اسرائيل تدخل على خط المصالحة الفلسطينية لعرقلة تنفيذها بشن حملة ضد عباس واتهامه بالتحالف مع 'الارهاب' رام الله 'القدس العربي' من وليد عوض: تواصل الحكومة الاسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو السعي لعرقلة اتمام المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، وذلك في خلال اصرارها على استهداف السلطة الفلسطينية باجهزتها وقيادتها ومؤسساتها اذا ما تم انهاء الانقسام الداخلي. وفيما تصاعد الخطاب الرسمي الفلسطيني خلال الفترة الماضية باتجاه السير نحو اتمام المصالحة الفلسطينية وانهاء الانقسام المتواصل منذ منتصف عام 2007 عقب سيطرة حماس على قطاع غزة ذكرت مصادر اسرائيلية الاثنين ان مكتب نتنياهو ووزارة الخارجية الاسرائيلية ستبدآن حملة اعلامية وسياسية دولية ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بزعم تحالفه مع رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل الساعي الى ابادة اسرائيل على حد قولها. وتسعى اسرائيل لاتهام عباس الاجهزة الامنية الفلسطينية ومؤسسات السلطة بالتحالف مع 'الارهاب' في اشارة لحماس، وذلك من خلال سماحهم لتلك الحركة بالمشاركة في تلك الاجهزة والمؤسسات من خلال تنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية الموقع بالقاهرة. وقالت اذاعة جيش الاحتلال الاسرائيلي الاثنين نقلا عن مصادر اسرائيلية مطلعة ان اسرائيل ستجند كافة امكانياتها الامنية والاستخبارية لافشال المصالحة الفلسطينية التي وصفتها بالخطر الداهم لها ، مشددة على ان 'المصالحة وامتناع اجهزة الامن الفلسطينية من ملاحقة عناصر حماس' بالضفة الغربية خطر يهدد أمن اسرائيل، مشيرة الى ان اوامر مشددة صدرت من عباس قبل عدة ايام للاجهزة الامنية الفلسطينية بعدم ملاحقة عناصر حماس واطلاق سراحهم وفتح مؤسساتهم. وحسب المصادر الاسرائيلية فان الحرب الاخيرة على غزة عززت التقارب بين الضفة الغربية وقطاع غزة، منوهة الى انه بعد بدء العمليات العسكرية بغزة بعدة ايام حاولت مصادر اقليمية ودولية جس نبض الرئيس الفلسطيني فيما اذا كان على استعداد لتسلم غزة حال القضاء على حماس فما كان منه الا ان رفض رفضا قاطعا وكان له رد فعل عكسي بتحدي اسرائيل دوليا ونقل المعركة مع 'الارهاب' بغزة الى اروقة الاممالمتحدة واستغلالها للحصول على الدعم الدولي لدولته غير العضو، على حد قول تلك المصادر. واضافت المصادر الامنية ان خلافا شديدا نشب في وزارة الدفاع الاسرائيلية ومكتب رئيس الوزراء حول طبيعة استمرار العمليات بغزة حيث كان السؤال المركزي يتعلق باليوم الذي يلي القضاء حماس ومن سيكون لديه استعداد لتسلمها بعد فترة 6 شهور على الاقل من احتلالها وهو امر مرفوض من قبل المقاطعة برام الله بصورة قطعية على حد قول تلك المصادر. ويأتي الاصرار الاسرائيلي على افشال اتمام المصالحة الفلسطينية وذلك في ظل تصاعد الخطوات العملية التي تتخذها حركتا فتح وحماس لتهيئة الاجواء لانهاء الانقسام حيث سمحت حماس بغزة لكوادر من فتح فروا الى مصر خلال الاقتتال الداخلي بالعودة للقطاع في حين توقفت الاجهزة الامنية الفلسطينية عن ملاحقة نشطاء حماس بالضفة الغربية وخفضت مستوى التنسيق الامني مع اسرائيل وبدأت باطلاق سراح بعض النشطاء المحتجزين عندها.