التقى ممثلون للحكومة السورية والمعارضة لأول مرة يوم الأربعاء في مؤتمر للسلام نظمته الأممالمتحدة في سويسرا بحضور وفود من قوى دولية وإقليمية، وفيما يلي بعض الاقتباسات مما ورد في كلماتهم: الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بعد نحو ثلاث سنوات مؤلمة من الصراع والمعاناة في سورية، اليوم يوم أمل ضعيف ولكنه حقيقي، فلأول مرة تجتمع الحكومة السورية والمعارضة السورية ودول المنطقة والمجتمع الدولي للبحث عن حل سياسي للموت والدمار والتشريد، وهي الأمور التي تمثل الواقع المؤلم للحياة في سورية اليوم. يتطلع السوريون جميعا وكل من تأثروا بهذه الأزمة في المنطقة إليكم أيها المجتمعون هنا لإنهاء المعاناة الإنسانية التي لا توصف، وإنقاذ التركيبة المجتمعية المتنوعة والثرية في سورية، والشروع في عملية سياسية جادة لتحقيق عملية انتقالية بقيادة السوريين. بعض البلدات والقرى لم يعد ممكنا العيش فيها بعد أن خربت بفعل القصف الجوي المستمر، ودمرت المدارس والمستشفيات والأسواق والمنازل وأماكن العبادة، وروعت السيارات الملغومة والتفجيرات الانتحارية وهجمات "المورتر" السكان في كثير من أنحاء البلاد، ويجتذب انعدام القانون والفوضى المجرمين والمقاتلين الأجانب من شتى بقاع الأرض، وتفرض الجماعات المتشددة رؤيتها المدمرة والخطيرة. العنف يجب أن ينتهي، الهجمات على المدنيين يجب أن تتوقف، جميع الأطراف عليها العمل لوضع حد لكل الأعمال الإرهابية، وأدعو الحكومة والمعارضة على بشكل مستعجل إلى السماح على الفور بوصول المساعدات الإنسانية إلى كل المناطق المحتاجة وخصوصا المناطق المحاصرة حيث حرم مئات الالاف من الناس من أي مساعدة طوال أشهر مع ورود تقارير مثيرة للقلق عن سوء التغذية وظروف صحية بئيسة، ومن الضروري السماح بدخول الغذاء والمعدات الطبية والجراحية، كما يجب السماح بخروج المرضى والجرحى. وزير الخارجية السوري وليد المعلم أؤكد أن سورية البلد السيدة المستقلة ستقوم بكل ما يلزم للدفاع عن نفسها وبالطرق التي تراها مناسبة. إن كنتم تشعرون فعلا بالقلق على الوضع الإنساني والمعيشي في سورية فارفعوا أيديكم عنا، أوقفوا ضخ السلاح ودعم الإرهابيين، ارفعوا العقوبات والحصار عن الشعب السوري وعودوا إلى العقل وسياسة المنطق، عندها نطمئنكم أننا سنكون بخير كما كنا دون قلقكم وخشيتكم الشديدة علينا. جئنا ممثلين للشعب والدولة، نعم لكن فليعلم الجميع أن لا أحد في العالم.. والتجربة خير دليل على ما أقول، لا أحد في العالم له الحق بإضفاء الشرعية أو عزلها أو منحها لرئيس أو حكومة أو دستور أو قانون أو أي شيء في سورية إلا السوريون أنفسهم. ها نحن اليوم إما أن نتخذ القرار المصيري الكبير بمحاربة الإرهاب والتطرف والبدء بالعملية السياسية، وإما أن يستمر البعض منكم بدعم الإرهاب في سورية، هذا قراركم وقرارنا هنا، فلنعزل الأيادي السوداء والوجوه الكاذبة التي تصافحكم وتضحك لكم في العلن وتغذي الفكر الإرهابي في الخفاء ليضرب سورية لكنه في النهاية سيمتد ليحرق الجميع. بعض الدول تصدر لنا علنا وحوشا على هيئة بشر، شربتها الفكر الوهابي البغيض ونشرتها في سورية. في سورية تبقر بطون الحوامل وتقتل أجناتها وتغتصب النساء أثناء حياتها وبعد مماتها في سلوك شنيع منحرف قبيح لا ينم إلا عن مصدري هذا الفكر، في سورية يذبح الرجال أمام أطفالهم تحت مسمى الثورة، في سورية من يأكل قلب السوري ليحقق طموح الضحية في حياة حرة ديمقراطية رغيدة هانئة. رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا نريد أن نتأكد إذا كان لدينا شريك سوري في هذه القاعة مستعد أن يتحول من وفد بشار الأسد إلى وفد سوري وطني مثلنا لتنقل كل الصلاحيات التنفيذية الخاصة ببشار الأسد. الوقت كالسيف لكنه دم بالنسبة للسوريين الآن. نحن نعتبر مؤتمر جنيف مقدمة لتنحية بشار الأسد ومحاكمته مع كل من أجرم من رموز حكمه. أي حديث عن بقاء الأسد بأي صورة من الصور في السلطة هو خروج جنيف2 عن مساره. المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري منذر أقبيق الأسد هو المشكلة، نقول "ديمقراطية" وهم يقولون "الأسد"، نقول "حرية" يقولون "الأسد"، نقول "كرامة" ويقولون "الأسد"، نتحدث عن دولة في حين يتحدثون هم عن رجل، الأسد يجب أن يرحل من أجل بدء الانتقال إلى الديمقراطية. وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم بداية. بداية ما سيكون كما هو واضح تفاوضا صعبا ومعقدا، محادثات السلام لإنهاء حرب لإنهاء صراع كهذا صعبة دائما. بصراحة هذا اختبار لنا جميعا نحن الذين نؤيد الشعب السوري وسعيه لإنهاء المعاناة الاستثنائية التي يشهدها العالم. جئنا الى هنا عاقدين العزم على تنفيذ بيان جنيف الذي لا يمكن تطبيقه إلا بتظافر جهود كل من في هذه القاعة، ملايين الناس يعولون على قدرة المجتمع الدولي على المساعدة في إيجاد حل ينقذ أرواحهم وبلدهم. لا نرى إلا خيارا واحدا: التفاوض على حكومة انتقالية تشكل بتوافق متبادل. بشار الأسد لن يكون جزءا من هذه الحكومة الانتقالية، ولا يمكن لرجل قاد ردا وحشيا على شعبه أن يستعيد شرعية الحكم، لم يعد بوسع شخص واحد ومؤيديه أن يأخذوا شعبا بأسره ومنطقة رهينة، الحق في قيادة بلد لا يكتسب بالتعذيب ولا بالبراميل المتفجرة و صواريخ سكود بل يأتي بموافقة الشعب. كما أنه لا يمكن أن يكون هناك مكان لمرتكب هذا العنف، فإنه لا يمكن أن يكون هناك أيضا مكان لآلاف المتطرفين الذين ينتهجون العنف وينشرون أيديولوجيتهم البغيضة ويزيدون معاناة الشعب السوري، ونحن نستمع إلى حديث عن الإرهاب اليوم فليكن واضحا بلا لبس أن وجود العناد الحالي داخل الحكومة الراهنة هو ما يزيد تفاقم هذه المشكلة، هذا يتيح مجالا يجتذب الإرهابيين، والى أن تحدث عملية انتقال لا أمل في الحد من تزايد الإرهاب. وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مهمتنا الرئيسية هي وضع نهاية للصراع المأساوي في سورية الذي يجلب مشاكل لا تحصى ومعاناة للشعب السوري ويدمر هذا البلد العريق، ولا يمكن أن نسمح بانتقال موجة الاضطرابات العنيفة للدول المجاورة. نتوقع ان تشجع كل الأطراف الخارجية السوريين على الوصول إلى اتفاق وأن تمتنع وتمنع الجانبين عن محاولة استباق الاتفاقات النهائية وعن القيام بأي تحركات أخرى تقوض العملية برمتها. لقد أصبح تحول سورية إلى حاضنة للإرهاب الدولي مشكلة خطيرة. وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الهدف ليس إجراء نقاش عام بشأن سورية وليس السعي لكسب الوقت بطريقة ما أو الإدلاء بتصريحات دون دليل أو توجيه اتهامات بلا أساس، الهدف هو التوصل الى اتفاق سياسي لسوريا.. لهذه السلطة الانتقالية التي تتمتع بصلاحيات تنفيذية كاملة. هذا الوضع الفظيع الذي يقتل فيه الالاف الأبرياء من النساء والأطفال والرجال قائم، ونطلب من بداية هذا المؤتمر تطبيق وقف واحد لا طلاق النار أو أكثر وفتح ممرات إنسانية وتوصيل الأدوية، هذه الإجراءات لا غنى عنها لا من أجل مساعدة الناس فحسب، ولكن لكي يحقق هذا المؤتمر تقدما. وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو نعرف جميعا من هم "الإرهابيون" في سورية، وأعجب كيف يتصور ممثلو النظام أن بوسعهم خداع المجتمع الدولي بأسره عبر بث الأكاذيب. ملايين المدنيين في سورية محرومون من متطلباتهم الأساسية مثل الغذاء والدواء، ويجبر عشرات الالاف منهم على الاختيار بين الاستسلام وانتظار الموت تحت حصار دؤوب. التجويع يستخدم كسلاح في الحرب، هذه الممارسات غير الإنسانية لا بد أن يوضع حد لها على الفور وأن لا تمر من دون عقاب. إلى متى يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاهل الوضع وهذه المذابح تتواصل على مرأى من الجميع، إلى متى سيتأخر المجتمع الدولي بينما يفقد كثير من السوريين حياتهم يوميا على أيدي النظام في دمشق. لا يمكن بقاء القائد ومساعديه المقربين بعد أن فقدوا شرعيتهم وقدرتهم على ممارسة الحكم في بلدهم، والأمر نفسه ينطبق على من تلطخت أيديهم بالدماء. وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ هذه فرصتكم لإنهاء تدمير بلدكم، حان الوقت الآن لاختيار انقاذ جيل من الأطفال السوريين من العنف والأذى ولإنهاء الحصار المفروض على بلدات ومدن عريقة ولبدء إصلاح النسيج الثري للمجتمع السوري، ولتجنيب ملايين اللاجئين السوريين احتمال قضاء سنوات في المنفى في تشرد وحرمان. ريتاج نيوز