الكل يستشعر الاحتقان الكبير في لبنان بين المجموعتين الاساسيتين السنية والشيعية. واذا كان "حزب الله" متفوقا بسلاحه على بقية المجموعات في لبنان، فإن التفوق بالنسبة الى السنة هنا يبقى نسبيا، لكون موازين القوى متحركة ومتبدلة، فليس كل السنة كتيار رفيق الحريري ادعياء الحفاظ على سلمية الخلاف. يتسائل الكاتب اللبناني علي حماده ، فيما اذا الحرب السنية - الشيعية حقيقية ، مشيرا الى وجهة نظر ترى ان الحرب الدائرة في سوريا، تحولت الى صراع مسلح بين الاكثرية السنية المحكومة والاقلية العلوية الحاكمة التي تمثل بيئة النظام الشعبية، وهي في احد وجوهها الراهنة حرب بالواسطة بين المشرق العربي السني وايران الشيعية ، لاسيما وان ايران الاسلامية نجحت في اختراقات واسعة في مسارين: الاول القضية الفلسطينية، والثاني العلاقة مع نظام حافظ الاسد في سوريا. وحين أثار ملك الاردن عبد الله الثاني قبل سنوات مسألة الهلال الشيعي الذي يحاصر العالم العربي، فان قلة كانت تعي ان المشرق العربي يسير بخطى حثيثة صوب حرب سنية - شيعية كالتي يعتبرها الكثيرون هنا حقيقة واقعة ومعاشة. احد هؤلاء الذين يشير اليهم حماده ، وليد جنبلاط ، الذي لم ينفك يكرر التحذيرات من اشتعال حرب حقيقية بين السنة والشيعة في لبنان، اكثر من ذلك نقل عنه خلال جولة قام بها أخيراً على مرجعيات دينية درزية قوله ان حرب السنة والشيعة حاصلة، وقد بدأت، ومن المهمّ تحييد المجموعات الاخرى عن تداعياتها. ويرى حماده في مقاله في صحيفة النهار اللبنانية ان الكل يستشعر الاحتقان الكبير في لبنان بين المجموعتين الاساسيتين السنية والشيعية. واذا كان "حزب الله" متفوقا بسلاحه على بقية المجموعات في لبنان، فإن التفوق بالنسبة الى السنة هنا يبقى نسبيا، لكون موازين القوى متحركة ومتبدلة، فليس كل السنة كتيار رفيق الحريري ادعياء الحفاظ على سلمية الخلاف. ثمة متغيرات في الشارع السني اللبناني، من شأنها اذا ما اخذ في الاعتبار ما يحصل في سوريا وتداعياته لبنانيا، ان تؤشر الى اننا هنا نسير بخطى حثيثة نحو انفجار كبير بين السنة والشيعة، باعتبار ان الطرف الاضعف راهنا (السنة) يعيش اعلى مراحل الاحتقان والغليان ازاء ما يعتبره استهدافا متواصلا لم يتوقف منذ سنوات طويلة، وازاء ما يشعر به من مهانة يتعرض لها من جانب الطرف الاقوى (الشيعة بسلاح "حزب الله"). وما نراه الان تصاعد متدرج في التوتر بدأ مع اغتيال الرئيس رفيق الحريري واتهام قياديين من الحزب بقيامهم بالعملية، ثم تطور مع غزوات 7 ايار و11 ايار 2008 في بيروت والجبل، وصولا الى قيام الحكومة الحالية التي يعتبرها سنة لبنان حكومة "حزب الله". وما من شك في ان احداث سوريا وتورط "حزب الله" في الاعمال الحربية الى جانب النظام، وفي المقابل قيام الرئيس سعد الحريري بدعم المعارضة، هو بمعنى ما امتداد لهذه الحرب التي يعرف الكل انها هنا، ولكن قلة يعترف جهارا. ويحكم حماده فكرته بالقول أن من "حسنات النائب جنبلاط انه يعلن هواجسه من دون مواربة حينما يقول انه يخاف على دروز سوريا من التورط في الجانب الخطأ. والخلاصة المؤلمة ان الحرب السنية - الشيعية اكبر من طاقة مسيحيي المشرق (ولبنان) وسائر الاقليات، ومصيرهم ويا للاسف الاضمحلال امام ماردي المنطقة" . هل تغزو أمريكاسوريا ، مثلما العراق ؟ ويثير الكاتب السعودي يوسف الكويليت السؤال عن الحدث الذي ينتظره كثيرون : هل تغزو أمريكاسوريا ، مثلما العراق ؟ وتحت ادعاء وجود أسلحة دمار شامل تم غزو العراق، وأُسقط نظام صدام، فيما لم يكن لهذا السلاح أي وجود، لكنه كان يملك أسلحة كيماوية استخدمها في بلده وخارجه لكنها لم تكن العذر والسبب للغزو، أمام تهمه أكبر.. ويرى الكويليت في مقاله في صحيفة الجزيرة السعودية ان سوريا على الدرب في تدخل عسكري أوروبي، أمريكي، أو دول حلف الأطلسي بما فيها تركيا، لو استخدم الأسد سلاحه الكيماوي. لكن ماذا عن إسرائيل، وبعض الدول العربية الأخرى، وخاصة الأردن، هل لديهم النية للدخول في هذه العملية لو حدثت من باب درء المخاوف، لأن هذا السلاح قد يؤثر في معظم الدول المحيطة بسوريا؟ يرى الكويليت في هذا الصدد ان " إسرائيل قد تؤمن للغزو المعلومات الاستخبارية، لأنها ضالعة في كشف خبايا النظام سواء من خلال عملائها في الداخل السوري، أو ما تملكه من تقنيات متقدمة، لكن دخولها عسكرياً قد لا تؤيده، أو تقبله أمريكا والغرب، لأن الأمر قد يعقد المهمة ويكون الخاسر فيها المعارضة التي سيلحقها الاتهام بأنها حليف لإسرائيل، وهذا يُسقط مفهوم أنها حركة تحرير من نظام فاسد، وتعطي للأسد وحكمه صفة المجني عليه من قبل دولة عدو، وإن كانت إسرائيل خلال سنوات حكمه أكثر استقراراً وتلاؤماً معه" . في غزو العراق انقسمت الدول الغربية بين معارض، ومشارك بالغزو، ولم يكن الشرق في حماس أمريكا للدخول في الأوضاع العسكرية، والدول العربية كذلك بين صامت ومؤيد ورافض للغزو، لكن في الحالة السورية قد لا تبدو هذه الانقسامات موجودة إلاّ من قبل العراق، وحزب الله، وإيران، وربما دول أخرى ليس لها قيمة لا كصوت ولا تأثير في أي حدث قادم، لأن ما جرى من النظام لايمكن قبوله إنسانياً ولا عقلاً، ويبقى الموقف الروسي هو المشكل، لكن لا أعتقد أن روسيا ستجازف بالزج بقوتها لحماية الأسد فيما لو تجاوز المحرمات باستخدام هذا السلاح، لأنها ستكون في مواجهة مع العالم، وفي حال اتخاذها أي قرار ممانع فإن ذلك سيجعلها شريكاً في جُرم الابادة بالأسلحة الكيماوية، وهو ما تريد تحاشيه.. وبحسب الكويليت فان "لبنان لن يكون، رسمياً، طرفاً في الأزمة، وحزب الله لا يستطيع الدخول في لعبة مع الكبار، وإن ظل داعماً للأسد وفقاً لتعليمات إيران، ولبنان في وضعه الراهن، وهو البعيد عن الحالة السورية، يحاول الأسد إغراقه في المشكلة وجرّه لها" . لا أحد يدري فهم الحسابات الأمريكية، وحلفائها، ولا القوة التي ستستخدمها في سورية، هل سيكون احتلالاً، كما حدث للعراق، أم حرباً محدودة بحيث تتم عملية إنزال عسكري لحماية مواقع تلك الأسلحة، أم ضربات لمقرات النظام واستهداف الأسد شخصياً صاحب القرار والأوامر في استخدامها؟ وأَرْدَفَ الكويليت كلامه بالقول " قطعاً ستريح العملية الجيشَ الحر والمعارضة، وربما تؤمن وضعاً لا ينزلق إلى حرب تصفيات بين الفرقاء، وقد ينتج عنه تشكيل جيش وحكومة انتقالية تضم كل الأطياف، وهي رغبة لا يختلف عليها السوريون ولا العرب لو نجحت وجنبت سورية مزالق خطورة ما بعد زوال النظام" .