د. عبد العزيز حسين الصويغ لم أصدق الحوار الذي دار على صفحات تويتر بين شخصين وجه الأول للثاني سؤالاً قال فيه: - «أتمني الرد يا اخ (...) هل أنت مدرس مادة الرياضيات في مدرسة طلحة بن عبيدالله الابتدائية في عام 1414 قبلها أو بعدها أنا أحد طلابك» - فرد الآخر قائلاً: «حياك الله أخوي (....) بالضبط عام 1413 - فأجابه الأول: «وبسببك كرهت الدراسة مما أثر على حياتي النفسية وكل سنة أرسب والآن عسكري ولله الحمد وان شاء الله لنا وقفة أمام الجبار يوم القيامة»!!! *** موقف صاعق .. وضربة ساحقة ماحقة، كما يقول معلقو مباريات كرة القدم في وصف تأثير بعض اللعبات والتهديفات الكروية. وهو موقف لا أعتقد أن المدرس المسكين كان يتوقعه من أحد طلابه القدامى. لكنه يحمل قدراً من القهر تحول إلى حقد وكراهية ظلت كامنة في وجدان الطالب/الرجل المقهور، وعبر عنها بالشكل الذي ظهر في تغريدته التي حملها في داخله 22 عاماً، أفرغ فيها شحنات الحقد والكراهية التي كانت تثقل وجدانه. *** وقد خبرت شخصياً كلا الموقفين، فعندما كنت طالباً عقّدني مدرس الرياضيات، لكنني نسيت اسمه، ولم أحمل عليه، بل رأيت أنه ربما كان له أثر في توجيهي الى المجال الذي أحببته أكثر. كما أنني عملت أيضاً في مجال التدريس لمدة تقارب ثلاث سنوات في كلية التجارة بجامعة الرياض، وبعد قراءة تعليق صاحبنا .. أحمد الله اليوم بأنها لم تستمر أكثر وإلا لا أدري كم هم اليوم عدد الذين قد أكون قد تركت في قلوبهم حقداً أو ضغينة يحملونها عليّ حتى اليوم؟! *** والواقع أن الحقد أمر بشع وكريه يصيب أول من يصيب صاحبه. وإذا كان البعض يتحدث عن حقد بعض الحيوانات، فقد أثبت هذا المثال الواقعي لنا، أن حقد الإنسان يتجاوز غيره من الكائنات الحية. فحقد الإنسان على أخيه قديم قدم البشرية. فقد أخبرنا القرآن أن قابيل كان يحقد على أخيه هابيل وهم أبناء سيدنا آدم رغم أن قابيل كان أكثر من هابيل في الجسم والجمال ولكنه حقد عليه لأنه نظر إلى ما لهابيل من نعم ولم يحمد الله على ما آتاه من نعم ... وهكذا *** وقد ثبت أن الحقد يؤثر على الإنسان وقد يوديه الى المرض فالمشاعر السلبية من غضب وكره وحقد، كما يقول المختصون، تؤثر فعلياً على الصحة الجسدية، وكذلك على الصحة العقلية، وبالتأكيد ستتأثر الأبعاد الروحية أيضاً. وقليل هم أولئك الذين يتسامون فوق المواقف، ولا يقفون عند التجارب المؤلمة ويتجاوزونها ويجعلونها عبرة لهم لخوض غمار الحياة. وهنيئاً لمن كان منا مثل (أبا ضمضم) الذي كان إذا آوى إلى فراشه قال: «اللهم إني لا أملك ديناراً ولا درهماً ، أتصدق به على المسلمين ، اللهم إني قد تصدقت بعرضي على من أصاب منه شيئاً من المسلمين ، فلا أطلبه به في دنيا ولا آخرة.» *** وأخيراً ... لا أدرك بالطبع سبب موقف الرجل من مُعلمه القديم، وقد نبهني صديق الفيس بوك فهد فتيني أن لا أحكم عليه بالحقد قبل أن أعرف حيثيات القصة وأن «هناك جانباً آخر.. ظلم ومرارة شكوى ... والله أعلم» .. أنا شخصيا أؤمن بالحديث القدسي الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتِ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ». نافذة صغيرة {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} - فصّلت 34 [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain صحيفة المدينة