دبي (الاتحاد) - ينظم الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات «جيبكا» الدورة الأولى من منتدى الأبحاث والابتكار 12 مارس المقبل، وذلك انطلاقاً من الدور الجوهري الذي يلعبه الابتكار بوصفه أهم محركات النمو المستقبلي لقطاع البتروكيماويات. ويمثل هذا الحدث، الذي يستمر يومين، منطلقاً إقليمياً حيوياً لتسليط الضوء على أهمية توجه قطاع البتروكيماويات في المنطقة نحو التركيز على التطوير التكنولوجي والابتكار، مما يعد من العناصر المحورية في تحقيق النمو المنشود. وبالنظر إلى كون قطاع البتروكيماويات هو ثاني أكبر القطاعات الصناعية في الخليج، بما نسبته 2.9% من مساهمة قطاع الصناعات التحويلية في الناتج المحلي الإجمالي، هنالك فرص كبيرة ومتنوعة لتحقيق النمو في هذا المجال. وقال الدكتور عبدالوهاب السعدون، الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا): «يشهد قطاع البتروكيماويات في دول مجلس التعاون الخليجي نمواً ملحوظاً ومستمراً خلال المرحلة الراهنة، لكنه يعتمد في الوقت ذاته بصورة رئيسية على الحلول التقنية، مما يستدعي تعزيز اهتمام منتجي البتروكيماويات في المنطقة بالأبحاث والابتكار، ليكونوا قادرين على ترسيخ حضورهم في السوق العالمية التي تزداد مستويات التنافسية فيها بشكل مضطرد». وأضاف «إذا ما نظرنا إلى أداء القطاع على المستوى العالمي، فإن الصين تقدم نموذجاً يقتدى به كسوق، حيث تستثمر بكثافة في تقنيات الأبحاث والتطوير، مما أثمر عن تحقيق نتائج إيجابية وملموسة في هذا القطاع». وفي العام 2012، استثمر منتجو البتروكيماويات في الخليج ما لا يتجاوز 380 مليون دولار أميركي على الأبحاث والتطوير، أي أقل من 1% من إجمالي الإنفاق العالمي في هذا المجال. وبالمقابل، كانت الصين ثالث أكبر مستثمر في أعمال الأبحاث والتطوير المتعلقة بقطاع البتروكيماويات في العالم، بعد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية، وذلك عبر إنفاق 10.2 مليار دولار. وخلال الفترة ذاتها، ارتفعت قيمة منتجات البتروكيماويات في الصين إلى 1.4 تريليون دولار أميركي، أي ما يعادل 28.8% من إجمالي القيمة العالمية. وتابع الدكتور السعدون «على الرغم من أن دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية تستثمر بصورة أكبر في الأبحاث المتعلقة بقطاع البتروكيماويات، إلا أن الصين نجحت في تركيز استثماراتها بأسلوب يضمن تعزيز نمو القطاع ورفع قيمة منتجاته. ومن هذا المنطلق، يجدر بنا اتباع المنهج ذاته هنا في الخليج، من خلال عدم الاكتفاء بتمويل الأبحاث، بل عبر التركيز في المقام الأول على الاستثمار في الأبحاث التي تشكل رافداً حقيقياً لنمو أعمال القطاع». وستكون الحاجة إلى التركيز على الأبحاث محور النقاشات التي سيشهدها منتدى جيبكا للأبحاث والابتكار الذي يقام بمشاركة نخبة من أبرز الخبراء والتنفيذيين في هذا المجال ومن ضمنهم تنفيذيين من شركات «التصنيع الوطنية» و«سابك» و«بورياليس» و«سبكيم» و«بروكتر آند غامبل» وأكاديميين من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ومعهد ماساتشوستس للتقنية، و«سبكيم» وشركات استشارية عالمية مثل «ماكنزي». واختتم السعدون «نحن على ثقة بأن منتدى جيبكا الأول للأبحاث والابتكار سيقدم منطلقاً هاماً لجميع المعنيين من خبراء القطاع والأكاديميين والجهات الحكومية لمناقشة السبل المثلى لتحويل الأفكار البحثية من مجرد دراسات مخبرية إلى تطبيقات عملية يمكن الاستفادة منها على أرض الواقع». الاتحاد الاماراتية