دعا خبراء ومختصون في مجال الطفولة والأسرة، إلى دعم الاستثمار في رعاية الأمومة والأطفال من خلال برامج التدخل المبكر التي تشمل الصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية والنفسية وغيرها، مؤكدين أهميتها في تحقيق فوائد تعود على المجتمع وازدهاره، من أهمها انخفاض نسب التسرب من المدارس و الرسوب واستهلاك الخدمات الصحية والجريمة. عائد الدولار الواحد 20 دولاراً قال رئيس مجلس إدارة مؤسسة الطفل العربي طارق كشميري، إن كل دولار (3.76 دراهم) يستثمر في مرحلة الطفولة المبكرة يكون العائد منه بين سبعة دولارات (نحو 26.32 درهماً) إلى 20 دولاراً ( نحو 75.2 درهماً) في المستقبل، مشيراً إلى أن أهم مخرجات برامج الطفولة المبكرة تتمثل في النمو العاطفي والاجتماعي للطفل والنمو الإدراكي. وأشاروا، خلال مشاركتهم أمس، في أعمال المؤتمر الثاني للوقاية من الجريمة، تحت رعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، تحت شعار «الأسرة وقاية وحماية»، الذي نظمته شرطة أبوظبي، ممثلة في إدارة مراكز الدعم الاجتماعي، إلى أن كلفة رعاية الطفل الواحد يجب ألا تقل عن 100 ألف درهم، خلال ال 1000 يوم الأولى من عمره، موضحين أنه في حال عدم تطبيق برامج التدخل المبكر خلال الفترة الأولى، فإن كلفة الرعاية في المستقبل قد تصل إلى 1.5 مليون درهم للطفل الواحد. من جانبه، دعا الأمين العام لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، اللواء ناصر لخريباني النعيمي، إلى الحفاظ على كيان الطفل وتعزيز الحماية له وتنشئته بشكل سليم وعلى أسس علمية، موضحاً أن الوزارة تحرص على توفير الحماية والرعاية للطفل، ولديها مشروع متكامل لحمايته وفقاً لأفضل المعايير العالمية المتقدمة. وبدوره، قال مدير إدارة مراكز الدعم الاجتماعي بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي، العميد نجم عبدالله الحوسني، إن مواجهة الجريمة ليست مسؤولية جهة أو دولة فقط إنما مسؤولية جماعية، وتتطلب تضافر الجهود والإمكانات للتصدي لها ومكافحتها والوقاية منها بكل السبل. وأضاف «نحن في وزارة الداخلية لدينا العديد من البرامج الموجهة لأفراد الأسرة والطفل ونعمل جاهدين مع العديد من الشركاء في القطاعين الحكومي والخاص، على ترسيخ كثير من القيم الإيجابية في الأسرة، ونسعى عبر مبادراتنا إلى إبعاد أفراد الأسرة عن مكامن الجريمة بصورها المختلفة، من خلال التدخل المبكر لمعالجة قضاياها ومشكلاتها قبل تفاقمها ووصولها لمرحلة الجريمة، وتنفيذ العديد من البرامج وحملات التوعية على مدار العام». وقدمت مدير عام العمليات في شركة الطفل العربي للاستشارات التعليمية والتدريب في دبي، سامية القاضي، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الطفل العربي طارق كشميري، ورقة عمل تناولت موضوع الفوائد التي تعود على الأطفال من الاستثمار في التعليم بمرحلة الطفولة المبكرة. وقالت القاضي إن العلماء والنفسيين والاقتصاديين وخبراء تنمية الطفل يؤكدون أن ال1000 يوم الأولى من حياة الطفل لها تأثير أكبر في مستقبله أكثر من أي مرحلة أخرى في حياته، عارضة أهم الاستراتيجيات وأكثرها فاعلية التي يمكن للأم استخدامها هذه الفترة من حياة الطفل، وناقشت الفوائد التي تعود على الطفل في ما يتعلق بالنماء المعرفي والتحصيل الأكاديمي والمهارات السلوكية والذكاء العاطفي والصحة الجسدية، مؤكدة أنه يمكن تغيير المستقبل خلال ال1000 يوم الأولى للطفل. فيما قال كشميري، إن كلفة برامج التدخل المبكر للطفولة تقدر ب 100 ألف درهم للطفل الواحد وتتضمن تدريب ودعم أولياء الأمور وحضانات ذات جودة عالية وخدمات اجتماعية ورفع الوعي والتركيز على الأطفال المعرضين للخطر. الامارات اليوم