بالامس أغارت طائرات أسرائيلية معادية على أهداف داخل الاراضي السورية المقابلة لبلدة جنتا البقاعية وسط تكتم إعلامي سوري ولبناني وإسرائيلي, لكن في بداية الامر تردد أن الاعتداء وقع في جرود بلدة النبي شيت او جرود جنتا, ولقد نفت مصادر امنية وعسكرية ان تكون الطائرات الاسرائيلية نفذت إعتداء داخل الاراضي اللبنانية, يبقى الخبر المتيقن منه حدوث الاعتداء داخل الاراضي السورية. دمشق (بانوراما الشرق الاوسط) هذا وقد اطلق "بني غانتس " رئيس اركان الجيش الاسرائيلي سلسلة من التهديدات قبل يومين خلال إشرافه على المناورات العسكرية في الجولان السوري المحتل, مناوارت تحاكي إحتمال دخول الجيش السوري و حزب الله الى الجولان , وحين سؤل عن عمليات نقل سلاح استراتيجي كاسر للتوازن من سوريا الى حزب الله , أجاب " إننا نتابع مسارات نقل وسائل قتالية في كل قطاعات القتال " وعندما تستدعي الحاجة نتدخل فوراً. وكان رئيس العدو الصهيوني "بنيامين نتانياهو " قد سبقه قبل ايام في زيارة الى المستشفى العسكري الميداني الذي أُعد في الجولان المحتل لاستقبال جرحى ما يسمى " الجيش الحر " و" لواء احرار الشام" و" جبهة النصرة" بناءً على التعاون الوثيق بين الكيان الصهيوني والتنظيمات المسلحة الارهابية التي تقاتل النظام في سوريا. كذلك تشير المعلومات الاستخباراتية والميدانية على إعداد و تجهيز فرق مقاتلة تعد بآلاف المقاتلين من السوريين والاجانب تم تدريبهم في الكيان الاسرائيلي والاردن على إيدي قوات المارينز الاميركية, وجيش الكيان الاسرائيلي, والمخابرات السعودية والاردنية, ومجهزين بأحدث الاسلحة المتطورة من دبابات وصواريخ ضد الدروع وعربات مسلحة إستعداداً لشن هجوم من ناحية درعا التي يسيطر المسلحون على جزء منها, والعملية تستهدف الهجوم على العاصمة دمشق من ناحية الغوطتين الشرقية والغربية من ريف دمشق, وقد قام رتل عسكري قبل عدة أيام مؤلف من 60 الية عسكرية بالهجوم على جنوبسوريا إنطلاقا من الاردن وتم التعامل معه وسحقه بالكامل مما أقلق أجهزة الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية الذين كانوا يشرفون على سير الهجوم العسكري, ومايؤكد ذلك, هي الزيارة الميدانية التي قام بها رئيس الكيان الصهيوني الى المستشفى الميداني كما اسلفنا. كما أشارت المصادر الميدانية عن إحراز تقدم ملموس لقوات الجيش السوري على كافة المحاور الاستراتجية, لقد تم تحرير " تلة اليرزن " الاستراتجية في ريف القنيطرة المحررة المتاخمة للجولان المحتل, كذلك التقدم السريع على جبهة القلمون ومحاصرة مدينة " يبرود " الاستراتجية والتي تعد أكبر معقل للجماعات المسلحة الارهابية, ومحصنة تحصينا يفوق تحصينات مدينة " القصير " من ناحية العدد والعدة, حتى تفوق تحصيناتها أي مدينة في الكيان الصهيوني فلذلك يراقب العدو سير المعارك عن كثب, وينتابه القلق الشديد من تمكن قوات الجيش العربي السوري ورجال حزب الله دخول المدينة وتحريرها من المسلحين. لقد قام الكيان الصهيوني بعدة غارات معادية على سوريا خلال الازمة السورية مستفيداً من إنشغال الجيش العربي السوري في حربه على