بالنسبة إلى الروس الذين يشاهدون أخبار التلفزيون الحكومي خلال الفترة الممتدة من أسابيع ماضية عدة، فإن الرسالة التي يبعث بها حول الاضطرابات السياسية في أوكرانيا واضحة تماماً، ومفادها أن الاحتجاجات ضد الحكومة هي مجرد مؤامرة أميركية. ولوأخذنا على سبيل المثال نشرة أخبار المساء في 22 يونيو في القناة الأولى الروسية، فإنها قدمت التحليلات التالية عن تلك الاحتجاجات: نائب رئيس البرلمان الروسي (الدوما) سيرغي جيلزنييك من روسيا الاتحادية يقول: «الجماعات السياسية والمدنية الغربية تمول الفاشيين في أوكرانيا سراً وعلانية». رئيس الحزب الروسي الشيوعي غينادي زيوغونوف، يقول: «وزير الخارجية الأميركي يوجه كيفية السيطرة على الوزارات السيادية في أوكرانيا». البرلماني الروسي ميخائيل يميليانوف من حزب «روسيا فقط» يقول: «القوى الغربية تدعم العنف بين المحتجين». وإضافة إلى ما سبق فإن المذيع في «روسيا الأولى»، ديميتري كيسليوف، قال في 23 يناير إن الولاياتالمتحدة ترسل مبالغ ضخمة للمعارضة عبر البريد الدبلوماسي (ولم يفسر كيسليوف كيف اكتشف المال إذا كان يتم نقله عبر البريد الدبلوماسي). وفي هذه الأثناء كان زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي، فلاديمير جيرنوفسكي، قال على تلفزيون روسيا الأولى: «جاء الأميركيون إلى أوكرانيا تماماً كما جاء النازيون إلى بولونيا، حيث يحملون هدفاً واحداً مفاده محاولة السيطرة على روسيا». وأما المحللة السياسية الروسية فيرونيكا كراشينينكوفا، المعروفة ببغضها الشديد للولايات المتحدة، فقالت في القناة ذاتها: «الولاياتالمتحدة فتحت جبهتها الغربية في أوكرانيا، وهي المرحلة الأخيرة من هجومها ضد روسيا». وتعتقد السلطات الأوكرانية أيضاً أن مؤامرة غربية تقف خلف الاحتجاجات. وفي الوقت ذاته كرر الكرملين ووزير الخارجية والبرلمان إصدار تصاريح تشجب «التدخل الغربي» في أوكرانيا، متجاهلين في الوقت ذاته التدخل الروسي بالتحديد، خصوصاً الضغوط التجارية التي مارستها روسيا على أوكرانيا كي تمنعها من الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي أدى إلى الاحتجاجات. وفي حقيقة الأمر فإن أسباب اندلاع الاحتجاجات في أوكرانيا ليس لها أي علاقة بالولاياتالمتحدة، وإنما تتعلق بحكم الرئيس فيكتور يانكوفيتش، حيث بدأ المزاج العام بالتحول ضد يانكوفيتش في أكتوبر عام 2010 أي بعد ستة أشهر من انتخابه، عندما ضغط على المحكمة الدستورية كي تعزز من سلطاته الرئاسية. الامارات اليوم