يعقوب علي (طهران) - أكد معالي محمد أحمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي، أن دول العالم الإسلامي تعيش مرحلة تحولات كبرى تفرض على منظماتها الحكومية والبرلمانية أنماطاً جديدة من التفكير والتكامل فيما بينها، مضيفاً بأنه لم يعد مجدياً التعامل مع قضايانا وأزماتنا بذات الأطر التي كانت سائدة فيما مضى من عقود. وقال: لذلك كانت مبادرة الشعبة البرلمانية الإماراتية بإنشاء البرلمان الإسلامي لتكون أداة وصل حقيقية بين الشعوب الإسلامية وبين قادتها في إطار عملهم الجماعي داخل منظمة التعاون الإسلامي. وأوضح المر في في كلمة ألقاها خلال المؤتمر التاسع لرؤساء مجالس لاتحاد الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، أن انعقاد المؤتمر يأتي بالتزامن مع تغيرات وتحولات كبيرة، يعايش فيها عالمنا الإسلامي واقعاً دولياً صعباً كثرت فيه الاضطرابات والتوترات السياسية، وعجزت فيه أنظمة الأمن الجماعي الدولية والإقليمية عن مواجهة مشكلات البيئة والتغير المناخي والفقر وتراكمات الازمات الدولية المتجددة. وأكد أن العالم الإسلامي ما زال في مفترق طرق إزاء تحديات التنمية والتطوير الاقتصادي وقضايا العولمة وثورة الاتصال والحفاظ على الهوية الايجابية للثقافة والفكر الإسلامي، والنأي عن التفكك والتفتيت لأمتنا الإسلامية ما بين قوميات متنابذة وأعراق متصارعة وطوائف متخاصمة. مؤكداً ضرورة النهوض بأدوار منظمات العمل الإسلامي المشترك بمسؤولياتها وواجباتها الحتمية في بناء برامج وسياسات عمل لتعزيز التعاون والتنسيق، والاصطفاف معاً للحفاظ على العلاقات السلمية والودية فيما بين الدول الإسلامية، والتصدي بكل قوة للمثيرات الداخلية والخارجية الباعثة على الفرقة والشقاق بين أبناء الأمة الإسلامية. وبما يكفل إعلاء قيم التسامح، والبعد عن التعصب وخطاب الكراهية. وأوضح أن ما يناهز المليار ومئة مليون مسلم يعقدون آمالاً عريضة على منظمات العمل الإسلامي المشترك لتصحيح الصورة الخاطئة والادعاءات المزعومة عن عدم وسطية الإسلام وتشدده، وعنفه، وعدم اعتداله. وفي ذات السياق فإنه من الضروري البحث عن سبيل لمواجهة تعدد الاجتهادات الفقهية وتشرذمها، واختلافها مما أدى إلى الالتباس في فهم سماحة الشريعة الغراء وأحكامها. وأرى أنه من الضروري أن نعبر نحن ممثلو برلمانات الدول الإسلامية على أهمية تعزيز دور مجمع الفقه الإسلامي الدولي الذي يعد واحداً من مؤسسات منظمة التعاون الإسلامي والمنشأ في عام 1981م بهدف ضبط قواعد الفقه وفق الشرع الملائم لمستجدات العصر. هوية القدس وأكد المر أن من أول التحديات التي تواجهنا كأمة إسلامية هو الحفاظ على هوية مدينة القدس والتي كانت سبباً مباشراً وراء إنشاء منظمة التعاون الإسلامي، فالتمادي الإسرائيلي في التهويد، وطمس الهوية الإسلامية لهذه المدينة لا يمثل فقط استخفافاً بمقررات القانون الدولي، والقرارات الدولية المتعددة الصادرة في هذا الشأن، وإنما يكرس نهجاً إسرائيلياً متزايداً في انتهاك حقوق إسلامية ثابتة لم تقرها الشرائع الدولية فقط، وإنما كفلتها المبادئ والأسس التاريخية المتعاقبة. وشدد على أهمية أن يكون هناك صوت إسلامي موحد في كل المحافل الدولية سواء كانت برلمانية أو حكومية بشأن تنفيذ خطة عمل منظمة التعاون الإسلامي لحماية القدس التي تم إقرارها في الدورة الأربعين لمجلس وزراء خارجية المنظمة في 2012 خاصة فيما يتعلق بالسعي لعقد دورة خاصة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة قضية القدس، واللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية وغيرها من الهيئات القانونية الدولية لتحميل الكيان الصهيوني المسؤولية عن جرائمه، سيما الرامية إلى تغيير الوضع الديموغرافي في مدينة القدس، وعزلها عن محيطها الفلسطيني. ... المزيد الاتحاد الاماراتية