ندى عبد الكريم, شاعرة الحس و الأبجدية المتمردة ندى عبد الكريم شاعرة ,متميزة, حقا, تطلق صورها الشعرية المُحلقة, من فضاء للحس ثري و متسع, ركيزتها خيال ,مجمح ,خصيب,لغتها التحدي, تصف ُ فتبهر, تباغت حدائق الحروف,أبجديتها المتمردة..فتتسع مساحات العطر و السرد.. المبدعة ندى, ترسمُ, لا تقلد أحدا, مجددة في قصيدة النثر..ربما, ما بعد قصيدة النثر الطليقة..ربما لا يطيب لها مصافحة يد التقليد وعاديات الطرائق الشعرية المعتادة..هي بهذا تقدم نصوصها على أطباق المعاني و الدلالات التصويرية الباسقة. ندى الشاعرة, تحفر في باطن القول اللغوي, كنزها عفويتها المتوثبة, أدواتها حلمها, المخيال المتجاوز, دفقات مكثفة مقتصدة, تهب نصوصها ,خاصية الصدق وملكة الدفء الوجداني ,ومباغتات الوصول,لموانىء القصد و التبليغ. ندى عبد الكريم, شاعرة تشاغب,لا تضع لقصائدها عناوين , فتسفر رحلاتها الشعرية مغامرات مزنرة بالعذوبة و نكهات الإبداع المعافى. عين ندى التي تكتب وترسم وتصور وتعشق..لا تقرأ سوى دهشتها..غجرية تحمل على كفيها قصائدها الصادرة عن براءة ملفتة ..براءة تعثر عن خامة الشعر دون أن تبالي كثيرا بالتقعيد والأجناس الأدبية و المناهج.. كأنما تبعد اللغة عن مسالك المتعارف عليه,من قواعد و أحكام و أساليب نظم و مدارس شعرية, لتشق طرقها التعبيرية من منفذ آخر..هو اللغة ذاتها في رونق التحديث الجريء.. في هذا النص,أدناه ,للدهشة حضور دائم, كل جملة لقطة و حدث..كل مشهد شعري يقود نبضات المتلقي للتعرف على عالم "ندى عبد الكريم" الزاخر بالوجبات الشعرية الساخنة و الطازجة..الوافر بالمفاجآت الدافئة.. في هذا النص,أيضا,ستة خواتم من الياقوت الشعوري تلمع في أصابع لغة من خصوبة ٍ وتميز وبنية, لا تتقصد شموخها الأدبي,غير أنها ,بصمت وجمال,ترتفع و ترتفع. و تبقى للمبدعة الصديقة ندى,فرادتها , كشاهد على تحولات نصيه, عميقة و مؤثرة, في جسد المشهد الشعري الراهن,حيث تتأثر اللغات والقلوب و الحواس ,بتقنيات العصر و سرعة معالجة الزمن بمصاحبة منتج شعري آسر, يشي بأن هناك شيئا ما..يحدث للقصيدة النثرية في درجة البهاء من الكتابة و التعبير.. نصوص من ندى عبد الكريم: عندما تتسَربَلُ من بين أصابعي ك ارتعاشاتِ الماءِ لحظةَ جنون كلّ الرّسائلِ النّحيلة تتحنّطُ في زوارقِ الشّوق ونلتقي ك حرائِقَ هاربة تحلّقُ في سُفوحِ دمائِنا فتشبِهُنا الموسيقى وأُرجوحةَ أحلامِنا الطّفوليةِ تعمُّنا الفوْضى فتستيْقظُ حواسُنا النائمةِ إعصارُ جسدٍ يتضرّعُ ل قارّاتٍ سحيقة تتعالى شهْوةُ الأفقِ المُتأجّج ألفَ توْقٍ وعناقاً في آخر السّطر ! - الله ... يكْسوني الرّماد خاصرةُ الشّوقِ جائِعةٌ وأنا مالحة مالحةٌ جداً سئِمتُ التشرّدَ بين ضلوعي يتناسلُ كالخطايا ف شواطيء الذّاكرة ُ يشْهَقُها غُبارُ المدينة من غُرّتها تنزِفُ ألماً وحُلم شتاءً وخوف! - صوتُ عينٍ ضريرةٍ تقرأُ الرّيحُ همسَها فينهمِرُ المطر عطرٌ يتيمٌ على صهوةِ الضّمور آخرُ رسالةٍ مضَغتْها السماء تسطو الزّنابقَ رعشةُ البحر ك فزّاعةٍ تتصوّفُ الغيابَ فتَنوح ! سليمان نزال دنيا الوطن