انور سلطان السيناريو الاول: وحدة فدرالية من اقليمين وليس هناك استفتاء في المستقبل على الوحدة. (وهذا ليس له صدى في الشارع الجنوبي). الثاني: وحدة فدرالية من اقليمين مشروطة بالاستفتاء بعد 3-5 سنوات. ( ويمكن القبول بهذا من الجنوب اذا وجدت ضمانات كافية وقبلت به صنعاء اولا، ووجد ضغط دولي يضع صنعاء امام خيارين اما القبول او دعم الاستقلال الناجز. وهذا الدعم لا يبدو موجودا). الثالث: وحدة فدرالية من اقليمين على اساس طوعي، بدون شرط الاستفتاء بعد فترة معينة (النموذج الكندي) بل تعاد صياغة الوحدة من ممثلي الطرفين، وتكون على اساس مبدأ الوحدة الطوعية، وبالشروط التي كان ينبغي ان تقوم عليها من الاساس بحيث لا يتحول الجنوب الى مجرد اقلية (يمثل بالنصف في البرلمان، والجيش قيادة وعديدا) على اساس ان الجنوب دولة وهوية وليس مجرد شطر كما روجته بروباجندا الحزب. وبعد فترة من اعادة صياغة الوحدة تكون كافية لاعطاء الوحدة فرصة لتصبح جاذبة، يمكن لاي طرف طرح الاستفتاء اذا رغب، وليس شرطا ان يطرح الاستفاء، ليست وحدة مشروطة باستفتاء، بل اعادة صياغة الوحدة على اساس طوعي، وفي المستقبل يمكن لاي طرف الاستفتاء اذا اراد ذلك. واذا طرح الاستفاء في المستقبل ولم يحدث استقلال، لا يُطرح مرة اخرى الا بعد دورة انتخابية، وهكذا. السيناريوا الثالث هو حل وسط، بين السيناريوهين الاخرين. يعيد الامر الى الشعبين، ويسقط وحدة الخديعة والوحدة الخطأ. الاقاليم ليست حلا لمشكلة الوحدة الفاشلة التي تمت على اسس خاطئة، بل اعادة صياغتها من الطرفين الممثلين للوحدة، وان تكون على اسس صحيحة وليس على على اساسا بروباجندا الاصل والفرع، او بروباجندا الشطر،، بل على اساس ان هناك دولتان لكل منهما سيادة ولشعبيهما ارادة حرة ولا يجوز اسقاط هذه الارادة، وانه لا يمكن ان تكون وحدة الا على اساس طوعي، فلم تقم الا على اساس طوعي، ولن تستمر الا على نفس الاساس. فكان ينبغي ان تقوم الوحدة على اساس فدرالية طوعية يحق لاي طرف الرجوع عنها اذا لم تحقق مصالحه او اذا تضرر منها. وبالشروط التي تضمن نجاحها بحيث لا يغين طرف فيها. فالطوعية والشروط الضامنة للعدالة وعدم تحول الوحدة لصالح طرف على حساب الاخر هي التي ستخلق وحدة حقيقية متينة، فان لم تنجح على هذه الاسس فلن تنجح على اي اساس اخر، لن تنجح على اساس الدم، وعليهم هنا الا يتحدثوا عن وحدة بل عن ضم والحاق وعن شروط نجاح اخرى للضم والالحاق هي ابادة الشعب الجنوبي. هذا السيناريوا بهذه الخلفية الواقعية لا خلفية البروباجدنا والايدلوجية التي لا تمت للواقع بصلة، يمكن ان يتبناه الحزب واي اشخاص مع الوحدة من الجنوبيين، والقوى الحرة والمنصفة التي تتعاطف مع الوحدة وتريد انقاذا ما يمكن انقاذه، وهذا الموقف يمكن ان يلقى تفهم عربي ودولي، فاذا جاءت مبادرة دولية على اساسه وضغطت على صنعاء وجعلت امام صنعاء اما القبول بهذا المبدأ او دعم استقلال ناجز، وفي حال قبول صنعاء، يمكن ان يقبل الحراك بهذا الحل. اما امام تعنت صنعاء فليس امام الحراك والشعب الجنوبي الا النضال لنيل الاستقلال الناجز. على الحزب والقوى الحرة المنصفة والنخبة المنصفة في صنعاء تبني هذا الحل الذي يقوم على الواقع الموضوعي لا على حلم القومية والوحدة العربية في الخمسينات والستينات التي انتجت مقولات ايدلوجية عن الوحدة لا تمت للواقع بصلة، بل مجرد هرطقات على الورق وخرافات لا معنى لها من قبيل التراب اليمنية الواحد، والاجداد ناضلوا من اجل الوحدة (اجدادنا نعرفهم لم يعرفوا ما معنى الوحدة اليمنية حتى يناضلوا من اجلها) ومقولة اليمن الواحدة عبر التاريخ والدليل انه لم تكن هناك حدود وغيرها من التفاهات (على هذا الاساس العالم كله واحد وليس ما يسمى يمن الذي لم تكن له دلالة سوى جغرافية). اذا فعلوا هذا باخلاص ونية حسنة واستعدوا لدفع الثمن من اجله سوف يقطعون نصف الطريق باتجاه ملاقاة الشعب الجنوبي واعادة بناء الثقة. اما الحلول الاخرى المفروضة ودس الرؤوس في الرمال فلن تنتج سوى استمرار النضال وبقوة في الجنوب، ولن تنتج الا زيادة الشرخ وفقدان الثقة والكراهية بين الشعبين. اذا وجدت قوة في "الشمال" لها قاعدة شعبية، تتبنى هذا المبدأ الحق، فستكون فرص تحالفها مع الجنوب كبيرة، وباستطاعة هذا التحالف الضغط على السلطة في صنعاء اما ان تتقبل هذا الحل المحق، او اساقطها، او دعم استقلال الجنوب بشكل ناجز. وعليهم ان يعلنوا ان الوضع ضم والحاق بالقوة ووحدة قسرية ان لم يريدوا ان يقولوا احتلال واستعمار كما صرح علي محسن. ونقول لفروع وقواعد الحزب الاشتراكي في الجنوب، ان لم تكن غالبيتكم مع استقلال ناجز (لاي سبب كان، اما لعدم وجود موقف دولي داعم، او اي سبب آخر) فعليكم على الاقل تبني مبدأ الوحدة الفدرالية الثنائية الطوعية، وان تلزموا الحزب بها، او الافضل لكم هو الانشقاق عن الحزب الاشتراكي اليمني، وتكوين حزب اخر. وبهذا تكونون قد اقتربتم خطوة من الشارع الجنوبي. وفي الاخير اشكر الاخ د. علي الزامكي الذي كان سببا في هذا الموضوع عندما تحدث عن موقف فروع الحزب الاشتراكي في الجنوب في منشور خاص به صفحته بالفيس بوك. انور سلطان 26\2\2014م عدن اف ام