الارهاب, وكذلك لعلمه بأن القيادة السورية ليس بامكانها فتح جبهة خارجية والجبهة الداخلية ملتهبة في أكثر من موقع على امتداد الاراضي السورية, ووسط حصار دولي وحرب ارهابية تشترك بها اكثر من 80 دولة عالمية. تاتي الغارات المعادية في وقت متزامن مع كل تقدم ميداني للجيش السوري, لقد شن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة جوية على طريق حمص القصير عندما كانت تتساقط مدينة " القصير " وكانت الذريعة الحاضرة دوماً هو" وقف نقل أسلحة استراتجية من سوريا الى حزب الله ", كذلك شن غارة صاروخية على مدينة دمشق في وقت متزامن مع شن هجوم على المدينة من كافة أريافها حيث باءت جميعها بالفشك الزريع وتكبد المهاجمون خسائر فادحة في الارواح والعتاد مع الفشل في تحقيق أهدافهم في الاستيلاء على العاصمة " دمشق ", تلك الغارات وغيرها لم تمنع سقوط مدينة القصير بيد قوات الجيش السوري وحزب الله, ولا مكنت الجماعات المسلحة من إسقاط العاصمة, فالذريعة التي يتذرع بها العدو الصهيوني في كل مرة يشن عدوانه على سوريا باتت واهية, فحزب الله أتم إستعداداته لصد أي عدوان صهيوني على لبنان منذ اليوم الاول لاندلاع الازمة السورية وليس بحاجة لاضافة صاروخ واحد لمنظومته الصاروخية, ولا يدخل الاعتداء إلا مساهمة ميدانية الى جانب الجماعات المسلحة. فالغارة التي حصلت بألامس بالقرب من المعارك الدائرة في ريف القلمون تأتي بعد تقدم الجيش السوري وقوات حزب الله في تلك المنطقة,ويأتي هذا العدوان في سياق التعاون الوثيق بين الكيان الصهيوني واميركا وبين السعودية الذين يرون إن سقوط مدينة " يبرود " يعتبر خسارة عسكرية فادحة لا يمكن تحملها, وهي في حال سقوطها تعتبر إنجازا ونصرا يفوق انتصار 2000 و2006 على الكيان الصهيوني, لأنه سيكون هزيمة لعدد من الدول المشاركة في الحرب على سوريا وعلى راسها اميركا والكيان الاسرائيلي والسعودية, والاكثر تضرراً هو الكيان الصهيوني نظراً للخبرات العسكرية الميدانية التي إكتسبها الجيش السوري و حزب الله من خلال مشاركتهم في القتال الميداني. فأمام الكيان الصهيوني خيارات أحلاها مر, فلا هو قادر على شن عدوان على حزب الله في لبنان لانه سيلقى رداً فورياً حاسماً مزلزلاً, ولا غاراته وإعتدائته على الاراضي السورية بحجة نقل سلاح استراتيجي لحزب الله ستحد من قدرات الجيش السوري وقوات حزب الله ومنعهم من إحراز نصر على الجماعات المسلحة الارهابية التكفيرية, ولا هو قادر على الدخول في المعركة ميدانياً. ونذكر القراء الاعزاء , قامت الطائرات الاسرائيلية خلال العدوان على لبنان في تموز عام 2006 ب 17550 غارة جوية أي بمعدل 520 غارة يومياً, وكانت النتيجة إنتصار المقاومة ولبنان وهزيمة إسرائيل التي اقرت بها. وهذا العدوان الجديد لن يمنع سقوط مدينة " يبرود " بيد الجيش العربي السوري وقوات حزب الله , وستسقط عاجلاً ام أجلاً, فلا غاراته وعداونه السابق منع سوريا من الانتصار, ولا عدوانه اللاحق سيمنعها من تحقيق نصر على كافة الاراضي السورية وإعادة الامن والاستقرار بعد سحق كل الجماعات التكفيرية الارهابية المستوردة. / 2811/ وكالة انباء فارس