عدن فري|متابعات: في الوقت الذي أجلت الدائرة الادارية في المحكمة الكلية خلال جلستها أمس الدعوى المرفوعة من المحامي بسام العسعوسي ضد جمعية الاصلاح الاجتماعي إلى جلسة 11 مارس المقبل للاستماع إلى رأي الحكومة في شأن ما ورد في صحيفة الادعاء عن خروج الجمعية عن مقتضى الترخيص الممنوح لها, نقلت أوساط خليجية رفيعة المستوى عن عواصم خليجية استياءها مما وصفته ب"الدور المشبوه الذي يلعبه الفرع الكويتي لجماعة الاخوان المسلمين" في عدد من الدول العربية. وقالت "السياسة"الكويتية ان الأوساط الخليجية ابلغتها بأن "هناك قلقا متزايدا حيال الدعم المالي والسياسي الذي يقدمه اخوان الكويت إلى الجماعة الأم في مصر التي أعلنتها الحكومة المصرية قبل أيام "تنظيما ارهابيا محظورا", مؤكدة أن هذا الدعم لا يخدم الأمن والاستقرار في مصر الذي تنشده أغلب الدول الخليجية, وبينها الكويت. وقالت: إن "دوائر صناعة القرار في احدى هذه الدول تتدارس امكان ادراج المسألة على جدول أعمال أقرب اجتماع, لا سيما في ظل تأكيدات جهات دولية أن "اخوان الكويت" يمثلون الداعم الرئيس للجماعة المحظورة في مصر, وهو ما لم يعد مقبولا في ظل ما تشهده من تفجيرات واغتيالات يعتقد أن الجماعة ليست بعيدة عنها. وأوضحت أن الدور الذي يلعبه "اخوان الكويت" يسيء إلى أمن واستقرار دولة عربية مهمة في المنطقة وذات علاقات تاريخية مع الكويت, ويعمق الانقسام الداخلي فيها, وهو بالتأكيد لا ينسجم ولا يتناغم مع سياسة الكويت الخارجية التي تقوم على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى, بل على العكس يهدر كل الجهود التي تبذل لرأب الصدع, مشيرة إلى أن "الفرع الكويتي" كان يمكن أن يقوم بدور مهم وكبير في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء واصلاح ذات بين أبناء البلد الواحد, في حال التزموا الحياد وتخلوا عن انحيازهم السافر وأسدوا النصيحة الصادقة إلى "اخوان مصر" بالتخلي عن العنف وانتهاج الحوار سبيلا للخروج من الأزمة. ورأت الأوساط الخليجية أن تعاظم هذا الدور ربما يتسبب في شيء من الحرج للكويت مستقبلا, خصوصا مع اصرار قيادات ورموز الجماعة على الزج بأنفسهم في أتون الأزمة المصرية والتدخل فيها بشكل يومي,مشيرة الى أن بعض تغريدات هؤلاء يحفل بالاساءة إلى مؤسسات وأشخاص لها دورها ورمزيتها في القاهرة. في الوقت ذاته نبهت الأوساط الخليجية إلى خطورة استيراد الأزمة المصرية لتلقي بظلالها على الوضع الداخلي في الكويت, محذرة من تزايد حدة الاستقطاب والاصطفاف على خلفية قضايا ومسائل خارجية. وإذ أكدت الأوساط تفهمها وتقديرها للدور الانساني والاجتماعي الذي تمارسه بعض جمعيات النفع العام الكويتية, شددت في الوقت ذاته على أهمية أن يبقى هذا الدور منضبطا وملتزما حدود القانون وألا ينزلق الى هاوية السياسة واشكالاتها المعقدة. وكانت الدائرة الادارية في المحكمة الكلية قد نظرت أمس الدعوى المرفوعة من المحامي بسام العسعوسي للمطالبة بتصفية جمعية الاصلاح الاجتماعي بسبب ما اعتبره خروجا منها على قانون عملها المتمثل في الشأن الدعوي الديني إلى الخوض في الأمور السياسية بما يخالف قانون جمعيات النفع العام. وحضر للترافع ضد الجمعية نقيب المحامين المصريين سامح عاشور بدعوة من العسعوسي وبموافقة وزارة العدل. من جهته رد النائب نبيل الفضل على الهجوم الذي شنه "مغردو الاخوان" على المحامي بسام العسعوسي. وقال في تغريدة عبر "تويتر" أمس : "إننا لم نستغرب عويل أيتام مسيرات كرامة وطن بدفاعهم الهستيري عن جمعية الاصلاح بل نستغرب صمت التحالف الوطني والمنبر الديمقراطي حيال جمعية نفع عام طالما تدخلت في السياسة ضاربة بالقانون عرض الحائط وهو القانون ذاته الذي تم حل نادي الاستقلال بموجبه", معتبرا أن "المضحك هو مستوى تفكير محامي الجمعية الذي خرج عن مضمون القضية ليجتهد في تكفير العسعوسي واخراجه من ملة الاسلام" – على حد قوله. عدن فري