجاه جنس بعينه، والموضة الآن هى العرب، وقد مررت بتجارب عديدة مع أصدقاء مسلمين لى عانوا بعد أحداث 11 سبتمبر». ورداً على أن اسم بنيامين ليس مسلماً، قال المخرج «فى الحقيقة سألنا عدداً من المسلمين، منهم من اعترض على الاسم جداً، وعلى الجهة المقابلة منهم من أيده على اعتبار أنه مذكور فى القرآن الكريم». وكشف المخرج أنه أجرى اختبارات لعدد من العرب للقيام ببطولة الفيلم ولكنهم اتسموا بالغرور على حد وصفه وكانوا يريدون الاشتراك فى أفلام بميزانية أكبر، ولذلك قام باختيار الممثل بطل الفيلم وهو ايطالى الجنسية ومشارك فى الإنتاج. وكشف أيضاً أنه لم يحصل على تمويل من أى شخص عربى بل أنه ذهب لأبو ظبى لإقناع مسئولين سينمائيين بها للمشاركة فى تمويل الفيلم ولكنهم رفضوه، وفى النهاية قام عدة أشخاص فى الولاياتالمتحدة بتمويله وبلغت ميزانيته حوالى نصف مليون دولار. وقد واجه الفيلم انتقادات فى أخطاء وقع بها والد البطل أثناء قيامه بالصلاة، رد المخرج قائلاً «فى الحقيقة أنا لم أعرف أن هناك أخطاءً فى الصلاة إلا بعد مشاهدة المسلمين للفيلم، فقد استعنا بإمام المسجد الذى صورنا به وهو من قان بإعطاء هذه التعليمات للممثل القائم بالدور». ولم يخل الفيلم من العديد من الاتهامات منها أنه وصف كلاً من أمريكا وهوليوود أنهما إمبراطوريتان قائمتان على الكذب، وهنا رد المخرج أنه لم يقصد المعنى الذى وصل للمشاهد بل كان يقصد أن هوليوود تنتج أفلاماً وقصصاً روائية قائمة على الخيال العلمى وهو فى حد ذاته نوع من الكذب.