تحاول الولاياتالمتحدة الأميركية فرض اتفاق إطار على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مستغلةً بذلك الظروف في المنطقة، وانشغال الدول العربية لاسيما تلك التي عصفت بها رياح - ما يسمى ب - "الربيع العربي" بترتيب أوضاعها الداخلية. رام الله (فارس) وأجمع ساسة فلسطينيون في أحاديث منفصلة مع مراسل وكالة أنباء فارس على أن المفاوضات التي تتواصل مع الحكومة الإسرائيلية، تشكل غطاءً لمضي الاحتلال في عدوانه، وتهويده للمقدسات، وتكريس حقائق استيطانية على الأرض تحول دون قيام دولة فلسطينية مستقلة. وقال القيادي بحركة حماس والنائب في المجلس التشريعي الفلسطيني حسن يوسف: "إن محاولات (وزير الخارجية الأميركي جون) كيري لفرض اتفاق إطار بموجب المفاوضات التي تجري مع الاحتلال لن تفلح"، لافتا إلى أن "المقاومة ستقف حائلًا أمام هذا الخطر الذي يتهدد القضية الفلسطينية". وقال يوسف لمراسلنا على هامش تشييع جثمان الشهيد معتز وشحة في بلدة بيرزيت قضاء رام الله الجمعة:" دماء الشهداء تحمل رسالة واضحة لكيري ومن يدور في فلكه، مفادها أنت غير مرحب بك، ولتعرف أننا صامدون، وعلى أرضنا منتصبون". وأضاف:" الشعب الفلسطيني يعرف طريقه جيدًا، وهو لن يفرط بحقوقه وثوابته الوطنية، وسيظل محافظًا عليها ومدافعًا عنها"، مطالبًا بوقف المفاوضات فورًا. من جانبه، أكد الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، أن عملية اغتيال الشاب معتز وشحة (25 عامًا) الخميس الماضي، هي ال 40 منذ استئناف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل". وقال البرغوثي: "إن هذه الجريمة العدوانية التي ارتكبها جيش الاحتلال بدم بارد تنفذ تحت غطاء المفاوضات"، داعيًا إلى "تحرك فوري لمحاسبة "إسرائيل" على إجرامها وعدوانها من خلال التوجه لمحكمة الجنايات الدولية". وأشار إلى أن وتيرة التوسع الاستيطاني ازدادت بنسبة 135% خلال فترة المفاوضات، موضحًا أن "إسرائيل" تسابق الزمن لكي تكرس وقائع على الأرض تجعل من المستحيل قيام دولة فلسطينية مستقلة. وشدد البرغوثي على أن "إسرائيل" ترفض جملةً وتفصيلًا فكرة إقامة دولة فلسطينية، أو أن يكون للفلسطينيين وجود في القدس، أو أن يعود أي لاجئ فلسطيني إلى وطنه. من جانبها، دعت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خالدة جرار، القيادة الفلسطينية المتنفذة إلى مراجعة حساباتها، ووقف التنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال. وقالت جرار إن "الشعب الفلسطيني بحاجة لقيادة تحميه، لا أن توفر للاحتلال الغطاء لممارسة عدوانه واحتلاله، واستثماره المفاوضات لتجميل صورته على المستوى الدولي". وأضافت "مخطئ من ظن يومًا أنه يمكن التعايش أو التفاوض مع الاحتلال، فمن راهن على هذا المربع الضار يجب أن يعيد حساباته حتى لا يعطي عدوه غطاءً للاستمرار بجرائمه، والتي كان آخرها عملية الإعدام الهمجية بحق الرفيق معتز وشحة". وشددت جرار على أن البديل عن مسار التسوية العقيم هو توفير الحماية للمقاومة بكافة أشكالها، وتشكيل جبهة وطنية عريضة على المستوى الشعبي، وفي إطار برنامج نضالي متواصل يفرض الحقائق على الأرض. ودعت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، القيادة الفلسطينية أن تكون حاضنةً لشعبها الذي لا يمتلك سوى إرادة الصمود والمقاومة في نضاله ضد احتلال عسكري كولنيالي اغتصابي عنصري يمتلك كل وسائل القتل والتدمير والعدوان. وحول إمكانية اندلاع انتفاضة شعبية ثالثة، قالت جرار: "هذه اللحظة ستأتي لا محالة، لكن قبل ذلك نحن بحاجة لقيادة فلسطينية موحدة تستوعب كل أشكال النضال الوطني". /2336/ وكالة انباء فارس