يعتبر الكثيرون الدوري الإنجليزي الممتاز «بريمير ليج» المسابقة المحلّية الأفضل في العالم لتنوّع أبطالها وعدم اقتصار المنافسة فيها على فريق واحد فضلاً عن قوّة مبارياتها والحماس الذي يرافق أحداثها، والإثارة التي تصدّرها من خلال الجماهيرية الطاغية والرتم السريع والتغطية الإعلامية الواسعة، لكن ما لا يعرفه البعض في العالم العربي إنّ هذه البطولة الشهيرة مليئة باللاعبين المسلمين، وبعضهم يمثّل أضلعًا رئيسة في صناعة متعة البريمير ليج. ويعد أحدّ أكثر النجوم المسلمين تألقًا خلال الموسم الحالي من الدوري الإنجليزي هو الشاب الواعد عدنان يانوزاي جناح فريق مانشستر يونايتد والذي أبهر الجميع بمهاراته على الطرفين ومن العمق حتى بات عنصرًا أساسيًّا في تشكيلة المدرّب دافيد مويس باستثناء بعض المباريات الأخيرة عقب تعافي واين روني وروبن فان بيرسي من الإصابة. يانوزاي أتمّ لتوّه عامه ال19 قبل يومين، وهو يملك 3 جنسيات (البلجيكية والألبانية والتركية)، وتعود أصوله إلى كوسوفو حيث هاجرت أسرته عام 1992 (قبل ميلاده ب3 سنوات) إلى بروكسل هربًا من ويلات الحرب اليوغوسلافية خلال تلك الحقبة. ويرافق يانوزاي في مانشستر يونايتد زميل مسلم آخر وهو البلجيكي مروان فيلايني المنتقل إلى «الشياطين الحمر» في الصيف الماضي قادمًا من إيفرتون، وهو لاعب دولي بلجيكي وُلد عام 1987 لأبوين مغربيين من مدينة طنجة، وكان أبوه ويدعى عبداللطيف حارس سابق لناديي الرجاء وحسنية أغادير. أمّا في الغريم المحلي مانشستر سيتي فيوجد 3 لاعبين من جنسيات مختلفة يدينون بالإسلام، أولهم الارتكاز العاجي المتألّق يايا توريه المتوّج بجائزة أفضل لاعب أفريقي خلال السنوات الثلاث الأخيرة، علاوة على المهاجم البوسني الدولي إيدن دجيكو، والفرنسي سمير نصري صاحب الجذور الجزائرية والتي تعود لأجداده المهاجرين من بلد «المليون شهيد» إلى مدينة مارسيليا الواقعة على الساحل الفرنسي الجنوبي المطل على البحر الأبيض المتوسّط. ويملك أرسنال متصدّر الدوري الإنجليزي حصة الأسد في اللاعبين المسلمين بالدوري الإنجليزي، حيث يضم بين صفوفه 4 عناصر منهم، أشهرهم الألماني مسعود أوزيل المنتقل للفريق خلال اليوم الأخير من الميركاتو الصيفي بعد خلعه قميص ريال مدريد، وتعود أصوله إلى تركيا كما يتّضح من اسمه. ويعتزّ نجم منتخب ألمانيا كثيرًا بدينه الإسلامي إذ يحرص على قراءة الفاتحة قبل بداية أية مباراة يشارك فيها، كما يصوم شهر رمضان كلما أتيحت له الفرصة، ويؤكّد دومًا على أنّ آيات الذكر الحكيم هي السبب في نجاحاته مع ريال مدريد أو منتخب الماكينات وحتى أرسنال الذي قدّم له الإضافة هذا الموسم. وبالإضافة إلى أوزيل هناك كذلك داخل أسوار النادي اللندني الظهير الأيمن الفرنسي باكاري سانيا المنحدر من أصول سنغالية، ومواطناه أبو ديابي ويايا سانوجو ذوا الجذور الإيفوارية. وفي تشلسي يوجد الجناح المصري اليافع محمد صلاح المنتقل مؤخرًا لقلعة الزرق من نادي بازل السويسري، وله مواقف مشهودة عبّر من خلالها عن افتخاره بديانته، كسجدة الشكر التي قام بها عقب تسجيله هدفًا في مرمى مكابي تل أبيب داخل قواعده، وإلى جوار صلاح هنالك السنغالي الدولي ديمبا كأحد ألمع مسلمي البريمير ليج، وإن كانت مسيرته تأثّرت كثيرًا بعد انضمامه لتشلسي من نيوكاسل. وبجانب هؤلاء يوجد 8 لاعبين مسلمين آخرين موزّعين على أندية الدوري الإنجليزي، وهم: العاجي حبيب كولو توريه شقيق يايا (ليفربول)، والمغربي مروان الشماخ (كريستال بالاس)، والبلجيكي من جذور ماليّة موسى ديمبليه (توتنام هوتسبر)، وزميله بنفس الفريق: الفرنسي من أصل مغربي يونس كابول (توتنام هوتسبر)، ومواطنه ولكن من أصل تونسي حاتم بن عرفة (نيوكاسل)، والسنغالي بابيس سيسيه (نيوكاسل)، والمخضرم الفرنسي الشهير نيكولاس أنيلكا (وست برومتش ألبيون)، والإيفواري يانيك ساجبو (هال سيتي)، وذلك فضلاً عن الحارس العماني الدولي علي الحبسي المحترف في صفوف ويجان أثليتك بدوري الدرجة الأولى (شامبيونشب). صحيفة المدينة