الشارقة - عثمان حسن: في الأمسية السادسة من فعاليات مهرجان الشارقة للشعر الشعبي التي عقدت مساء أمس الأول في قصر الثقافة، مال الشعراء المشاركون إلى تجريب أكثر من غرض شعري بين الغزل والحكمة والأخلاق وحب الوطن وبدا واضحا ميل الشعراء إلى تقديم قصيدة بمواصفات تليق بهذا الشعر الذي يدخل إلى القلب مباشرة سواء من حيث الأداء أم اللغة السهلة البسيطة التي يطلق عليها الشعراء الشعبيون "اللغة البيضاء" أم من خلال القيمة الفنية التي برزت فيها قدرة متفاوتة بين الشعراء على اقتناص الصورة الشعرية التي تنطوي على مفارقة وإدهاش . شارك في الأمسية محمد الضباعي "الإمارات" وإيمان بكري "مصر" وسهيل الحبسي "عمان" و نواف الجربا "العراق" . محمد الضباعي الذي امتاز بكتابة القصائد الاجتماعية والوطنية، والمعروف بغيرته على اللغة العربية قرأ قصيدة تدفع باتجاه عشق هذه اللغة وضرورة الحفاظ عليها ونشرها بين الأجيال وامتاز بصوت قوي وحس دافئ وقدرة على جذب انتباه الجمهور وقرأ الضباعي أكثر من قصيدة، ومن أجوائه تلك القصيدة التي عنوانها "يا صاحبي" وجاء فيها: يا صاحبي يا خوي يا كل الصحاب يا طيّب بالذكر في كل السمات بنشدك هل في خاطرك سيرة شباب والا تفضل سيرتك ويا البنات مدري وش اللي صغّر بعيني شباب يتزاعلوا ما بينهم لجل السبات كل واحد منهم تلّحى بالشناب وياللأسف ما عاد فالعزه ثبات يا خوي تسمعني تراني فالصواب خلك عزيز بمنحى كل الجهات ولا يغرك اللي منوره تحت الحجاب يمكن عوايدها عزيزه بالثبات العز يبقى عز بقلوب الذياب والغير مثل اللي تغطى بالعبات سهيل الحبسي تميز شعره بتدفق العبارة والسلاسة والتنوع في استخدام الأساليب الشعرية ودارت قصائده حول موضوعات عدة . يقول في قصيدة بعنوان "القلب والروح" ويصور من خلالها خفق قلبه ونبض مواجعه تجاه الحبيبة: القلب والروح باحساس العشق نادوك يا ناعس الطرف لى ما قوى على فرقاه بروح لكن راجعلك بدون شكوك لاني احبك ولا يمكن اعيش بلاك ما شفتني كيف يوم اودعك مربوك كاني تكهربت ما بين اشتباك اسلاك قفيت عنك وانا كاني ادوس الشوك حالي شرى حال من لكن فقد الاملاك اسمك فقلبي من الماس وذهب مسبوك عاشت الاسامي وعاشت روح من سماك محبتي لك تضاهي حب من ربوك الحظ يابك ودارت بي عليك افلاك بدوره عرج نواف الجربا التي تأثر ببيئته البدوية على موضوعات تنهل من الشعر التراثي الأصيل حيث قضايا المجتمع وهموهه الوطنية، كما قرأ قصائد في الغزل وفي أشعاره كانت صفات الكرم والأصل الطيب ومكارم الأخلاق واضحة تماما، ومن أجوائه قصيدة بعنوان (ابسأل) التي تصور شغف المحب ولهفته تجاه الحبيبة ومنها: ابسأل كان لي خاطر تجاوب لو على شاني ابسأل لو انا مثلك اخونك واتركك واجفاك عشان اتعيش هاللحظه شعورك يوم تجفاني عشان اتشوف هالدنيا غريبه والزمن فتاك عشان اتشوف هالعالم غريبه والزمن فاني عشان اتشوف من صنته غريبه للاسف خلاك ابيك اتعيش كل لحظه سهرته حاضن احزاني ابيك اتعيش كل موقف تحملته عشان ارضاك ابيك اتعيش لوعاتي وابيك اتشوف اشجاني وابيك اتشوف من بعته جلس في وحدته يرجاك رجيتك لين ما دمعي بدا يستوطن اعياني رجيتك لين ما قلبي صرخ من لهفته يبغال ترى من يصدق بحبه حشا ما يحتوي ثاني وترى من باع محبوبه يضيع عزته شرواك ايمان بكري تذكر المستمع بمدرسة الراحل أحمد فؤاد نجم ويتميز شعرها بعذوبة الألفاظ ورقة وسلاسة الكلام، تميز أداؤها بالجمال وهي تقرأ أكثر من قصيدة بينها واحدة في مديح الإمارات بوجه عام، وفي إنجازات الشارقة مجسدة في انجازات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رجل الثقافة والعلم . ومن أجواء ايمان بكري قصيدة بعنوان (ما ينفعشي) التي تتذكر من خلالها الشهداء والتضحيات التي قدمت فداء وطنها مصر الباحث عن الحرية ودحر الظلم والخروج من أتون العاصفة والغفلة نحو الضياء المتفتح بعوالم النور والإشراق: يدوم الليل وشمسه تغيب ما تطلعشي ما ينفعشي نقول الاه ما توجعشي لصوت مظلوم ما ينطقشي لطير مسجون ما يحلمشي ما ينفعشي تخلي الأرض ما تدورشي ولو شايله في بطن النور عيال وزهور ما تطرحشي ما ينفعشي لدم شهيد بحلم وليد حقوقه تضيع ما ترجعشي ما ينفعشي نغمي عيوننا ونطاطي ونمشي خلف للماضي ونحلم حلم ع الفاضي ولسه الدم ما بردشي ما ينفعشي *** عشان شمسك وهمسك يسري جوانا ضيا وشروق . . ونبض عروق يفز يفوق من الغفلة ولا ينامشي تغيب شمسك ما تطلعشي ما ينفعشي الخليج الامارتية