نصح كبير المفاوضين النوويين الايرانيين عباس عراقجي المسؤولين الاميركيين بعدم تكرار التجارب الخاطئة مشددا "اننا لانسمح لاحد بتحديد جدول اعمالنا في المفاوضات". طهران (فارس) وقال عراقجي ، في تصريحات ادلى بها خلال حوار تلفزيوني حول الخطوات المنجزة بعد اتفاق جنيف، ان مايرتبط بتنفيذ اتفاق جنيف هو ان الامور تجري وفق الاتفاق وينفذ الجانبان التزاماتهما حسب المواعيد المحددة ولم تحدث مشكلة لحد الآن. ووصف عراقجي مفاوضات الحل النهائي والتي حدد موعدها في 18 شباط / فبراير الجاري ، بالشاقة وينبغي ان لايتجاوز امدها عاما واحدا وفق اتفاق جنيف. واكد ، انه اذا اتصف الجانب الآخر بنية حسنة ورغبة اكيدة وتجنب الاطماع فانه بالامكان التوصل الى اتفاق في غضون الاشهر المقبلة والى حل شامل يثمر عن ازالة الحظر المفروض على ايران. وحول اماكن انعقاد المفاوضات في مقرات الاممالمتحدة قال عراقجي ، ان الاتفاق مع 5+1 يقضي بان تنعقد في جنيف وفيينا ونيوريورك ، الا ان نيويورك لم تكن تتسم بالظروف السياسية المناسبة لانعقاد المفاوضات فضلا عن ان الوفد الايراني المفاوض لم يكن راغبا بالتوجه الى نيويورك وفي جنيف ايضا لم يكن الامر ممكنا بسبب استضافتها لمفاوضات حل الازمة السورية لذلك تقرر انعقاد المفاوضات في فيينا. وعما اذا كانت جولة المفاوضات النووية الاخيرة بين ايران والوكالة الدولية التي انعقدت في طهران لمدة يومين تترك تاثيرات على المفاوضات بين ايران و 5+1 قال ان هاتين العمليتين لهما تأثيرات متبادلة سواء كانت ايجابية او سلبية الا انهما تقعان ضمن مسارين مختلفين. واوضح ، ان التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يتم وفق معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT) واتفاقية السلامة والامان ويتم تقديم الردود على اسئلة الوكالة لتأكيد الشفافية في البرنامج النووي الايراني. وتابع: انه خلال يومين من المفاوضات مع الوكالة الدولية تم التباحث حول التعاون بين الجانبين وتحديد 7 مواضيع وسيتم تقديم المزيد من الايضاحات في غضون الاشهر الثلاثة المقبلة ونأمل أن يخرج من جدول اعمال الوكالة. واردف، انه ينبغي التأكد ان اسئلة الوكالة الدولية وشعورها بالقلق ينبع من اسس عقلانية وليس لخلق الذرائع الرامية لتحقيق اهداف اخرى. واكد ان الهدف من اتفاق جنيف بين ايران و 5+1 لايتمثل بتطبيع العلاقات بين ايران واميركا او ايران والغرب وليس الهدف منها التوصل الى اتفاقية صداقة بل ان الخلافات مع اميركا تبقى في محلها ولم ندخل اساسا في عملية تطبيع العلاقات بل ان هذا الاتفاق يرمي لايجاد حل لاحد المواضيع الخلافية بين ايران والغرب. وشدد ان المشاكل والخلافات ستبقى مع اميركا حيث ان ايران تختلف معها حيال عشرات المواضيع كالقضية الفلسطينية والاطماع والغطرسة وغيرها وان ايران ماتزال تعتبر اميركا الشيطان الاكبر واتفاق جنيف لن ينهي الخلافات بل ان ايران ستستمر في مواجهة نظام الهيمنة. واكد ان ايران تستمر في معارضة السياسات الاميركية الاستكبارية "وانه يتم الآن السيطرة على احدى المواضيع الخلافية والمثيرة للتوتر بحيث ان ايران تنال حقوقها ومطالبها وتثبت برنامجها النووي السلمي ومنه نشاطات التخصيب وفي المقابل ازالة القلق الذي تشعر به اميركا والآخرون ازاء مزاعم انتاج ايران للاسلحة النووية. وشدد على ان ايران لاتمتلك اي برنامج لانتاج الاسلحة النووية "واننا نعارض الحصول على هذا السلاح وفق ادلة فقهية واستراتيجية". واوضح ، انه ليست هناك اي خطة لاقامة علاقات ما بين الجانبين حيث "يتوقع البعض ان تدع اميركا عداءها لايران جانبا ويتساءل هؤلاء حول اسباب عدم تخلي اميركا عن مناهضتها لايران ويجب القول ان اميركا هي نفسها التي بدأت بمناهضة ايران بعد انتصار ثورتها الاسلامية وماتزال على مواقفها العدائية طيلة الاعوام السابقة". واشار الى مواقف المسؤولين الاميركيين وتصريحاتهم خلال الاسابيع الاخيرة ومنهم الرئيس ووزيري الخارجية والمالية ومساعدة الخارجية وندي شيرمان وقال ، ان هذه المواقف تعبر عن استمرار العداء والروح الاستكبارية لهؤلاء الا انها تؤكد ضعفهم في ذات الوقت وبالتاكيد ان هذه التصريحات تنطلق من موقع الضعف. واضاف ، ينبغي ان يوضح المسؤولون الاميركيون للكونغرس وحلفائهم في المنطقة وخارجها عن اسباب فشلهم في مواجهة ايران. ووصف تصريحات المسؤولين الاميركيين بانها جاءت من موقع الضعف وتحمل الوقاحة والانفعال وقرع الطبول قرب موعد مفاوضات الحل النهائي واعتبرها غير مقبولة. ونصح المسؤولين الاميركيين لاسيما كيري وشيرمان الذين يطلقون مثل هذه التصريحات ان لايكرروا تجاربهم في الوقوع باخطاء سابقة. واوضح ، ان الجانب الآخر ادرك خلال جولة المفاوضات السابقة في جنيف ان الفريق الايراني النووي المفاوض لايرضخ للضغوط ولايسمح لاحد بتحديد جدول اعماله طيلة المفاوضات. وتابع : انه ينبغي لكيري وشيرمان ان يدركوا ان اميركا بلد عضو كالآخرين في مجموعة 5+1 وليس من حق شيرمان وحكومتها تحديد جدول اعمال المفاوضات للجانب الايراني الذي لن يسمح لهم بذلك مطلقا. وشدد ان الفريق الايراني المفاوض لن يسمح لشيرمان بتحديد حاجات البلاد ولن يسمح لها وللاخرين باتخاذ قرارات بالنيابة عن الشعب الايراني وتحديد احتياجاته بل ان هذا القرار يعود على الفريق الايراني المفاوض. وشدد ان الوفد الايراني لن يرضخ لاي ضغوط نفسية وسياسية واعلامية وليس هناك مايدعو لمنح الامتيازات للجانب الآخر و" لن نسمح بممارسة اي ضغوط وفرض للاراء في المفاوضات". وردا على تصريحات شيرمان القائمة على ان قضية الصواريخ الباليستية سيتم ادراجها في الاتفاق النهائي اعرب عن رفضه لهذا الموقف وقال ان موضوع المفاوضات لايخرج عن البرنامج النووي و"لن ندخل في مواضيع اخرى مطلقا". / 2811/ وكالة الانباء الايرانية