شجرة الرمان لها حضور كبير في التراث الثقافي الإماراتي، فهي من الأشجار التي يسهل زراعتها في الطبيعة القاسية جغرافياً ومناخياً، كما هو الحال في الإمارات التي بين خليجين، الخليج العربي وخليج عمان الممتد من بحر العرب والمحيط الهندي، فالتراث الشعبي يزخر بكثير من المواضيع والإشارات والصور عن الرمان، باعتبارها شجيرة مقاومة لعوامل الطبيعة، ومتأقلمة مع شدة الحرارة وارتفاع نسبة الرطوبة... كما أن الرمان يدخل ضمن العلاجات والأصباغ، وهو من الفواكه ذات الأهمية الكبيرة في المجتمع الإماراتي، سواء من الناحية الغذائية أو الحرفية أو المعتقدات أو الأدب الشعبي... ويوضح الباحث عبدالعزيز المسلم مدير إدارة التراث بدائرة الإعلام والثقافة بالشارقة، أن الطفل الإماراتي يبدأ بالتعرف إلى الرمان في مراحله العمرية الأولى، منذ نعومة أظفاره، من خلال عدد من الأهازيج الشعبية، ثم يبدأ يسمع اسم الرمان في أوصاف الجمال الشخصية وزينة البيوت، وبعدها يسمع عن أهمية الرمان كغذاء ودواء وصبغ، وقشر الرمان مفيد للشعر... حيث يتم تجفيفه وطحنه وإضافة الماء إليه، ويضاف إلى الحناء أو من دونها، ويستعمل لحاء الشجرة في الدباغة والصباغة، وبذر الرمان يلطف الجلد وذو تأثير قابض، ومبرد لبعض الحميات، كما يستعمل الرمان ضد الإسهال، والمضمضة به تعالج أمراض الحلق والتهاب اللوزتين، ويكافح أمراض المعدة والتهييج الذي يحصل فيها. أهازيج وفي مراحل الإبداع في الأدب الشعبي يستعرض الشاعر أو الراوي الإماراتي، الرمان ضمن صياغاته الإبداعية الأدبية، كأهزوجة: (خطف علي بن راشد.. على ابكرات سمان.. قومن واطالعنه.. بنات هل عيمان.. ساير يبا المنامه.. بيزرعون الشأن.. الشان في نخلنا.. نحلنا هيسه هيسه نخلنا ظيلمان.. فيها عروق الحنا.. ومشربكه برمان.. خلالتها بربيه.. وشمروخها بثمان). وهناك أهزوجة أخرى: (ياريتني اطويره.. واطير ويا الدخان.. واحل برأس الخيمه.. وآشوف من غرقان.. غرقان بو كنينه.. ولد محمد سلطان.. يدورون منينه.. بيزرعون الشأن.. نحلنا هيسه هيسه.. نخلنا ظيلمان.. فيها عروق الحنا.. ومشربكه برمان). والرمان أثبت عبر التاريخ أنه علاج، فالغشاء الداخلي في يدبغ البطن مثل دبغ الجلود، والقشر الخارجي ييبس ويغلى بالماء ويشرب لطرد الديدان والغازات والمغص، كذلك ييبس ويطحن ويستخدم وقت الحاجة للعلاجات المختلفة، كذلك يقال في وصف جمال المرأة، يأتي ذكر الرمان كناية عن كثير من الأوصاف، وهي أوصاف تعنى بالجمال والنقاء، ويشبه أيضاً بالأسنان من حيث تكامل الشكل والتسلسل، وفي التراث الإماراتي هناك لغز أطلقه القدامى: (طاس غرنطاس، في البحر غطاس، من الداخل لولو، ومن الخارج نحاس)، ورد ذكر الرمان في القرآن الكريم في سورة الرحمن، بقوله تعالى: (فيها فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)، والأجزاء المستعملة في الرمان، الثمرة، القشر، البذور. البيان الاماراتية