في ذكرى انتصارها ال 35 .. أبوشريف: الثورة الاسلامية نموذج يمكن الاستفادة منه في إحداث التغيير في المنطقة هنأ ممثل حركة الجهاد الإسلامي في طهران ناصر أبو شريف، القيادة والشعب الإيراني في الذكرى الخامسة والثلاثين لانتصار الثورة الإسلامية في ايران. طهران (فارس) وقال أبو شريف في مقابلةٍ مع مراسل وكالة أنباء فارس، بهذه المناسبة الخالدة: "الثورة الإسلامية الإيرانية بطريقة انتصارها من خلال قوة الشعب تحت قيادة صادقة، قوية، صامدة وواعية، تشكل أنموذجًا وتجربة يمكن الاستفادة منها في إحداث التغيير في المنطقة". وفيما يلي نص اللقاء بالكامل: فارس/ تأتي الاحتفالات بانتصار الثورة الإسلامية في ذكراها الخامسة والثلاثين، ولا تزال إيران تعيش أوج عنفوانها وعطائها، على الرغم من المحاولات المتلاحقة لحصارها، بغية ثنيها عن دعم قضايا المستضعفين في الأمة .. كيف تفسرون ذلك الصمود، وسر التحدي الذي تبديه طهران؟ أبو شريف: أولًا ومن خلالكم نهنئ الأمة الإسلامية، والشعب والقيادة الإيرانية وعلى رأسها سماحة السيد القائد (آية الله) علي خامنئي (حفظه الله)، بذكرى انتصار الثورة الإسلامية المجيدة، الثورة التي انتصرت للشعب الإيراني، وانتصرت لكل المستضعفين في العالم، وانتصرت لفلسطين المظلومة.. أما سر هذا العطاء والعنفوان المتعاظم، فيعود لجملة من الأسباب: أولًا: باعتقادي أن الثورة الإسلامية عرفت عدوها بشكل صحيح، وشخصته من البداية، وهذا ما يجب أن نؤكد عليه عندما نرى الخطأ الذي وقعت به الحركات الإسلامية بعد الثورات العربية، فهي لم تعرف عدوها بشكل صحيح، ولم تشخص أصدقاءها بشكل صحيح.. ثانيًا: إشراك الجميع في الثورة، ونتذكر أول حكومة إيرانية لم تكن للأشخاص المقربين من الإمام الخميني (رحمه الله) بالرغم من شعبيته الجارفة، وهذا تأكيد على إشراك الجميع، وعدم حصرها في فئة معينة.. ثالثًا: التجديد المستمر مع الثبات على الخط العام، فإيران على مدى الخمس وثلاثين سنة الماضية شهدت أكثر من ثلاثين عملية انتخابية كبيرة.. وبالرغم من ذلك حافظت على خط واحد ولم تتغير مواقفها، فخطها ما زال ثابتًا وصامدًا، على مستوى الداخل؛ النضال السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي لخدمة الشعب الإيراني، وعلى مستوى الخارج؛ الانتصار للمظلوم ضد الظالم ومواجهة المستكبرين.. فارس/ بلا شك أن الثورة الإسلامية في إيران كانت ولا تزال مصدر إلهام لكفاح الشعب الفلسطيني المتواصل ضد الاحتلال، حدثنا عن هذه العلاقة المتشابكة. أبو شريف: الشعب الفلسطيني شعب مناضل وحي، وتعرض لمؤامرات كثيرة وكبيرة، كانت أكبر من طاقته بكثير، وكانت تسانده الشعوب العربية والإسلامية، وكانت تقف إلى جانبه ولو بشكل جزئي بعض الحكومات العربية، ولكن عندما انتصرت ثورة الشعب الإيراني المسلم، وكان على رأسها عالم دين رباني صادق، كانت الفرحة أكبر وهذا السند بعد الله تعالى يمكن أن يعتمد عليه لأنه صادق، ويقف إلى جانب فلسطين بشكل مبدئي مبني على اعتقاد ديني وأخلاقي وإنساني وسياسي. كما أن الثورة الإسلامية الإيرانية بطريقة انتصارها من خلال قوة الشعب تحت قيادة صادقة، قوية صامدة وواعية، تشكل أنموذجًا وتجربة يمكن الاستفادة منها في إحداث التغيير في المنطقة. فارس/ برأيكم كيف نجحت هذه الثورة في إسقاط النظام الملكي؟.. وهل هناك أبعاد مشتركة بينها وبين الثورات العربية الحالية؟ أبو شريف: الشعب الإيراني كما كل شعوب المنطقة كان يبحث عن العزة والكرامة، قبل الحاجات الأخرى، يريد أن ينهض وأن تنهض الأمة كلها، وهو كشعب مسلم عريق كان رائدًا في كل المراحل التاريخية، وتميزت ثورته بأنها ثورة شعبية سلمية وكان يقف على رأسها عالم رباني صادق وشجاع قلّ في التاريخ نظيره عبّر عن رغبات الشعب بكل صدق، وحافظ على مطالبهم حتى تحقق الانتصار.. فارس/ فور انتصار الثورة في إيران في شباط/ فبراير عام 1979، حوربت من أنظمة معروفة في المنطقة العربية، وهنالك من عمل على التفزيع منها، وتصوريها على أنها خطر يتهدد الأمة ووحدتها.. برأيكم ما هي أبعاد تلك السياسة؟ ومن محركها الأساسي، الذي استخدمت فيه أدوات سياسية، دينية وإعلامية؟ أبو شريف: الأمة يجب ألا تنهض قرار غربي أتخذ منذ زمن بعيد، وكل ما جرى في القرنين الماضيين كان لمنع الأمة من النهوض، وتحقيق أي شكل من أشكال الوحدة، كما أن سياسة الغرب في المنطقة قائمة على معادلة منع أي طرف في المنطقة من أن يتفوق على "إسرائيل"، إيران تحررت، ويقودها عالم مسلم يدعو إلى النهوض، وإلى وحدة الأمة، وإلى العودة إلى هويتها ويدعو لمحاربة الغرب والكيان الصهيوني، هذا يشكل تهديدًا كبيرًا لمشروع الغرب في المنطقة فلذلك حاربوا إيران الثورة الإسلامية، ومعروف أن أميركا لها أدوات في المنطقة تحارب من خلالها فتحركت للقيام بهذا الدور الوظيفي في تحجيم الثورة، ومنع امتدادها، وتهديدها لأنظمتهم الوكيلة ولمشروع الغرب في بلادنا .. فارس/ بفضل الثورة الإسلامية وصلت إيران إلى مكانة رفيعة، وحققت قفزات نوعية كبيرة في كافة المجالات، وأصبحت دولةً نووية .. ألا ترى أن هذه العوامل بالإضافة لدعم القضية والمقاومة الفلسطينية باتت مصدر استعداء الغرب لطهران، ومحاولاتهم اليائسة إسقاط نظام الحكم الإسلامي فيها؟ أبو شريف: أكيد كما بينت في السؤال السابق، الغرب لا يريد للأمة أن تنهض ولا يريد لها أن تتوحد، هم يريدونها متخلفة ومأزومة حتى يظلوا مسيطرين عليها وعلى ثرواتها، وحتى يظل المشروع الصهيوني بعيدًا عن الخطر.. أي بادرة عكس ذلك يجب أن تحارب، وأن تجهض، لذلك رأينا الحرب الشعواء على إيران على مدى الأعوام الخمسة والثلاثين الماضية. فارس/ مؤخرًا توصلت إيران إلى اتفاق مرحلي في جنيف مع مجموعة دول (5+1) بخصوص برنامجها النووي، لماذا أقلق هذا دولًا في المنطقة العربية و"إسرائيل"؟ .. وكيف تقرأون هذا التطور السياسي، وانعكاسه على مواقف طهران المبدئية، لاسيما تلك التي تتعلق بالقضية الفلسطينية؟ أبو شريف: هنالك أنظمة عربية للأسف كانت تُنظّر منذ سنين، وتعمل على تحويل إيران إلى عدو بدل "إسرائيل"، من خلال التخويف من إيران الإسلامية تارة، ومن إيران الشيعية، ومن إيران الساعية للنفوذ تارة أخرى، وحشدوا كل أدواتهم لذلك، وكان الغرب يساعدهم بل هو من يُحرّكهم. الآن وبعد أن رأت تلك الأنظمة، الغرب يسعى باتجاه إيران، ورأت التحول في سياسة أسيادهم، شعروا بالقلق لاسيما بعد فشل محاولاتهم المحمومة، لذلك وقفوا جنبًا إلى جنب مع "إسرائيل" في قلقها من هذه السياسة التي اتبعها الغرب غير القادر على القيام بحرب في ظل هذه الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها، وفي ظل التحولات الدولية التي تحتاج إلى ترتيبات جديدة.. /2336/ 2868/ وكالة انباء فارس