منذ أيام قليلة نشرت صديقتي مقالاً في «الرؤية»، وأثار المقال موجة من المعارضين والمؤيدين، وأصبح حديث المجالس بين النساء .. وكان النقاش لا جدوى منه لأن كل فريق مقتنع برأيه. ما أثارني حقاً هو عدد المعارضات للمقال، وكمية التعليقات التي أراها لا تساوي شيئاً أمام صحة ما كتبت حمدة. والضغط الذي تعرضت له في المدرسة من قبل المديرة والمعلمات، على الرغم من أنها لم تذكر حتى اسم المدرسة! وما ذكرته كان غيضاً من فيض مما عشته شخصياً من أيام حالكة فيها منذ ثلاث سنوات! لا أعلم حقاً السبب الرئيس لموقف المعلمات السلبي من مقالها، على الرغم من أنها أكدت أنها تتحدث بشكل عام وأنها لا تعمم الأمر على الجميع .. ولكنهن وكأن المثل: «اللي على راسه بطحة يحسس عليها» لم يُذكر إلا لأجلهن، حتى إن بعض من حاورتُهن كانت تعترض على المقال، على الرغم من أنها لم تقرأه ولا تعلم محتواه! «كلنا حمدة» كان رأي الطالبات فيما كتبت، وكلنا حمدة ضد الضغوطات التي تعرضت لها. وكلنا حمدة لأنها كتبت ما يخشاه من يخطئون. كلنا حمدة لأنها لم تكتب سوى ما شهدته من واقع الحياة. ولست أعني بكلنا معشر الطالبات، بل إنني أعني الجميع، أنا والأهالي والطالبات .. فمثلاً أمي التي أدهشني دفاعها عنها صرحت بعبارة جميلة تدافع بها عن حمدة -الفتاة التي لم ترها قط – قائلة: لو أن حمدة لم ترَ ولم تسمع ما كتبته، لم تكن لتكتبه أبداً! وأبي قال: كلامها صحيح لا تشوبه شائبة .. وزميلتي وقفت لتقول خطبة طويلة عن حرية الرأي وعن الديمقراطية التي يحاولون نزعها من حمدة! وأنا شخصياً أؤمن بأن التغيير الذي نريده لابد أن نبدأه بأنفسنا ليتبعنا الجميع. وأن إصلاح أي خلل قد يبدأ بخطوة، وأن الحياة لا ترافق إلا المكافحين. ولذا أقول كلنا حمدة .. وكلنا «الرؤية». كلنا «الرؤية» لأنها الصحيفة التي رددت صدى أصواتنا، لأنها القلب الذي احتوى كلماتنا، لأنها رافقتنا منذ انطلاقتها. هي من زرعت الثقة فينا، وهي من جعلت للصباح رونقه الخاص. كلنا «الرؤية» لأنها تهتم بنا، تنشر مقالات متنوعة جميلة جاذبة، تبتعد عن الروتين وتلامس المجتمع. كلنا «الرؤية» لأنها وطن يحتوينا، كلنا «الرؤية» لأنها حاضنة المواهب الأدبية الصغيرة. شكراً ل «الرؤية» لأنها كانت لي وطناً في الوقت الذي خذلتني فيه الحياة، وكانت ملجأً لنثر كلماتي التي ضاق عليها عقلي، وكانت الصحيفة التي تبهج قلبي منذ عام وشهرين .. شكراً لأنني أحببت انتظار طالبات الفصل لدخولي كل صباح مع «الرؤية» .. واقترابهن جميعاً لقراءتها. شكراً لأنكم هنا من أجلي، ومن أجل حمدة .. ومن أجل الجميع. نوف أحمد راشد The post كلنا حمدة .. وكلنا الرؤية appeared first on صحيفة الرؤية. الرؤية الاقتصادية